بانتظار ساعة الصفر
27آذار2004
د.عبد الحق الهواس
حُمّى 1900ـ2003
100+3= صفر
بانتظار ساعة الصفر
الدُكتوْر : عَبد الحَقْ حَمَّادِي الْهَوَّاسْ
|
حَسبُّ الهَـوَى دَمعَةً بَاتَـت تُوَافِينَـا تَشكُـو رَحيلاً يَغُذُّ السَـيرَ بَارِقُـهُ أَرَّقْتُهَـا أَسَفـاً ، والحُبُّ يَكتُمُهَـا تَرتَـادُ ضَعفِـي سَبيلاً لا أُصَاحِبُـهُ أَمضِي خَيالاً، وَتَمضِي خَاطِراً قَدَحَتْ تُهَدهِـدُ الرِيحَ تَشدُو لَحنَ غَيبَتِهَـا كَذا تَذُوبُ كَلَيلٍ لَحـظَ سَفْرَتِـهِ مَا كُنتُ أَرضَى، وَكَيفَّ الصَبُّ يُقنِعُهُ وَإِنَّمَا رُحتُ فِي سِربِ الهُيَـامِ وَمَـا أُحَاوِلُ المَوتَ مَشدُوداً بِهِ عَضُـدِي يَنهَارُ دَربِي كَحُلـمٍ تَجتَبِيهِ خُطـىً يَشُدُّهُ صَبرُ رَحَّـالٍ طَوَى وَجَعـاً هَذَا تَسَـوَّلَ قَبـلَ المـَوتِ مِعطَفَهُ وَذَاكَ بَـاعَ أَخِـيراً فِـي مَبَادِئِـهِ وَأَنتَ وَحدَكَ تَجتَاحُ الهَوَى جَبـلاً تَلُمُّ شُعثَ أَنِـينِ الشِعـرِ تَقبُـرُهُ يَا وَيحَ قِمـةِ أَقـلامٍ كَتَبـتَ بِهَا خُذْ فِي عُلاكَ رَبِيعاً أَنتَ تَزرَعَـهُ تَلُّفُّ أُفقَ الصَبَاحَاتِ التِي سَجَدَتْ بَعضُ البِذَارِ تُشَاطُ الأَرضُ غَرسَتُهَا هِيَ المَجَالاتُ سـَاحَاتٌ تُؤَطِّرُهـَا أَبحَرتَ عَاصِفَـةً والغَيـمُ يَسرُجُهَا مِن بَعدِ جُوعٍ، وَمُرٍّ أَنتَ تَعـرِفُهُ تَجلُوهُ يَنهَـارُ وَالآلافُ خَبطَتَــهُ فَهَل رَأَيـتَ إِذا مَا مَيتٌ عَصَفَـتْ يَبِيـعُ نَقلَتـَهُ الأُولَـى بِرُمَّتِهَــا تِلكَ المَعَارِجُ أَجـوَاءٌ تُقَدِّسُهَــا شَهِيقٌ نَارٍ نَسِيـمُ الحُبِّ يُطفِئُهـَا يَقِينُنَـا إِنْ تَرَاءَى غَيهَـبٌ فَبِنـَا لَو لَم نَكُن بِذرَةً فِي كَفِّ مُقتـَدِرٍ خُذهَا سَلاماً صَلاةً سَجدةً سَجَدَتْ مِنْ نَارِهَـا أَخَـذَتْ أَلوَانَ بَاقَتِهَـا لِمَـنْ تُقَدِّمُ زَهـرَاتٍ بِلا فَـرَحٍ هَذَا الثَرَى مِن دَمِ النَاجِينَ حُمْرَتُهُ إِصعَد فَلَيسَ بَعِيداً أَن تَنَالَ وَقَـدْ بَدَأتَ تَقطِفُ أَنفَاسَ الخُلُودِ وَقَـدْ طُوبَى لَكَ اليَومَ مَا أَحلَى الشَهَادَةَ فِي فَإِن تُسَافِر فَلا خَوفٌ عَلَيـكَ وَلا إِذهَبْ فَدَيتُكَ آلامِي التِي نَبَضَـتْ حِجَازُهُا نَجدُهَا أَسفَارُهَا لِغَدٍ هُنَاكَ حِينَ فَرَشتَ الأَرضَ تَحمِلُهَا وَقَد مَلأَتَ تُرَابَ الغَيمِ تُمطِرُهُ تَقُودُ جُنحُ حُمَامَاتٍ تُوَقِعِّهَا هَذِي الغُيُومُ تَشِيمُ الغَيثَ رَعدَتُهَا لَو أَنَّهَا فَقَدتْ أَعصَابَ هَدأَتِهَا فَلا مَلاذَ جَبَاناً ، أَو شُجَاعَ يَدٍ غُيُومَ غُولٍ وبَرقاً لا احمِرَارَ بِهِ تَجَحفَلَ المَوتُ غَابَاتٌ مُكَشِرَةً فِي كُلِّ سَفحٍ وَ حَرفٍ قِمَّةٌ زَحَفَتْ فَالسَاحَةُ الآنَ أَقزَامٌ يُرَقِصُهَا تَقُولُ مِن كُلِّ مَعتُوهٍ صَنَائِعُنَا كَيفَ الحِسَابُ تَرَاهُ اليَومَ مُنتَفِخاً يَا لَلعَجَائِبِ أَينَ الشَدُّ يُقعِدُهُ يَكفِيكَ بَعضُ كَلامٍ لَو صَمتَّ وَلَوْ الله من فحجَلِ الأقزام لعبتها لفَّ العقال رؤوس النفط يحلقها هذا يقود زمام الجبن مرتعداً إِرفَع عَقِيرَتَه علًّ الشِعار بها مَاذا تَرى بَعد مَا دَوَّت خِطَابَته يا ليلنَا إِن أَتَاكَ الهمُّ مُرتخياً صَنعته قَائداً علَّ الشُهود لَه علًّ النفَاق الذي ينمُو بتربتنَا لاتحزنُوا أبداً مُستَعمرٌ وَلَهُ إِن دَمَّرُوا رَغبَتي أَو مَزَّقُوا وَطَنِي جِمالنَا لَم تَزَل جِسراً نُرَمِمهُ وَكلمَا غَرقت أَو أَبحرت بِدمٍ جُروَاضَ رَاغٍ إِلى المَاضِي لحَاضِرنَا أَخرج بِطَانَتَكَ الأَسمَالَ تَلبَسُهَا جَرب بِهم ندْبةً فِي هَولِ جَحفَلِهِم زَيِّن بِهِم وَتَمَوَّه دُميةً رَقَصت وَخذ عَصَاكَ تَجوب العَقلَ لَويَتهَا نِهَايَةَ الكِبرِ مُوميَاءٌ بِلا هَرَمٍ لاشئ يَهزمُنَا هَارُوتُ شَاطِئُنَا لوّح لَهُ مَرةً فالحوتُ مُنتَظِرٌ لاتَبتَئس كُلَمَا دُرتَ الهَوَاءَ بِهِم هِيَ المَشيئةُ مَاشَاؤوا لهَا رَجعَت إِن قُلتَ لا نَهضُوا أَو أن تقُولَ نَعَم عَطِّل يَديكَ لَهُم ، عَطِّل جِهَازَكَ لا صَمَدتَ في دَمِنَا فِي جُوعِنَا بَطلاً جَرّب لعلكَ تَلقَاهُم بِغَيمتِهِم وَابعَث غُيُومَكَ لَم تُمطِر لسَاعَتهَا إن نَلتقِي عَرضاً أو انهم زَحَفوا لا صَولةً أخَذت شَوطاً ولا شَهدت مَهمَا فَعَلتَ لهُم مَهمَا بَذلتَ لَهُم فَهم سِرَاعٌ إلى هَذا السوادِ وَهُم كَم كُنتَ تَضرِب ليلاً في شَوَارِعِنَا سِيانَ يَاقَائدَ الأمراضِ تحرثنَا سِيان لَو صَدقت رُؤيَاكَ في نَظَرِي قَرَأتُهَا لَكَ والأسبَاطُ قَد كَذَبُوا وَحِكمَةُ الله فِي نَجدَيهِ مَوعِظةُ بَلَى هُوَ الله يَا الله مُعجِزَةً يَا خَالقَ الكون رَب العَالمينَ وَمَن فَاحمِل مَتَاعَكَ عندَ الذِئبِ تَترُكُهُ فَلا عَزيزَ بِمصرٍ مُذ رَحَلتَ وَلَم فَالشيخُ مُلتفِعٌ يَرجُو لَهَا وَلَداً وَأَنتَ وَحدَكَ مَلاحٌ تُحَاوِلُهَا يَشُدهُ مِن وَبِيصِ الكَونِ خَزنَتهُ وَلا النِفَاقُ الذي رَاجَت تِجَارَتُهُ دَعهَا تَمرُ عَلى أَشلاءِ غُربتنا عَسَاهُ دَرباً وإِن طَالت عَمَايتهُ لَولاكَ أَنتَ لَمَا دَاسُوا كَرَامَتَنَا شُكراً لأَنكَ بعتَ الناسَ مَا جَهِلُوا شُكراً لأَنكَ تَجنِي مَا زَرَعتَ بِهِم |
