شَاهدٌ عَلَى الخِيانَة
علي عبد الله البسّامي - الجزائر
هذه شهادة شعرية للتاريخ ، من شاعر لا علاقة له بصراع العروش ، وتنافس الكروش، في قدسنا المهزوز المنبوش ، لكنه بعقله ونزاهته يميز الصّف الأصيل من المغشوش ، فالذين استعبدتهم أماني الكراسي والحُشُوشْ ، في فتح المرتدّة ، تحوّلوا إلى هوام ووحوش ، يستهويهم التّسلّق إلى السّلطة الوهمية ولو على الجماجم والأشلاء والنّعوش .
نقول لهم باللغة الجزائرية : يا أصحاب النِّيف المَحْشُوشْ ، لقد اتَّضحت أوراق اللعبة وانتم أناس ما تَحَشْمُوش ْ، نحن مع المقاومة ظالمة أو مظلومة ، أما انتم فلتذهبوا إلى مزبلة التاريخ مع عرَّابكم بوش .
واليكم الشهادة الأدبية للتاريخ
هنا الضِّفَّة
هنا الخائنْ
الأنا قسمٌ أصيلٌ في مسمَّاهُ
حوى خِبْثاً
ورب النَّاس أخزاهُ
سعى سعيا بتحريضٍ إلى البلوَى
فما فاضت بحارُ الدَّمِّ في غزَّاء لولاه
وَشَى ، أفْشَي ، عَدَا، أردَى
أصابَ الصَّفَّ بالنَّجوى مع لِيفْني
فأوهاهُ... وعرَّاهُ
وها قد هبَّ مذعورا ومحقورا
لانَّ الأُسْدَ قد فكُّوا
بحُبِّ الموت ما أَوْكَتْهُ يُمناهُ
أعاد الفخَّ كي يصطاد بالتَّجويعِ
من بالحرب أعياهُ
وأعيَ من تولاَّه
وها قد عاد للتَّغرير والتَّزوير... وَيْلاَهُ
فلا التَّدميرُ خَلْخَلَهُ
ولا غلُّ الأُلى هدُّوا أمانَ الطِّفل في غزَّاء أحياهُ
فكم طفلٍ شقى حَرْقاَ !
وكم طفلٍ ذوَى سَحْقاَ!
وكم طفلٍ بفسفورٍ عدوَّ الله أرداهُ!
وكم طفلٍ بهيِّ الوجهِ قد تَلِفَتْ بذاكَ الغلِّ عيناهُ!
فما ثارتْ عواطفه
ولا التَّقتيلُ في نهج ِالخنا والخِزْيِ أنساهُ
خسيسٌ يقبضُ الآلام أرباحاً
فها قد بِيعَ في سوقِ الهوَى ذلاًّ
كما بيعتْ قضاياهُ
غرام المال مَعْبدهُ
أماني العارِ مرقدهُ
وإسرائيل لَيْلاَهُ
فوَهْمُ العرش بالاخزاءِ والإسفافِ أغراهُ
وجاه ُالكفرِ لا يعلي خسيساً حطَّه اللهُ
خؤونٌ غادرٌ نَذْلٌ
فمن للقدسِ يرضاهُ ؟؟؟؟
ألا يخجلْ ؟
ألا يعقلْ ؟
ألا يرحلْ ؟
قلوب الخَلْقِ فوقَ الأرضِ تحت الأرض تأباهُ
غدا يمضي إلى الجبَّار
قل لي :كيف يلقاه ؟
بأشلاءٍ ؟
بأرواحٍ ؟
بآلامٍ لمظلومٍ بريءٍ شَفَّهُ الآه ؟
غدا يلقى جزاءَ الطَّيشِ في الدُّنيا
عذابُ الخُلْدِ مأواهُ
فلا عرشٌ , ولا عونٌ , ولا مالٌ , ولا جاهُ
طغى الأنذالُ لا تيأسْ أيا شِبْلَ الهُدَى واصبرْ
فليسوا في الورى عَجَبَا
لهم في الدَّهر أمثالٌ وأشباهُ
أبو جهلٍ , وفرعونُ , ونمروذُ
ومَنْ في التَّيْهِ قد تَاهُوا
كتاب الله منهجنا
فَصِلْ بالفقهِ مَغْزَاهُ
************
ليوثُ الحقِّ قد لَبُّوا
نداءَ الحقِّ واشتَدُّوا
بدرب الحقِّ جَنِّبْهُمْ
شِرَاكَ الكفرِ ربَّاهُ ... ربَّاهُ ... ربَّاهُ