أيقِظْ إذنْ أنْفساً
أيقِظْ إذنْ أنْفساً 1
د.عدنان علي رضا النحوي
[email protected]
(1)
من ديوان : أين الجنى ؟! للدكتور عدنان علي رضا النحوي .
(2)
صلاح الدين الأيوبي .وإنَّ فـي الشِّعْرِ سَلْوى حين تفجؤنا
والنَّاس مِنْ حولها في اللهوِ قد غَرِقوا
مـاتت عزائمنا ! ضاقتْ حَوافزُنا !
خُلْفٌ أَضرَّ بنا ! حُبُّ الحياة طغى !
فـلا الـفواجع ، لا الأحداث توقظنا
دارت بـنـا فـتن أَعْمَتْ بَصَائِرَنا
* * *
يـا ربّ ! فاهدِ قلوبَ المسلمين إلى
يـجـلو لنا النَّصْر في سَاحاته أملاً
آيـاً من الله ! إذ يمضي الزمان بها
فـي أُمّـةٍ لـم تـزل تبني بطولتها
رسـالـة الله لـلـدنـيـا نُـبَلغُها
كـأنَّهم في الدجى الأقمارُ قد طلعتْ
* * *
لا تَنْظُرنَّ "صلاح الدين([2]) " ينقذنا
فـكـلُّ نـفـس مع الإيمان صادقةٍ
مـيدانُنا أنفسٌ يطغى الهوى شططاً
أيـقِظْ إذنْ أنْفساً حتى إذا انتصرت
نـصـراً من الله يوفيه لمن صدَقوا
* * *
تـرى البطولاتِ في ساحاتها وترى
تـرى بـها من صَلاحِ الدين وثْبَتَهُ
إنْ لـم تَـقـمْ أُمَّـةُ الإسلام واحدةً
فـلـيـسَ يُرْجى لنا نَصْرٌ نُعَزُّ بههـذي الـمـآسي بِشرٍّ بَاتَ يَسْتعِرُ
كـأنَّـمـا لـم يـكُنْ من حولِنا نُذُرُ
وطـلعةُ المجْدِ في الساحات تَنْحسِرُ
كَـراهةُ الموت! هذا الوهْنُ والسَّكرُ
ولا الـمـواعـظُ والآيـاتُ والعِبرُ
فـمـا وَعَـيْنا ! وعَمَّ الذلُّ والخورُ
* * *
هُـداكَ صـفّـاً إلـى الميدان يبتدرُ
تـحـقّـقَـتْ فيه من أَشواقنا العِبَرُ
يـروي فـيصغي إلى آياتها البشرُ
مـجـداً يـعِـزُّ وفرساناً لها نَفَرُوا
أمـانـة حَـمَـلتْها الأنفسَ الصَبُر
تـزيـح مـن ظـلمة فيه وتنتشِرُ
* * *
وكـيـف يـنقذُ مَنْ أردى بهم خَوَرُ
تَـهـبُّ للسَّاحِ يُرْجى عندها الخَبَرُ
فـيـها فضاعت على أهوائِها الأثرُ
عـلـى هواها أتى من بعده الظفرُ
عـهـداً وأَوْفَوْا بعهد الله وانتصروا
* * *
حَـشْـداً تَـدَافَعُ في مَيْدانِها الزُّمَرُ
ومـن مـواقِع ما تزهو بها الصُّوَرُ
صَـفّـاً يُرَصُّ وعَزْماً ليس ينكسرُ
وكـلُّ ما قدْ نَرَى من زُخْرُفٍ خَدَرُ