|
حرّى تذوبُ وأخرى في مآقِينَا يَلُوحُ طَوراً ، وَطَوراً يختفي فينَا خوف التجافي ، وتشهير المرائينَا سوى الدموع سراباً في بوادينَا أحلامه بين ماضٍ يرتجي حينَا وتقضم الآه أحزاناًً تغطينَا والفجر ينسلهُ، والصمت يَطوينَا هَجرُ الحَبِيب ، وبعضُ الهجرِ يُدمينَا يَدري الهيامُ بأَيِّ الكَأسِ يَسقِينَا وَأَشتَكِي سَنَواتِ العُقمِ تُلهِينَا تَغتَاله مِثلَ وَهمٍ في أَمَانينَا بَينَ الحَنَايَا التي أَمسَت قَرَابِينَا وَذَاكَ أَمضَى عَلى الآمَالِ مِسكِينَا وَغَيَّرَالفِكرَ والأَلقَابَ والدينَا تَلحفُ الثلجَ عزماً مِن تَوَانِينَا مِن أَن تُسَاوِمَ سِراً لَهفَ غَازِينَا دَماً يُرَاقُ عَلى الأَجفَانِ تَأبِينَا بَينَ القَصَائِدِ قنديلاً يُغَنِينَا مِن فَورَة المَدِّ أَنفَاساً رَيَاحِينَا تَسقِي الفَنَاءَ عَبيراً مِن تَفَانِينَا مِن نَقلَةِ الرَملِ كَانَ البَدءُ يَروينَا والمَوجُ تَاهَ بِنَا يَشدُو أَرَاضِينَا خَبَزت أُفقَاً عَلى الآهاتِ يكوينَا يَنهَالُ رَدماً، وَأَوصَى مَن يُغَطِينَا يَدَاهُ موتاً وَإِقداماً وَتطمِينَا قبلَ الحياةِ وَبعدَ المَوت يَشرينَا لا تَبتَغِي بعْدُ أَرضاً أَو سَلاطِينَا وَكَوثَرُ الله دمعَاتٌ تُنَادِينَا ثَبات حقٍٍ، كَمَا أَرسَت مَرَاسِينَا لَمَا قَدِرنَا عَلَى الإِثمَارِ مَاشِينَا فَوقَ الغُيُومِ فلا أَرض تُوَارينَا كي تملك الروح أهداباً تواسينا ولا طُبول ولا لَحن يكافينَا أَم من سَوادِ وجُوهِ الشكِ يُدنِينَا لاحَت بشَائر من أنحاء هادينَا شَهدتَ مَوتَكَ إجلالاً يوافينَا عَينُ المُحِبِّ وَإِقرارُ المُقرِّينَا حُزنٌ عَلينَا إِذ الأَحزَانُ تَطوِينَا آلامَ سَقمٍ ، ومَا أَلقَت صحَارينَا مَا خَبأت قمماً دَرباً ميَادينَا هَماً لِرُوحِكَ ، أَو شُكراً لِبَارِينَا لكُل فَاتِكٍ أطماع يعادينَا بَرَاءَةَ المَوتِ أَنغَاماً وتَلحِينَا وَتَلتَقِي بِمُسِيلاتٍ فَتحيينَا أَو أَنهَا فُثئتْ مِن شَهوة حينَا أو قلب خورٍ تَهَاوى فَوقَ سَابينَا إلا الدِمَاءَ تغذّيهَا فَتُغَذِينَا تَجلُو العيون فَتَجلُوهَا وتُجلِينَا نحو المَدَائن ندباً ليسَ يبكينَا فَرطَ الفَضَائِح أَذنَاباً شَيَاطِينَا كَذا نُفَكر أو تَجنِي أَيَادِينَا مِن أَي نَاحِيةٍ نَلقَاه يكفِينَا من كان يرعدُ دهراً يَا فِلسطِينَا رَحلتَ مِن غيرِ تَهريجٍ تمنينَا بِرغمهَا انكَشَفت ضماً وتَسكينَا صِفراً فَتنفُخُ مِن آهٍ مَصَافِينَا قَد أَحضَر البُوقَ منفوخاً يُحَامِينَا غَداً رَفيفُ هَزِيع من تَعَامِينَا سِوى خَرِيفٍ رَهيبٍ مِن مَخَازِينَا يَجُرُّ ذَيلاًََ فَلا هَمٌّ يُوَازِينَا يَوماً تقولُ لَنا تَباً وآمينَا دمٌ يُطهرهُ يوماًً فَيشفينَا يدٌّ عَلينَا ، وهل كُنا مَجَانينَا ؟! أَو أَرعبُوا وَلَدي حَقٌ يُوافِينَا وَمَا عَبَرنَا وَلَو جُنَّت مَسَاعينَا أَو أَجهَضَت حُلمنَا قُمنَا لِشَادِينَا نَهِيقُ سَاعٍ إِلى الأَدنَى يُنَادِينَا دُرُوعَ طَبلٍ وَأَبواقاً تُعَرينَا شَكل بِهم عَورَةً أَو ضَربَةً طِينَا عَلَى القُبور صَبِيباً لا يُعَزينَا تُلاعب العَينَ سِحراً مِن تَغَابينَا فَقَد تَشبث فينَا مِن تَدَانِينَا والنَورسُ القَادِمُ المَنفُوخُ يُغرينَا فَاهاً تُغذي جِيَاعَ العَقلِ ( سَردِينَا ) وَأَلهَبَت خُطبةً دَارُوا طَوَاحِينَا فَالعَام مِنهَا وهَذا العَام يَعمينَا أَمرانِ أَحلاهُمَا مُرٌ بِوَادِينَا تُنجِب عُقوقاً ، فَقَد يَغدُو سَعَادِينَا أَنتَ المُلَقَب فِي أَسمى أَسَامِينَا إِنا يَبَابٌ خواءٌ فِي مَغَانينَا فالانتظَارُ طَويلٌ لَو تغادينَا فالكُل يرجُو حِسَاباً في تَلاقِينَا يَوماً جهولاً إذا مَا المَوتُ يَأتينَا مَهمَا رَضخت لَهُم مَهمَا تُعنّينَا جُوعٌ ونفطٌ وَدُولارٌ يُمَنّينَا عِملاقُ خَوفٍ ، وَكَان الخَوفُ يَسبِينَا وَتَزرَعُ الخَوفَ أقواتاً وَتَكفِينَا إِذا تَعَاظَمَ فِيها الطَورُ أَو سِينَا فِي قَولِ يُوسفَ لا زَيتُونَ لا تِينَا أَليسَ رَبي بِهذا القَولِ يَهدِينَا فنَحنُ مَاءٌ ، وكيفَ المَاءُ إِن هِينَا إِن شَاءَ قَدَّر نُونَ الكَافِ يَكفِينَا تَشَابَهَ الدَمُّ مِنَّا مِن مَوَاشِينَا تَترك بِهَا امرأَةً ضَهيَاءَ أَو عِينَا تَاهَت مَراكِبُهُ مُذ بَاعَتِ المِينَا والبَحرُ أَزبَدَ أَفوَاهاً بَرَاكِينَا فَلا الصواعُ بِهذا الكَيلِ يُغنِينَا وَلا السِفَاحُ الذِي أَمسَى نَيَاشِينَا عَسَى الزَمان الذي نَرجُو يُوَافِينَا يَصحُو بِمُفتَرَقٍ نُوراً فَيَهدِينَا يَوماً ، وَلا عنوةً مَاتتْ أَغَانِينَا شُكراً لأَنكَ تَجتَر الذِي فِينَا وَأَنهُ أَبداً مَا كَانَ يَعنِينَا |
