خارج عن لوحة المألوف
ابن الفرات العراقي
[email protected]كـونـي مـعـي لا تحفلي بجنوني
أنـا شـاعـرٌ مـتـمرّدٌ في شعرِهِ
وأسـبُّ أيَّ نـظـامِ حـكـمٍ فاسدٍ
حـربٌ لِـمَـنْ فينا يعيشُ متاجراً
لا سـلـطـةٌ تـعـلو عليَّ بحكمها
كـونـي مـعي .شعري مرارةُ أمةٍ
وأنـا بـريـدٌ مـن جـراحِ مدينةٍ
ونـزيـفُ عـمرٍ فيه جمرُ توهّجي
أنـا خـارجُ الـمألوفِ فصلُ روايةٍ
أنـا خـارجٌ عن لونِ واحاتِ الشذا
نـامـي بـنـفـسجةً شذاها غامرٌ
أنـا عـصـرُ طوفانِ الدمارِ يلوكُنا
لا تـحـفـلـي .كوني أشدَّ شراسة
أعْـرى بـلـى وأجوعُ لكن رُغمهم
شـعـري انتفاضاتُ الجراحِ وثورةٌ
وَسـخـرْتُ مـن قـانونِ كلِّ قبيلةٍ
كـونـي مـعي ،أو لا تكوني إنني
غـضبي صراعٌ ما استراحَ بداخلي
ولـي الـقـرارُ .دمي مشافرُ مِعولٍ
أمـشـي تُـسـمِّرُني شظايا غصّةٍ
هـذا أنـا .بدمي أخوّضُ في اللظى
وطـني هو الإعصارُ .فيه سواحلي
وتـحـمَّـلي طيشي وغيظَ شراستي
وتـفـجّـري شـعراً فليلُ مجاهلي
كـونـي عـبـيرَ الأقحوان بمرفئي
ومـراكـبـي كـوني إذا بَعُدَ المدى
كـونـي المرايا كي تراني غربتي
غـرقٌ مـسـافـاتي .متاهةُ لوعةٍ
فـسـواحـلي رهقٌ .تباعَدَ شاطئي
(يـا ريـمُ ) لـيلُ الذكرياتِ مواجعٌ
لـغـتـي تضيقُ على مدارِك بَحّةً
كـونـي هُـنـا فنني الذي آوي له
وطـنـي الـذي باعوهُ كان مُؤانسي
بـاعـوه كـان إلـيَّ نـهـراً دافئاً
بـالأمـس كـان هـويـةً وهوايةً
مـطـري الـذي تاقَ الترابُ لشمِّهِ
روحـي مـجـاهلُها تجوبُ مجاهلاً
جـذري بـه نـبـتتْ براءةُ أدمعي
كـونـي على سفرِ الجراحِ صديقتي
طُـرقـي . إذا نهرُ الحنينِ تفاقمت
وأنـامـلـي فـيـهـا أخطُّ بدائعي
كـونـي لأمـطاري الشتاءَ تزوَّقتْ
طـيري يُؤانِسُ في اغترابي وحدتي
حـلـمـي الذي غادرته زمن الصبا
(يـا ريـم )، تـفترشُ الفؤادَ مآتمي
لا شـيءَ كـنـتُ ولادةً مـوءودةً
مـذبـوحـةٌ حـدَّ النخاعِ مزارعي
مـلآى جـراحـاتٍ خواطرُ لهفتي
لا شـيءَ .ذاكـرتي احتضارُ مآربي
(يا ريم ) حزني بعضُ حزنِك فاقرأي
ولـقـد أكـونُ الـيومَ لكن في غدٍ
ولـقـد تـريـنـي مـرّةً ، ولربّما
ولـربّـمـا سـفري يطولُ طريقُهُ
قـولـي هـنـا قد مرَّ يوماً شاعرٌطـبـعي اللهيبُ .وصرختي أتوني
لـم أخـشَ مـن أحدٍ وهُمْ يخشوني
ومـقـامـرٍ فـي شعبِهِ المطعون ِ
بـدمـائـنـا . ويـبيعنا بالدّونِ
فـلـقـد وضـعْـتُ لدولتي قانوني
حَملتْ صنوفَ الموتِ من (فرعون )
نـامـتْ عـلـى صَرخَاتها سكيني
لـوَّنـتُ فـي أنـفـاسِه خمسيني
لـم تُـكـتَـشفْ في العالمِ المأفونِ
فـتـكـسّـري غُصناً من الليمونِ
بـخـمائلي .وتأرجحي (يا تيني )
مـوتٌ .ولـيـس جنوحُهم يغريني
فـعـواؤهـم واللهِ لا يُـعـنـيني
يَـخـضرُّ في جُدبِ المدى زيتوني
داسـتْ عـلـى سـخريّة التهجينٍ
هـمـجـيـةٍ ،مـسـحوقةِ التكوينِ
حَـطَّـمـتُ نـارَ سـواترِ التدوينِ
ضـدَّ الـطـغـاةِ وصوتَ أيّ قمينِ
أسـعـى لـنـبـشِ مـقابرِ التنينِ
سـتـجـيـؤهـم مَدّا من الغسلينِ
فـجـمـيـعُها الأعطارُ لا تغريني
غـرقـت .فكوني في الزوابعِ طيني
وتـلـوّنـي حـلـماً بهُدبِ جفوني
قـلـقٌ وصحرائي اكتوتْ بظنوني
وتـراجـعـي عن صمتك المسكونِ
وعـلـى عـوادي النازلات يميني
ومـدارَ عـمري في انكسارِ سنيني
كـونـي بـبـحرِ الذكريات سفيني
وحـديـقـةً تـكـتـظُّ بـالنسرينِ
فـيـهـا يُثيرُ الصمتُ جمرَ حنيني
فـي الـروحِ تسكنُ عالمي المرهونِ
فـلـقد أباحَ العصفُ حلوَ غصوني
وأِلـيـه كـنـتُ أبـثُّ أيَّ دفـينِ
يـجـري شـرايـينا بلونِ عيوني
أرنـو إلـيـه على احتراقِ دُجوني
عـطـشـاً .متى يا ساعتي ستحيني
فـتـعـمَّـقـي فيها . بنزفيَ كوني
وبـه رضـعْـتُ الحبَّ قبل مَنُوني
ودمـي إذا مـا الـوجدُ قصَّ وتيني
أمـواجُـهُ .وتـنـفّـست بشجوني
وبـهـا أجـيـدُ بـراعـةَ التلوينِ
شـفـةُ الـسـمـاءِ ببرقها المفتونِ
قـتـلـتْ رؤانـا شـهقةُ التخمينِ
ولـه نـسـجتُ دمَ الحروفِ بنوني
وتـدوسُ أهـلـي غـائلاتُ سجونِ
وقـبـائـلـي حـزنٌ ونـارُ أنينِ
جَـفـلـتْ وغـادرَ بوحُها أفيوني
والـحـزنُ يـعـصرُ زيتَهُ بجفوني
فـتـمـعّـنـي .فالجمرُ سِرَّ فنوني
سـورَ الأسـى فـي مـحفلِ التأبينِ
تـطـوي الـمسافةُ أنهري وحزوني
لـن نـلـتقي . وتغيبُ فيَّ شؤوني
فـي عـالـمي المسعورِ كالطاعونِ
يـأبـى يـديـنُ لـسـلطةِ القانونِ