رسالة النوارس
عمر طرافي / الجزائر
في ليلة بهماءْ
تغشـّتِ المدينه
بحلكة عزاؤها
تيّار كهرباءْ
فأمست الحزينه
كعتـْمة دكناءْ
ما عاد في الجدران " فوتوناتْ "
من ضوء " إيديسونْ "
تداعب الذرّاتْ
في أوجه الحيطانْ
فكلها قد اختفت
في غيهب البطونْ
تململت عيوني
واستوسعتْ أحداقي
لدُجْية الظلامْ
و حاصرتْ حقولَ رؤيتي
مراتعُ الخيامْ
فاختلفتْ ترائبي
و غابت الأنسامْ
هنالكم أطلقتها مدويه:
تبّا لذي العماره
ترصفها الحجاره
تلتهم الأنوار حين ينقضي
كهيرب الضياء
و تـُرشف المناره
ليصخب الإنسانْ !!
هنيهة هنيهة
هممتُ بالرحيلْ
لألزم الفراشْ
لكنني أزمعتُ أن أنامْ
في فسحة الفضاء
وذاك مستحيلْ
يحفّ بي الإسمنت بالسّلاحْ
مدجّج الأركانْ
مسدّس المكانْ
من أين لي ببقعة
خالية الأرجاءْ ؟
فسيحة الهواءْ ؟
آه ...
في السّطح .. أمضي نومتي
حالمة غنّاءْ
هرعت نحو السّطحْ
لتبدأ المسيره
ويزهر الخلودْ
****
رأيت في السّماءْ
لآليء النجومْ
انفرطت من عقد لؤلؤ درّ ي
في صفحة القطيفة السوداءْ
قد أطرَقتْ
من شدّة الوجومْ
تسبّــح الإلهْ
ساطعة بهيّه
الله.. ما أجملها
بروجا في السّماءْ
انظرْ هناكْ
هذا سديم أنجمٍ كثيفه
قد شكّلت في جمْعها
مجرّة التبـّانْ
ونأيها عن بعضها
يقاس بالسنينْ
ووحدة ضوئيه
وفي الوجود مثلها
الألوف والألوف..
ما أعظم الإلهْ !
وأجحد الإنسان !
يراه في أكوانه
وينقض الإيمانْ !!
كفاك يا صَدوفْ
غرور الكبرياءْ
هلاّ ذكرت ساعة الولاده ؟
ممّ خـُـلقـْت ؟
من طينة من ماءْ
من حمإ مسنونْ
فاركن إذن إلى الثرى
ولتضبط الجنونْ
وأنت يا محزونْ
انظر إلى الأفلاك في دورتها
شموسها..
أقمارها..
نجومها..
كواكبا تحومْ
أنشأها لحكمة إلهنا القيّومْ
ونحن منْ ؟
عبادٌ مكرمونْ
بالعقل لو تدبّروا
الآيات في السكونْ
أوجدنا جميعنا
إله هذا الكون ْ
يقول في محكمه :
" وما خلقت الجنّ
والإنسَ
إلاّ ليعبدون ْ"
عمارة ً ..
عبادة ً..
خلافة ً..
ما امتثل الإنسانْ
إذ أزهق العماره
تطاول ُ البنيانْ
وأحبط العباده
أورو مع الدولارْ
وأسقط الخلافه
الرجل المريضْ
****
استيقظ الضميرْ
من رقدة طويله
وحلّت البصيره
لتغرس المنظارْ
وتجليَ الستارْ
وتـُسقطَ الغشاوه
من مقلة الأبصارْ
ماهذه السكينه ؟!
أحسّ بالوقارْ
وجنـّة تسلّلتْ لتعمر القفارْ
بزهر الجُلـّـنارْ
قامت على ضفاف قلبٍ ضامئٍ
لعسجد الأنوارْ
و آبت النوارس البيضاءْ
في فمها رساله
رسالة السماءْ
تبارك المسيره
وصحوة البصيره
فأرستِ الخطابْ
تنتظر الجواب ْ
****
لمحتُ في الكتابْ
إشارة التدبّرْ
في قرية النمالْ
و النحل في بيوتها
ولتدركِ الأمثالْ
هنالكم عرفتُ سرّ الوحده
لمجد المسلمينْ
سأمضي للحياه...
و أنشد المماتْ...
و أعلن بالتربيه
شعاريَ الأمينْ
و أرصفُ بالتوعيه
صفوف المؤمنينْ
عندئذٍ..عندئذٍ
سيشرق التمكينْ
ويُنصرُ الإلهْ...
06/03/2005م