أعجوبة آسيا
أعجوبة آسيا
شعر: أحمد السيد
من ها هنا
من آسيا
قد نزل الإنسان من جناتها
وسار في سهولها
يروّض الحجارةْ
مؤسساً بصمتها
فصاحة الحضارةْ
من ساحل الأبيض في فينيقيا
قد بدأ الإنسان أبجدية التاريخ فاتحاً بها
كتابهُ
مبدّداً غبارَه
من ها هنا
من آسيا
الطيبون جعلوا ترابها سجّادةْ
ونبضها عبادةْ
وأصبح الموت على راحتها
ولادةْ
لمّا السعاة المشرقون سطّروا
رسالة الله على جبينها منارةْ
تهوي إليها الأفئدةْ
وتعرج الأرواحُ في سمائها
وينشد الحمامْ
ترتيلةَ السلامْ
لقبلة الصلاة والسلامْ
ودارت الدنيا على أمّ الشروق آسيا
وأنكرتْ شموسَها ستارةُ الظلامْ
فغُيّبتْ نسورُها
وقُدِّستْ قشورها
وطورد الحمامْ
حتّى تراءتْ آسيا
والحزنُ فوق وجهها لِثامْ
كأنّها آسيةٌ
إذْ فقدتْ ربيبَها الكليمَ لا ترى سوى
فرعونَ منفوخاً بنارِ البغيِ والإجرامْ
لكنْ بغيرِ موعدٍ
ودونما اهتمامْ
اختُرعتْ في آسيا أعجوبةٌ
لكلِّ جمهوريةٍ تحنّطُ الأصنامْ
وتبذلُ الرخيصَ –وهو الشعبُ في قاموسها-
حفظاً على النظامْ
فصارَ كيمْ إل سونغُ في اختراعِهِ هذا
هو الإمامْ
تعرفُهُ الشآمْ
وتهتدي باكو على ضلالهِ
فالشكرُ كلُّ الشكرِ يا سيّدتي
يا آسيا
يا مرضع الأنامْ
تقدّمي وبشّري أعرابيا
وقدّمي اختراعَكِ الفذَّ إلى أفريقيا
وإنني من صعقة الفرحة يا سيّدتي
يا آسيا
كذّبتُ ظنّي أنني من سوريا
لمّا اكتشفتُ أنها