يوسف الجديد

يوسف عُبَيْد

يوسف عُبَيْد (أبو ضياء)

لقد أطلَّ على هذه الدنيا يُوسُفُ الجديد، فتوسمتُ الخير في ثلاثة أسماءٍ، (يوسف بن يعقوب) عَزِيزُ مصر، المؤمن الرسول عليه السلام. (ويوسف بن أيوب صلاح الدين) فَاتِحُ القُدْسِ ومنقذها من الصليبيين ويوسف الجَدِّ الذي نَزَفَ فؤادُهُ بالشِّعر، وأرجو الله أن يَظَلَّ نَازِفاً حتّى آخرَ قَطْرَةٍ.

ملحوظة: أراد (بيوسف) الجديد أول حفيد له من أولاده الذكور وهو لأكبر ولده وهو (ضياء). وأراد (بيوسف) الجدّ نفسه أي الشاعر وهو الجد لحفيد (يوسف) الجديد.

عـادتْ  (بيوسفَ) أيامي إلى iiالصِّغر
وغـرَّدتْ  ذكـريـاتُ الأمسِ iiشاديةً
وأقـبـل  الـدَّهـر طفلاً في iiبراءتهِ
الـيـومَ  أُوْلَـدُ والأحـلامُ تـغمرني
مـن  بـعـد لـيـلٍ خـريفيٍّ iiتَعَقَّبَهُ
جـاء الـربـيـع وقد عادتْ iiمواكبهُ
بَـلَّ الصَّدى في فؤادي بعد ما iiظمئتْ
وشَّـعَ  فـي الصَّدر نورٌ راح iiيغمره
يـا  أيُّـهـا الـقادمُ السَّاعي إلى iiأمل
هـذي الـحـياة وباري الكون أبدَعَها
بـالـجـدِّ والـخير والإيمان iiنَعْمُرُهَا
يـا مـن وُلِـدْتَ بعصرٍ كالمحيط iiبلا
في عرضِهِ مَرْكَبُ الأشرارِ في iiصَلَفٍ
أو كـالأعـاصير في عاتي iiعواصفها
عـصـرٌ وُلِـدْتَ بـه لـيلٌ بلا iiقمرٍ
عـادتْ  هـيـاكـلـهُ أصـنامَ iiآلهةٍ
وعـادتِ  الأرض صَلْداً لا ترابَ iiبها
يـا  (يوسفُ النَّاصِرُ) الميمونُ iiطالعهُ
ونـسـتـعـيدُ  (صلاح الدِّين) iiثانيةً
وَتَزْدَهِي  (مِصْرُ) في ظلِّ العزيز iiولا
حـتَّـى  يُـطِـلَّ جبينُ الفجرِ iiمُؤتَلِقاً
ويرتدي (القدسُ) ثوبَ الفتح في رجبٍ
ولـلـخـلافـة شـمسٌ لا مغيبَ iiلها
يـا  وارثَ الـشِّعرِ عني لا تَضُنَّ iiبه
واسـكـبـهُ  رِيَّاً ونوراً هادياً iiرَشفَتْ
فـلا أبـوكَ ولا الأعـمـامُ قد ورِثوا
عـسـاكَ تـبـلـغ أُفْـقَاً من iiمنابره
حـتَّـى تكون بروضِ الشِّعر ذا نسبٍ



























وازْدَانَ روضُ الشَّبابِ الزَّاهرِ iiالنَّضرِ
كـأنَّـهـا  الـلحنُ في ترنيمةِ iiالوترِ
جَـذْلانَ  يـبـسـم في إطْلالة iiالعُمُر
نَـشـوى وكأسُ المنى صفوٌ بلا iiكَدرِ
عَـصْـفُ  الـشِّتاءِ وأنواءٌ بلا iiمَطرِ
بـالـنَّـهر  والطير والأنسام iiوالزَّهرِ
صـحراؤه  فاكتست بالسندس الخضرِ
بـشـعـلةٍ من ضياء الشَّمس iiوالقمرِ
بـالأمـنـيات وطيب العيش iiمُزدَهرِ
وكـلُّ  شـيءٍ بـها يجري على iiقدرِ
يـضـيء  فـيها سراج الحقِّ iiللبشرِ
فُـلـكٍ بـلا سـاحلٍ يُنجي بلا iiجُزُرِ
مُـعـربِـدٌ فـي ظـلامٍ دامسٍ iiعَكِرِ
نارُ  الطواغيت ترمي الأرض iiبالشَّررِ
بـلا  نـجـومٍ بـلا صُبْحٍ بلا iiسَحَرٍ
مـن الـطُّـغـاة وأصناماً من الحَجرِ
بـلا  ظـلالٍ بـلا مـاءٍ بـلا iiشجرِ
عـسـى  تعودُ سيوفُ النَّصر iiبالظفَّرِ
ومـا  بـأيَّـامـهِ مـن رائع الصُّورِ
ظـلـم  (لفرعون) أو (هامانِهِ) الأَشِرِ
عـلى الكِنانة من (عَمروٍ) مِنْ ii(عُمرِ)
ولا  يـرى لـبـني صِهْيَونَ مِنْ iiأثرِ
والأرضُ  تَـنْـغُـمُ في أيَّامها iiالغُرَرِ
إذا  هـدُيـتَ إلـى مـا فيه من دُرَرِ
مـن مَـنْـبَعَيْهِ ظِمَاءُ الروح iiوالبصرِ
مـن لـحـنـه نغمةً تشدو على iiوترِ
مُـحَـلِّـقَـاً فـي مدارِ الأنجُمِ الزُّهُرِ
كـالـغـصن يختال بالأوراق iiوالثَّمرِ