إنّا نحبّكَ يا أُحُدْ
(( إنّا نحبّكَ يا أُحُدْ ))
أنس إبراهيم الدّغيم
ألَمٌ ..... ألَمْ
ما زال يطربنا الألَمْ
لن ننتهي .....
ما دام فيكَ الرّملُ
مبتلاً بدمْ
دمِ عصبةٍ ......
مِن ذي سَلَمْ
سَبَحاتُ فكري فيكَ .....
أكثرُ من قصيدْ
و سنابكُ الخيلِ الأصائلِ
و البداياتُ النبيّةُ ......
بين خَلٍّ و قديدْ
تكتبُ الأخبارَ عنكْ .....
أيها الجبلُ الشّهيدْ
لن تقعدَ الذّكرى ....
عن السّفر الجريءِ ......
من الوريدِ ... إلى الوريدْ
ستظلُّ منبعثاً
كأجملِ دمعةٍ ....
ترمي المحاجرْ
و تظلُّ محمولاً
بفكرتِكَ الشّريفةِ ....
بين فكرٍ ..... وخواطِرْ
أنتَ الكتابةُ ..... و الشّهادةُ
و المحابرْ
أشرفُ الأقلامِ ......
سيفٌ من حديدْ
خطرٌ .... خطرْ
ما
زالَ يطربني الخطرْ
قالوا بأنّكَ من حجرْ
لكنّ قلبي لمْ يمِلْ
و لقد عزمتُ على السّفرْ
أكبرُ الآمالِ عندي .....
أنْ أصِلْ
و هناك ألتزمُ الحصى
بشهودِ شاعرْ
أشتمُّ حبّاتِ الترابِ .....
الحاملاتِ ...
عبيرَ مِصعبَ .... حين مَرّْ
أشكو إليكَ ....
بدمعةِ الخنساءِ .....
من ذهبوا بصخرْ
أشكو إليكَ حِرابهم ....
تغتالُ صدرَ الـ ....
تغتالُ .... أو قلْ ألفَ صدرْ
أمشي إليكَ .....
أعاودُ الذّكرى ....
و ألتزمُ التّرابَ ....
بقلبِ عاشقْ
و أهزُّ أشعاري الجريئةَ .....
و الزّنابقْ
أمحو بأوسِ يراعتي .... و الخالدينَ
بناتِ طارقْ
ألَمٌ و أشواقٌ ..... وُعودْ
ما زلتَ يا سفحَ الشّهادةِ
مفعماً بالصّبرِ ....
و الجرحِ العنيدْ
ما زلتَ تُبردُ للفراتِ ....
بأنّ
يوماً ما ..... ستجتمعا
على أطرافِ "روما" .....
لا حدودْ
ما زلتَ تحملُ قلبَ صيّادِ الأسودْ
ما زلتَ تحملُ مِن دمِ الشّرفاءِ ....
جيلاً من أمَلْ
ما زلتَ تفتحُ نحوَ معتركِ الحقائقِ
ألفَ سهلٍ ....
يا جبلْ
ما زلتَ أنتَ .....
دمَ الوثوبِ ......
على طريقِ الرّاشدينْ
مازلتَ أمسَ العاشقينَ لأمسهمْ
ما زلتَ ...
تاريخَ القيامِ
من الرّمادِ ..... إلى الوضوحْ
سفرَ الخيولِ الباحثاتِ
عن الحلالْ
من الرّمالِ ..... إلى المدائنِ و الشّمالْ
نحن جئنا منكَ ...
لكن لمْ نعدْ
( إنّا نحبُّكَ يا أحُدْ )
ما زلتَ مهواهُ الجَلِيّْ
.... أنتَ أنت
أطيبُ الأوطانِ .....
ما
رقَّ له قلبُ نبيّْ ..... .


* من ديوان : سمّيتُكَ الشّعرَ الحنيف