رثاء الأخوة
09تشرين12004
فيصل الحجي
رثـاء الأخـُوَّة
شعر :فيصل بن محمد الحجي
الأُخـُوّة ُ رابطة ٌ مُقـَدَّسَة ٌ أقامها الله بينَ المسلمين ليكونوا كالجَسَـدِ الواحِدِ إذا اشـْـتـكى منه عُـضوٌ تداعى له سائرُ الجـِـسم ِ بالسَّـهَـر ِ والحُمّى .. ولكنْ إذا فـَشـَـتْ في المجْـتمع الإسلامي الأثـَـرَة ُ و النـّعـرات الجاهـليّـة فأقِـمْ لِلأخـُوّة ِ مَـأتـَماً .. وَ قـُـلْ : على الأخـُوّة ِ السّلام ...! لأنـّـكَ سترى الناسَ يـُؤثِـرون غِـربانَ العَـشيرة ِ على بلابـل ِ الإســلام .
لِـيَ فـي الأيْكِ الحِسان ِ السُّندُسِيّة كـلـمـا غـرَّدَ لِـي أسْعَدَني .. صَـوْتـهُ الـبلسَمُ إنْ فاضَ الأسَى بـلـبُلِي – اليَومَ – أراهُ صامِتاً..! قـلـتُ : يا بلبلُ ما الأمْرُ ؟ وهَلْ قـالَ : دَعـنِـي لا تلمْني فالأسَى لِـيَ رَوْضٌ سـاحِـرٌ .. أفـياؤهُ فـي ظِـلال ِ الحُبِّ والتقوى نمَتْ لـحْـنـهُـمْ لحْنِي و لحْنِي لحْنهُمْ راعَـنِـي مِـنـهُمْ جفاءٌ عارضٌ لـمْ يَـعـدْ لـحْـني أثيراً بَعدَما عـجَـزَ الإعصارُ أنْ يُلجمَني .. إنـمـا إعْـراضُ صَحْبي هزّني كَـيْـفَ عـدَُّونـي غـريباً وَ أنا أتـراهُـمْ وَجَـدُوا فِـي لـهجَتِي * * * أنـا شـادِي الرَّوْض ِ في أعراسِهِ كـلـمـا حَـرّكـتُ أوْتاري بها وَ إذا غـنـيـتُ ألـحـانَ الهوى تـتـلـقـانـي أزاهِـيـرُ الرُّبى أنـا شـدْوُ الأمِّ تـهـدِي طِـفلها وَ صَـلِيلُ الفأس ِ في جوْفِ الثرى أنـا حَـادي الرّكبِ إنْ رامَ الذ ُّرا وَ صَـهـيـلُ الخيْل ِ في ميْدانِها وَدَوِيُّ الـصـخـر ِ يَهوي غاضِباً وَ هُـتافُ الثأر ِ وَالتحْرير ِ .. كَمْ وَ أنـا قـوْلـة ُ حَـقٍّ صَـفعتْ أنـا وَحْـيُ الحَقِّ مِنْ فيْض ِ السّما وَ صَـدى مِـئـذنـةٍ شـامِخةٍ .. وَ ابْـتِـهـالات ُ عِـبـادٍ سَجدُوا وَ لِـسـانُ الـضادِ إفصاحاً .. فلا فـلِـمـاذا أعْـرَضَ الصّحْبُ فلمْ أ لأنـي جُـدْتُ بـالـلـحْن ِ بلا أيَـضـوعُ الـعُشْبُ لمّا يُشْترى ؟ أيُّ لـحْـن ٍ لِـلـوَفـا لـمْ أشدُهُ * * * أنـا.. مـا أكْثرْتُ مِنْ قوْل ِ (أنا) نـزَفَ الـجـرْحُ فـسـالتْ دَفقة |
|
بُـلـبُـلٌ يُـرْسِـلُ ألحاناً وَ شـفـانـي مِـنْ همُوم ٍ وَ أذِية يَـشـرَحُ الصدْرَ صَباحاً وَ عَشِيَّة ليْتَ شِعْري ما دَهاهُ ؟ ما القضِيّة ؟ يَـبْـخلُ الآسي وَ آلامي عَصِية ؟ قَـدْ رَمَـانِي وَ جراحَاتي دَمِيّة ..! وَارفـاتٌ .. وَمَـغـانِـيـهِ بهية بـطـيُور ِ الرّوْض ِ قرْبى أخوية وَصَـدانـا واحِـدٌ بـيـنَ البرية مـا لـهُ عِـنـدِيَ أسْـبابٌ جَليَّة كـنـتُ صَـدّاحَ الليالِي الشاعريَّة بـالـتِزام ِ الصَّمْتِ خوْفاً أوْ سَجيَّة فـتـهـاوَتْ دَمْعة ُ العين ِ سَخيَّة مُـسْـلِمُ الدَّين ِ وَأرْضِي عَرَبية ؟! لـكـنـة ً مَدْخولة ً أوْ أعجَمِية ؟ * * * وَ عَـزاءُ الـصّـبِّ في كُلِّ بَلِيّة صَـفـقَ الـدَّوْحُ بأغصان ٍ ندِيَّة رَفـرَفَ الـحُـبُّ عَـلى كلِّ ثنيَّة بـاسِـماتٍ.. وَ لها في العِشْق ِ نية ضـمَّـة ًفـي حِضنِها الدّافي هنِيَّة وَ خـريـرُ الماءِ لِلأرض ِ الظمِيّة وَ تـرَقـى فـي سَـماواتٍ عَلِيَّة وَ زَئـيـرُ الأُسْدِ في ساح ِ المَنيَّة مِـنْ يَـدَيْ طِفل ِ فِلسْطِينَ السَّبيَّة هـزَّ كـابُولَ وَ مَنْ باعَ القضِيّة ! جَـبْـهـة َ الباطِل ِ مِنْ غيْر ِ تقِيَّة يَـنـشُـرُ الـنورَ بدَرْبِ البَشَريّة يَـبْـعَـثُ العِزّة َ في النفس ِ قوية فـي ظلام ِ الليل ِ والنجْوى خفِية ألِـفـي عَـجما .. ولا يَائِي عَيية يَطرَبوا مِنْ عزْفِ ألحاني الشجِيّة ؟ عِـوَض ٍ يُـرْجى فألحاني زَريّة ؟ وَ يَـضِـيعُ الوَرْدُ إنْ جاءَ هَدِيّة ؟ يـا رفاقي غيْرَ لحْن ِ (التابعِيّة) ؟ * * * افـتِـخار ٍ .. بَلْ دِفاعاً وَ حَمِيّة ! فـوْقَ أوْتـاري.. وَ للنزْفِ بقِيّة! |
شجيّة