إذا
إذا
شعر : خالد البيطار
إذا مـا أصـبـحَ الإسلامُ ثوباً
وأقـوالاً يـنـمـقـهـا خبير
ومِـسـبـحـةً يطقطقُها لَعوبٌ
فـعـنـدئذٍ يفيضُ البؤسُ حتى
* * *
إذا الـديـنُ الحنيفُ غدا رداءً
ويَـلـبسُه إذا ما الريح هاجت
ويـحكمُ باسمه في الناس ظلماً
فـعـنـدئـذٍ تربَّصْ يومَ شُؤمٍ
* * *
إذا مـا أصـبـح العلماءُ موتى
يُـطـوّعـهـم لمأربه ويمشي
يـشـيـرُ لـهم بكفٍّ أو بعينٍ
فـعـنـدئـذٍ سـيأتيهم عذابٌ
* * *
إذا صـار الـدعـاةُ عبيدَ جاهٍ
وصـاروا يطلبونَ العيشَ سلْماً
وبـاتـوا فـي جدالٍ واحترابٍ
فـعـنـدئذٍ –ويا أسفاً عليهم-
* * *
إذا نـشـأ الـصغارُ بغيرِ عزٍّ
وكـان هـتافُهم في كل وقتٍ:
وأضـحـوا في مدارسهم عبيداً
فـلا تـعجبْ إذا صاروا شياهاً
* * *
إذا ما الخوفُ أسكتَ كلَّ صوتٍ
ولـم يـجـرؤ صغيرٌ أو كبيرٌ
وشـاعَ اللهوُ واخـتاروهُ درباً
فـعـنـدئـذٍ تـصيبهم البلاياوطُـربـوشاً تُزركشهُ العِمامةْ
ويـرصـفُـها شعاراً للزعامة
لـيـجعلَها على التقوى عَلامة
تـكـاد تـراه في كل ابتسامة
* * *
يُـفـصـلُـهُ الزعيمُ كما يشاءُ
ويـخـلـعُـه إذا حلَّ الصَّفاءُ
ولا يَـثـنـيـه ديـنٌ أو حَياءُ
بـه وبـمـن أعانوا أو أساؤوا
* * *
يُـسـخّـرهـم لما يهواهُ عبدُ
بـهـم فـي كـل دربٍ مستبدّ
فـيـسبقُ بعضهم بعضاً ويعدو
مـن اللهِ الـمـهـيمنِ لا يُردّ
* * *
وسـاروا فـي متاهاتِ الدّروبِ
ويـغـتـرُّونَ بالأمل الكذوبِ
ولـم يُـصغوا لإرشادِ الطبيبِ
يـكـونـونَ الـمطايا للركوبِ
* * *
ولـم يـتـعلموا غيرَ الخُضوعِ
"يـعـيـشُ" "ونفتديه بالنجيع"
يُـلـقَّـنُ عـقلُهم فنَّ الخشوع
يـسـيرُ قطيعُهم خلف القطيع
* * *
وعاش الناسُ في صمتِ القبورِ
عـلـى إنـصاف مظلومٍ أسيرِ
وحبُّ العيشِ عشَّشَ في الضميرِ
ومـا مـن مـنقذٍ أو من مُجيرِ

