الحقيقة

د.كمال أحمد غنيم

الحقيقة

شعر : د . كمال أحمد غنيم

[email protected]

ترتعد الأشجار.

لا أوراق ولا أزهار.

تستلقي الشمس

على فرش الآفاق المنهار.

تنداح من القمةِ

حتى عمقٍ

لا تبصره الأنظار.

تحتار الشمس

ولا تدري

إن كنا نرغب فيها

أم أن ظلام الليل وعتمته

عشق يتأجج فينا كل نهار.

تحتار الشمس

ولا تدري

إن كنا نغمض أعيننا

بغضاً للنورِ

وحباً للديجورِ

وخوفا مما تكشفه الأبصار.

تحتار الشمسُ

يعذبها

ما تلقاه من استهتار.

تحتار الشمسُ

وتخفي تحت جناحيها

غضباً جبار.

ودموعاً ثكلى

تنزفها

مصهوراً من صخر العشقِ

وماء النار.

       ***

ما أرحمها!

لو كان العاشق في موضعها

لم يتردد

أو يحتار!

كان سيلقي ما في القلبِ

من الأوزار.

ويحني كفيه بدم

العشاق الكفار.

لا يرحم من راح يغطيها بالغربال.

ويصلى تحت أشعتها

ويسلم صك خيانتها للأشرار.

       ***

باعوك الشطار.

ومضينا نخشى من رؤياك

ومن إشراقك بالأنوار.

صرنا نخلطُ

بين النور وبين النار.

نورك لا يكوي

لكنا نخشى مما زيفه التجار.

نتصارع حول أشعتك الصفراءِ

أو البيضاءِ

أو الحمراءِ

أو السوداءِ

أو الـ....

يجرفنا نحو الشلال التيار.

       ***

تختلط الألوانُ

ويجرفنا الطوفانُ

لماذا نخشى أن نختار؟

ولماذا تخشى الشمسُ

ويخشى العاشقُ

والبحر الهادر لا يرحمنا

يقذفنا في دوامات الحيرةِ

ينهشنا،

يقضم أضلاع الحب،

ولا يترددُ،

أو يحتار؟

***

ما أجبننا!

لو كان (الشطار) بموضعنا

لم ينتظروا أن ينبسَ

في أعماق ضمائرهم

همس الأبرار!

***

ناديتك يا شمسُ

وناديت العشاق الثوار:

(هاتِ ما عندك

من مصهور العشقِ

وما تخفين من الأشعار.

ألقِ ما في قلبك من أوزار.

ودعينا نجدل من عينيكِ

طريقاً لا تخطئه الأبصار.

حتى لا يدركه الوهن الموعودُ

ولا يسرقه التجار.

نعجنه ببراءة طفلٍ

وقداسة أمٍ

وطهارة غيم شتوي مطار.

يمنحنا بوصلة الخيرِ

وعشق الصبرِ

وقوة مجنون هدار.

ويعلمنا أن النورَ

إذا أظلمت الدنيا

لا يتردد في أن يلبس ثوب النار.

ويفككنا

ليركبنا وفق معايير الإعصار.

لا يتردد حين يجيء ولا يحتار).