رسالة عاجلة إلى هارون الرشيد
أ.د/
جابر قميحةيا هارون ...
يا أيها الرشيدُ ... والحفيظُ
والأمينُ ... والقويُّ ...
... والعتيدْ
يا فخر أمة العرب ْ
يا عزها ... يا مجدَها
المزنة تمضي فتناجيها :
" فلينزل غيثك في أي مكان
فخراجك مضمون ْ "
يا هارونَ العربِ أتَذكرْ ؟
" نقفورا " ... تذكره ُ
نقفور الروم الخائن
لما نقض العهد هويتَ عليهِ
بسيف الحق
فجاء الحق وزهق الباطل
إن الباطل كان زهوقا
يا عجبا ...
نقفور الكذاب الخائنْ
ما أن غوى
حتى هوى
**********
فمضيتُ إلى بغدادٍ
أحمل تهنئة كتبت بدمايْ
وبحثت طويلا عن عرشِكْ
عن جيشكْ
لكن ما عثرت قدماي
بغير بقايا من نعشِك
وفتاتٍ من سيف مكلوم مثلومْ
ينهره الصدأ الظالمُ ...
قالوا سيفك ْ
**********
ناديتك يا بغدادُ
فضاع ندائي في ظلماتِ الليلْ
لكن جاء جواب من مخنوق ٍ
من خُوَّان الحق :
" بغداد أكلت خير بنيها
ثم تهاوتْ ...
سقطت مثخنة بالنوم "
فمات ندائي النامي الدامي
في صدري
ودفنتُ ذبالة أملي في أنقاضٍ
من حاضرنا المحطوم المهزوم ْ
فأنا لا أشهد غير سواد ملعونْ
وحطام كالعصف الذاوي
من شجر التين المحروقْ
وغصون الزيتون المحزون
وبقايا راكدة من ماء وعيونْ
يرحمك اللهُ يا هارونْ
يرحمك اللهُ يا هارونْ