هزَّة

محمد الخليلي

هزَّة

شعر : محمد الخليلي

تـخـافون  الزلازلَ iiوالمُصابا   وتـنـسـون القيامة iiوالحسَابَا
هـرعـتم  خائفين من المباني   الى  الساحاتِ تخشون iiالوِصَابَا
أُذكـركـم  بـزلـزلةٍ iiستأتي   وتـوشـكُ  أن تـبلِّغكم iiعذابا
وقـد  أَزفـت وأَيـمُ الله iiربي   تـذَكِّـرنـا وتـقترب iiاقترابا
فـهِـزة  {ريخترٍ}تسبي iiنهاكم   فـكـانـت  تلكم ُعجباً iiعُجابا

           

وزلـزلـةٍ تمير الأرض iiموراً   إذا مـا زُلزِلت عظمت iiمصابا
وأخـرجـتِ  البرية من iiقبورٍ   لـتـلـقى الله قد وضع iiالكتابا
وقـال  الـناس ماذا قد iiدهاها   سـؤالَ مُـسَـيّرٍ فقد iiالصوابا
فـيـومـئـذٍ تحدث عن كثيرٍ   مـن الأخـبارِ ما أشقى iiوطابا
فمن يعمل من الخيرات iiيجزى   مـن  الـرحمن لن يترَ iiالهَبَابَا
ومـن يـعمل شروراً أو iiذنوبا   فـإنّ الله يـجـزيـه الـعذابا

           

ألا  يـا قلبُ مالك إذ iiتصابى؟   وهـذا  الشيب قد رهق iiالشبابا
كـمـا  طرد النهار سواد iiليل   فـولـى  هـارباً يرجو الإيابا
لقد  وعدتك ليلى الوصل iiدهراً   ومـنَّـتـك الـمواعيد iiالكذابا
ودع ذكـر الـغواني iiواجتنبها   وبـعها واغترب عنها iiاغترابا
أمـا يـكـفـيك عشقاً للأناثى   ومـنك  اللب قد حُزنَ iiاستلابا
وقـد  يرفََضُّ دمعك غير iiنزر   طـوال الـليل تنتحب iiانتحابا
عـشقتَ الغانيات من iiالعذارى   وسـهم الطرف قلبك قد iiأصابا
ونـونـاتٌ  صَلينَك في صميمٍ   تـوَقَّـدُ مـن جـواهن iiالتهابا
غـرقـتَ بلجهن الدهر iiتسعى   فـهـاج  عـليك منهنَّ iiاكتئابا
وكـم  لـيل طويل بِِتَّ iiترجو   وصـالاً  مـا جُزيت به iiثوابا
ألا يـا قلب كُفَّ عن iiالتصابي   فـعـهد  العشق قد ولى iiوغابا
ألا  فـلـترعوي يا نفسُ iiطرَّاً   وذوقـي  الـعلم والأدب اللُّبابا
فـلم  أرَ مثل داء العشق iiسقما   ولا  مـثل الشغوف به iiمصابا

           

فـزلـزلـة  القيامة ذات iiشأنٍ   عـظيم  يحدث العجب iiالعجابا
فـتـذهـل كل مرضعةٍ رؤوم   عـن الـولدان إذ أمسوا سرابا
وذات الحمل تُجهض من iiأساها   إذ  الأعلام تضطرب اضطرابا
تـخـال الـناس أنهمُ iiسكارى   ومـن هـول كـأنَّ القلب ذابا
ومـا هم بالسكارى بل iiحيارى   فـهول الخطب ينسكب انسكابا

           

خبرت النَّاس من عجمٍ iiوعربٍ   كـبـاراً  أو كـهولاً أو iiشبابا
وطفت  الأرض ألتمس المعالي   بـمـشـرقها ومغربها اغترابا
فـلم أرَ مثل خلق الصِّدق iiخلقاً   ولـم أرَ مـثل باب التوب بابا
فيا من قد عصى الرحمن جهراً   ألا فـاطـلـب من الله iiالمتابا
تـضـرع  بـالـدعا لله iiطُراً   تـنـل  مـنه المفازة iiوالثوابا
وبـادر بـالصلاح اليوم iiشكراً   فـباب  التوب قد أمسى iiرحابا
ويـا  مـن قد جنيت بلا iiتوانٍ   تـذكـر  أن لـلـجاني iiعقابا
ويـا  من قد غفلت الدهر iiتلهو   كـفـاك تـغافلاً واعمر خرابا
فـصوت  الحق يدعو كل iiحرٍ   إيـابـاً لـلـهـدى فوراً iiإيابا
ألـم يـأنِ الخشوع لميت iiقلب   دمـوع تـغـسل الران المعابا
فـدمـع في الدجى يجلو iiقلوباً   مـحـجـرةً  وأكـباداً iiصلابا
فـزلـزلة  القيامة ليت شعري   سـتـحصدنا  عجائز أو iiشبابا