دمعة حرّى
دمعة حرّى
د. طلال محمّد الدّرويش
[email protected]قـلـبـي يـئـنُّ ودمعتي حرّى
لـكـنّـهـا طَـفَرت فما قدرتْ
فـضَـحَتْ شجوني ؛ ذاك ديدِنها
فـعـلـمـتُ أنّي لستُ ذا حِيَلٍ
وسـألـتُ نـفسي كيف أمنعها؟
سـتـظـلُّ في حَزَنٍ على حَزَنٍ
إن كـنـتَ تـطلبُ بهجةً بعدت
فـاقـعـدْ ؛ فـقـد أطمَعتَها فإذا
رمـضـان وافـى أيـن بهجتُهُ
وعـلـى بـلاد الـمسلمين ذوى
لا مـحـسـنٌ حـثّـتْـه نخوتُه
أو شـاكـرٌ لـلّـه نـعـمـتَهُ
أو مـنـصِـفٌ في الحقّ موقعُهُ
أو حـاكـمٌ بـالـعدل ما ظَلَمَتْ
أو مـن يـبـرُّ بـوالـديهِ وإن
أو إخـوةٌ تـبـنـي مـودّتُـهم
أو والـدٌ حـفـزّتْ مـحـبّـتُهُ
أو أمّـهـاتٌ لا يـلـدْنَ سـوى
قل لي ، ألست أخا حجى ؟ فمتى
أولـيـس أوّلُـهـا انكفاءَك عن
وأحـلْـتَ إرثَـك للقريضِ لكي
أم أنّ آخـرَهـا هـوى وطـنٍ
... هـي محنةٌ عمّت وليس لها
فـابـدأ بـنـفسِك فانهَها ، ولها
فـعـلـيك نفسَك إن أردتَ غنًى
واسـألْ إلـهَـك رحـمـةً فبهاكـتّـمـتُـها ، وحبستُها قسرا !
مـثلي ، على أن تحفظ السّرّا !
فـطـفِـقـتُ أبغي للشّجا سَترا
يُـلـقـي على أمرٍ بدا له أمرا !
قـالت : " فديتُك ، لم تزل غِرّا !
مـا عشتَ حتّى تقضيَ العُمْرا !
والـنّـفـسُ قـد هيّأتَها بِشرا ،
نـكـبـاتُها ، وجرُوحها تتْرى !
وهـنـاك طـفلٌ لم يجدْ فِطرا ؟
نـخـلٌ ذلـيـلٌ أنـكر التّمرا !
أم مـنـقـذٌ يـسـتدركُ الضّرّا
حـالَ الـعـطـاءُ بـكفّه شكرا
مـا اهـتـزَّ لا سرًّا ولا جهرا !
أحـكـامُـه عـبـدًا ولا حُرّا !
طـلـب الرّضا ، أرضاهما بِرّا
نـحـو السّعادة والرّضا جسرا !
أولادَه فـاسـتـيسروا العُسْرا !
أسْـدٍ تـعـافُ الضّيم والقهرا !
أدركـتَ أنـت صفاتِك العشرا؟
خوضِ الغمارِ ، وتدّعي الصّبرا ؟
تـذوي به ، وتحشرِجَ الذّكرى !
فـارقـتَ لـم تُحْدِثْ له ذِكرا ؟
إلاّ الـتّـطـهّـرُ بـالهدى فِكرا
بـادِرْ إذا مـا أحـدَثَـتْ إمرا !
فـي الـنّفسِ يغني عزُّه القفرا !
منجاكَ في الأولى وفي الأخرى!"