الرحيلُ تلوَ الرَّحيل
20آذار2004
فيصل بن محمد الحجّي
شعر: فيصل بن محمد الحجّي
تعدَّدَتِ المواطنُ –لهفَ نفسي-
لمنْ يَهفو الفتَى؟ ولمنْ
يَحنُّ؟
نُقيمُ فنألَفُ المأوى..
فنَهوى
فإنْ عَصَفَ الرَّحيلُ بنا
نَئنُّ!
ولي قلبٌ، توزَّعَ في
المَغاني
هَواهُ.. كلما يَهوى
يُجَنُّ!
فكَمْ منْ مَنزلٍ نَرنو
إليه..
وآخرُ في خَواطِرنا يَعِنُّ!
وكَمْ ضحكتْ لقُربِ الإلفِ
سِنٌ
وكمْ قُرعَت لبُعدِ الإلفِ
سِنُّ!
وكمْ أسَرَ الفُؤادَ رَغيدُ
عَيشٍ
ورَوضٌ وارفٌ نضرٌ
أغنُّ
وكمْ صَوتٍ حَبيبٍ قد
تناءى
فلم يُسمعْ.. وفي أذني
يَطنُّ!
وكَمْ وجهٍ أليفٍ غابَ
لكن
أراهُ ماثلاً لا يرجَحنُّ
إذا خَلُصَ الودادُ فوَيحَ
قلبٍ
مُحبٍ.. في هَواهُ لا
يضنُّ
شَبابي ضاعَ في التّرحالِ
حتى
مضى التّرحالُ بي وأنا
مُسنُّ!
وأدمنتُ السُّرى حتى
شَكتني
عَصا الترحالِ إذ لا تستكنُّ!
وأهزلَها وأهزلَني
بُكورٌ
وهمٌّ رَهنُ عزمٍ لا
يَدِنُّ
فصِرتُ إخالُها رُمحاً
نَحيلاً
بَدا.. وتَخالني سَيفاً
يُسنُّ
تُلاقي في الترحُّلِ ما نُلاقي
وحُسنُ الصبرِ في البلوى
يُسَنُّ
إذا كانَ الجَميعُ إلى فَناءٍ
فمَنْ منّا السَّعيدُ
المُطمئنُّ؟
شَقاءُ العيشِ في الدنيا
أكيدٌ
وطيبُ العيشِ في الدنيا
يُظَنُّ!
أنا في هذه الدنيا
أسيرٌ
ومالي حيلةٌ تُنْجي
وفنُّ!
إذا ماتَ الفتى انطلقتْ
يَداهُ
كما يهوى.. بلا قيدٍ
يَرنُّ!
فإنَّكَ في مضيقِ القبرِ
حُرٌّ
وإنكَ في رحابِ الأرضِ
قِنُّ!
تُساقُ إلى المَنافي غيرَ
راضٍ
ويشملُكَ العِقابُ بما تُكِنُّ!
لأنكَ مُسلمٌ –يكفيكَ
جُرْماً-
عليكَ الحربُ شاملةً
تُشنُّ!
* *
*
* *
*
ألوذُ بذي الجَلالِ
وأتَّقيهِ
فتَقوى اللهِ في الجُلَّى مِجَنُّ
هو الكافي السَّخيُّ.. فلا
أُبالي
جَوادٌ.. كمْ يَمُنُّ ولا يَمُنُّ!
إذا انتهتِ الرّكابُ إلى
رضاهُ
فإني في رحيلي
مُطمئنُّ!
|
ِ