زرقاءُ اليمامة

مريم العمّوري

شعر:مريم العمّوري 

[email protected]

يا روعةَ الصحراءِ..
كم من رملةٍ شقراءَ لوّحها الهجيرْ
حتى تـُخالُ من البراعةِ كالنـُّضارِ تلفـُّــهُ..
إيماءَةُ الشفق الموشـّحِ بالغروبْ
كانت على الكثبانِ ترنو.. تقتفي آثارَ هاتيك الغيوبْ
بدويَّةٌ..
لثـَمـَت ضفائرَها تسابيحُ النسائم ِ..
واحتست أهدابُها لونَ السَّنا ِ..
وتوشَّحت سحر الأصالةِ والجلالْ
*
 *
زرقاءُ يا عينَ القبيلةِ..
هدهدت أحداقك الشـَّهلا أساريرَ الرجالْ
لولاكِ ما أمِـنَ الرجال
لولاك يا عينَ اليمامةِ..
لم تكن أبداً يمامةُ في تضاريس الرمالْ
**
هذي القبيلةُ قد أعدّت للعدوِّ لُحودَهُ
فقوافلُ الغازينَ يصدُقُ نحرَها حدُّ النـِّبالْ
والأمرُ أغربُ من خيالْ
ها أنـّها امرأةٌ تؤجّجُ قومَها
إن طرفُها في الأفق مالْ
**
ورأت..
ويا عجباً رأت
فتجلّدت..
ومضت تجوبُ خيامَهم.. فعسى تلبّيها الرجالْ
لكنهم..
سخروا بها
وتلامزوا "يا ويحها..
ما عادت الزرقاءُ تبصرُ غيرَ أسرابِ الخـَبالْ"
ضحكوا فكانت آخـِرَ الضـَّحِكاتْ
وطوى رمادُ البيدِ قيظَ الثأرِ ..أخرسَهُ المَوَاتْ
أمّا التي قـُهـِـرَت فتذكي روحُها غضبَ الرياحْ..
سمَلوا العيونَ وكُحلُها
خـَطّ الحكايةَ كلّها
ومضى يقلّبُها الزمانْ
ينعى اللياليَ والمكانْ
قد غاضت الزرقاءُ في موجِ الرِّمالِِ وما تبقـَّى ..
غيرُ عينيها..
تجوبانِ الغيــــــــــوبَ...
وتُنـــــــذِرانْ...