دمعة الوفاءِ
دمعة الوفاءِ
السابعة
فيصل بن محمد الحجي
توُفيَ الأخُ الأستاذ عبدُ الرؤوفِ النحْراويّ/من مصر الشقيقة /ومدرِّسُ اللغةِ العربيةِ في القسم المتوسِّطِ في مدارس الرُّوَّادِ الأهليّةِ في مدينةِ الرياض/ ظهْرَ يوم الخميس 20/4/1430ه الموافق 16/4/2009م – رَحِمَهُ اللهُ تعالى
كنتُ – يوم الأربعاء الماضي - جالساً معه في المدرسة جلسة أخوية طيبة .. وفي يوم الخميس جاءني العلم بوفاته ، وفي يوم الجمعة صلينا عليه في المسجد .. وفي يوم السبت داومنا في المدرسة وكأنَّ شيئاً لم يكن ....! فيا حسرتا على الإنسان ...!
ٌنـمْ في ضريحِكَ وارْتحْ أيُّها الرجُلُ
نـمْ واسْـترحْ مِنْ أذى الدنيا وفِتنتِها
أفـنيْتَ عُمْرَكَ في دَربِ الكفاح ِ وما
فـرشتَ دَرْبَكَ بالصَّبْر ِ الجميل ِ وَكمْ
سَـلـكـتَ دَرْباً هُداة ُ الخير ِ تسْلكهُ
كمْ زاحَموكَ على دَرْبِ النجاح ِ ! وكمْ
أهـكـذا فـي قيودِ العَيْش ِ تترُكنا !
تـهْفو إلى رحمةِ الرحْمن ِ .. تطلبُها
فـارقـتنا.. فوَجيبُ القلبِ مُضطربٌٌ
رفـاقُ دربكَ في مَوج ِ الأسى غرقوا
كـذاكَ طـلابُـكَ الأبْرارُ كمْ حَزنوا
عاشوا مَعَ الطيبِ في قوْل ٍ وفي عَمَل
عَـبـدَ الـرؤوفِ مَضتْ أيّامُ فرحَتِنا
فـارقـتنا .. فسَبيلُ الوصْل ِ مُنقطِعٌ
إذا رحَـلـتَ عـن الدنيا فما رحَلتْ
ذكـراكَ في مُهَج ِ الأصحابِ راسِخة ٌ
فـمـا عـهِـدْنـاكَ إلا ناطِقاً سَلِساً
قـد كنتَ مِلءَ عُيون ِ القوم ِ تسْعِدُهمْ
فـصِـرتَ مِلءَ قلوبِ القوم ِ تحْزنهمْ
يـا ربُّ أنـتَ رؤوفٌ فـارأفنَّ بمَن
عـبـدُ الـرؤوفِ لدَيْكَ اليَومَ نحْسَبُهُ
فـافـسَحْ لهُ يا إلهي حَوضَ مَغفِرة ً
وارْفـعْ لـهُ فـي جنان ِ الخلدِ رُتبَتهُ
واجْـبُرْ مُصِيبة َ أهل ٍ طالما صبَروا
فـارقـتَ مِـصْـرَ فِراقاً لا إيابَ لهُ
تـبـكي الكِنانة ُ مَنْ غابوا وَحُقَّ لها
ولا عَـزاءَ سِـوى أنـا نـتـابعُهُمْ
إنْ يَـجْمَع ِ اللهُ في الفِرْدَوْس ِ فرقتناقـدْ آنَ أنْ يَـرحَل الإرهاقُ والكللَُ
فـلا خـلاصَ إذا لـمْ يـأتِكَ الأجَلُ
أحْـنـيْتَ رَأسَكَ مَهما اشتدّتِ العِللُ
جَـعـلـتَ بَسْمَتكَ البيضاءَ تشتعِلُ !
فـيـهِ الـنـصيحة ُ والتعليمُ والأملُ
وَصَـلـتَ لِلقِمَّةِ العُليا ولمْ يَصِلوا !
فـهلْ تسابقُ مَنْ عاشوا ومَنْ رحَلوا؟
وفـي ركـابـكَ سـارَ الجدُّ والعَمَلُ
ودمـعـة ُ العَيْن ِ بالأحزان ِ تكْتحِلُ
وكـلـهـم فـي دُعاءِ اللهِ قدْ شغِلوا
لـمّـا نعِيتَ لدى الرُّوَّادِ بَلْ ذ ُهِلوا !
كـأنـه الدُّرُّ في الأصدافِ أو عَسَلُ
بـجَـلـسَـةٍ لا أسـى فيها ولا مَللُ
مـا بَـيْـننا وسَبيلُ الحُزن ِ مُتصِلُ
مـودة ٌ ٌ بَـيْـنـنـا تـنمو وتكتمِلُ
تـجـيـبُ عـنكَ إذا أربابُها سألوا
ومـا عـرفـنـاكَ إلا مُحْسِناً يَصِلُ
ومِـلءَ أسـمـاعِـهمْ والحُبُّ يَحْتفِلُ
ومِـلءَ أبْـصـارهِمْ والدّمْعُ يَنهمِلُ
وافـاكَ مُـبْـتـهلاً .. والكلُّ يَبْتهلُ
- ولا نـزكي – وُنِعْمَ القولُ والعَمَلُ
لـعَـلـهُ مِنْ ذنوبِ الأمْس ِ يَغتسِلُ
فـكـلـنـا في رضا الباري لنا أمَلُ
على اغترابٍ عن الأوطان ِ واحْتمَلوا
حَـيّـاً ومَـيْتاً .. فما في عَوْدَةٍ أمَلُ
هـذا الـبُـكـاءُ إذا أقـمارُها أفلوا
خـطـواً بخطو ٍ .. وأنا سوفَ ننتقِلُ
فـإنَّ فـرْحَـتنا - إذ ذاكَ - تكتمِلٌ