اليقين

سهيل أبو زهير

اليقين

سهيل أبو زهير *

[email protected]

واه أيا قلبي الجريح
لا …
لا تفكر بالنزوح
اعقد حزامك حول رأسك
ثم جرِّد ساحر الأمةِ
من دفاتره الجديدةْ
واركب فرس
لن أقول :
اهجم عليهم
بل تمترسْ في الجبل
وارصدْ
لعلك حين تصطاد هُبل
كنت تبني في الصحارى مركباً
أو تُوجِّه شطر غار في الجنوب
سَخِر الخطَل
وانثنى يبني بجانب خَطِْله
برج المرح
وغَدَت زغاريد السَّفه
فأَشِحْ بوجهك والفرس
وابدأ هجومك من جديد
وابعث عليهم من غبارك
واحمل على ظِلِّ هبلْ
من رصاصك واليقين
واعلم بأنك لو عقرت السيف
لن تجد الفرس
فلذا تمترسْ في جنين
وارفع عيونك للقمر
وخذ القمر
واعجن تراب الأرض بالنور الجميل
سمِّ الإله
وأطل عجينة قاذفك
واكتب عليها " صامدون "
واصبغ مقدمة القذيفةِ
أحمراً
واكتب على العَقِِبِ الرسالةْ
لا ضَيْرَ لو قَبَّلتَها
ضَعْها
تَهَجَّدْ ركعتين
وأَطل عناقك للتراب
هذا الثرى فيه الدِّما
فيه المُقَل
فانظر إذا ما صار سيفك للسياسةْ
وإذا توقَّف عن كتابته القلم!
قل هل تكذِّب قصَّتك ؟
وترى
أن انتصارك مستحيل ؟
فاعلم بأن الله يحشو هذه الدنيا ببيضةْ
ثم يحرق من تشكَّكَ في الجحيم
قل هل تكذِّب قصتك ؟
من يصدِّق أن مثلك قد أعد القنبلةْ
وبنى الصواريخ الطويلةْ ؟
هل تكذِّب قصتك ؟
فغداً ستبني قاعدةْ
وغداً يناطحك السحاب
فترى
كل الكبار صغاراً
والنجومَ
وزحلْ
حينها تَذْكُر هبل
كان شيئاً مستحيلاً
ثم أضحى دمية
………….
كل شيء محتمل
………….
قبْلَها
سلِّم علينا والأقارب
واسجد سجود الشاكرين
وخذ اليقين
وانبض على نغْمات زخات الرصاص
وابذل دماً
والعق دماً
واكتب دماً
فلربما يصحو ضمير التائهين
فكن اليقين المكتمِل .

 

     

* كاتب من فلسطين