أفراح العنادل
07آب2004
خضر محمد أبو جحجوح
أفراح العنادل
للشاعر/ خضر محمد أبو جحجوح
عضو اتحاد الكتَّاب الفلسطينيين
عضو رابطة أدباء الشام
هل من يُعبِّيء في سلالي؟ شمس السماء مع الهلالِ |
حتى أعـودَ محمّلاً بجنَـى البَـهاءِ مِـن الغِـلالِ |
*** |
يا أخـوتي هيَّـا نَشُـدُّ مَـتاعَـنا فـوقَ الرِّحالِ! |
حتَّـى نُقـدِّمُ للسَّوافـي مِـن لَـياليها الخوالي...! |
وكرا تعطَّر تُربه بـدمِ الكَـمـالِ مـع الجَـمـالِ |
هيَّا لنرحلَ؛ كي يكـونَ كَـلامُـنَا قـدرَ الفِـعَالِ |
*** |
صمتا.. فقـد أزف الرَّحـيلُ، وشمسنا خلف التلالِ |
ترنـو إلينا.. فـي بكـاءٍ مـنْ مُـعاناةِ السُّـؤالِ |
(ماذا دهـا العشاقَ حتَّـى يركضوا خلف المحالِ؟! |
ويعاودوا التِّرحال كالغِـزلانِ ما بين الجبالِ...؟!) |
ثم اختفت تنضو أشعَّتـها علـى صـدرِ الرِّمـالِ |
كي تمنـحَ الآفـاقَ والأحْـداق من ولـهِ الدَّلال! |
*** |
يا شمسُ إني راحِـلٌ وعَـلى جَـدائـلك الطُّـوالِ |
أنا ذاهـبٌ لحَـبِـيبتي ، ووصَـالُها صعب المنالِ |
فصبيَّـتي فـي السَّبيِّ والأحزان ترسف في الهزالِ |
أنا ذاهـبٌ لأفكَّـها بِبَـهائهـا .. والمهـرُ غـالِ |
والمهْـرُ مِـنْ دَمِـنَا سَنَـدفَعه، على أمل الوصالِ |
هاتـي ... جَـدائـلَكِ الشُّعاع لأمتطي سفن القتالِ |
مِـنْها سأصـنَـعُ مَـرْكبي ، وبها سأنزل للنضالِ |
وسلاحـي .. التَّحـنانُ والأَمَـلُ المُقدَّسُ واحتمالي |
بالحـبِّ والإيمـانِ ، والإخْـلاصِ يَزداد اشتعالي |
مهمـا تَـطاولَ ظُـلمهم .. لا لن يفلوا من نصالي |
لكنَّـنِـي سَأسـنُّ مِـن حجـرِ الطَّريق لهم نبالي |
وأظلُّ بالسِّكِّـينِ أضْـربُ دون خَـوفٍ أو مـلالِ |
هيَّـا رِفَـاقي ودِّعوا هـذي الخـمائِـلَ بانْسلالِ |
لا تُقلقوا ورد الـرُّبى مـا بيـنَ صَخب وانشغالِ |
لا تفزعوا تلك الطُّيور على الأفَـانيـنِ العَـوالي |
صمتا ... فقد أزف الرحيل وطيرنا فوق الأعالي!! |
والبلبلُ الوَلْـهانُ يَـبْكي – يا رفَاقي – في ابتهالِ |
يرنو إلينا في خشوعٍ .. مـنْ دُمُـوعٍ كاللآلـي... |
تتحدّرُ الدمعاتُ – دمعـي خَـلْفها – تهوي حيالي |
هَـلْ من يعبؤها الدُّموعَ ... بقلَّتي أو في سلالي؟! |
وسمعْتُـه يَحـكي .. لِيُـوصِلَنا بأحزان المقالِ... |
(لا تدمعوا يا أخوتي .. ما الدَّمعُ من شيـم الرِّجالِ |
لكنَّنـي أَبْـكي علـى عَصْـرٍ تولَّـى كالخَـيالِ |
ما بين أحبابي الألى .. كانوا هُـنا بيـنَ الظِّـلالِ |
والوردُ يرقص حولنا .. ذات اليَـمينِ أو الشِّـمالِ |
فإذا بهـمْ تركـوا زُهُـورَ خَـميلتـي مثل الزوالِ |
ذهبـوا إلى أفق تجلَّى فـي متاهـات المجـالِ..) |
يا بلبلي كفكـفْ دُمُـوعَـكَ يا صَـديْقِي لا تبالي |
هدهـدْ قُلَـيْبَـكَ ، إنَّـنِـي أَبـدا سأرحل للمعالي |
لأعيـد أفـراح البلابـلِ ، والعَـنَـادِلِ واللَّيـالي |
وغداً سنـنـعمُ كـلُّنا والبحـر مـا بيـنَ الدَّوالي |
ونعيـدُ لِلْقُـدْسِ الأبيَّة عـزَّهـا بلظَـى النِّـزَالِ |
ونبيدُ أجـنادَ الأعـادي كُـلَّـهـا.. بعـد الضلالِ |