الحنين إلى الأقصـى

عدنان علي رضا النحوي

*  

بقلم الدكتور عدنان علي رضا النحوي 

حَنينٌ إِلى الأَقْصَـى ، إلى كُـلِّ  رَبْـوَةٍ       عَـليْهـا مِـنَ الإِسْـلام آيٌ وخَـاتَـمُ

حَنـينٌ إِلى أرْضِ النُبـوَّاتِ أشـرَقَـتْ    بـأَحْمَـدَ سَـاحَـاتٌ لَهَـا وَ مَعَـالِـمُ

تُـجَلِّلُـهَـا الأَنْـوَار في كُـلِّ رَبْــوَةٍ    ويَـغْمُـرُهَـا  خَـيْـرٌ مِـنَ الله دائـمُ

جَـلالٌ مِنَ  الوَحْـي الكـريـم وعـزَّةٌ    من الحَـقِّ تُجلى  مِنْ سَنَـاهُ المكـارِمُ

وَنَشْـرٌ مِن الإِيمـان في كـلِّ رَوضَـةٍ      تَهُـبُّ بِـهِ رِيـحٌ وتغْـفُـو  نسَـائِـمُ

كَـأَنَّ  الفُـتُـوح الـحَـاليـاتِ لآلـئٌ      تَـزَيَّـنَ مِنْها جِيـدُهـا و المَعَـاصِـمُ

يَصُـوغُ لَهَـا الإِيِمـان  حِيناً قـلائـداً    ويُلقـي عَلَيْهـا مِنْهُ مَا هُـو  نـاظِـمُ

ويَنْثُـرُ حِينـاً عَـبـْقـريَّ جـواهِـرٍ    فتـزهـو رَوابٍ عِـنْـدها وَمَـحَـارِمُ

           

حَنَـيَنٌ  أَصُـبُّ الدَّمْـعَ منَه وَقَدْ بَـدَتْ    فَـواجِـعٌ  دَوَّتْ  بَيْنَهـا والـهـزَائـمُ

بَكَيْتُ لأَنِّي قـد  رَأيْـتُ ذَوي الحـجَـا    يكادُ  الهَوَى يهوي بِـهِـم  وَيُـدَاهِـمُ

أَضَـرَّ بِهـمْ حُـبُّ الحَيـاةِ و أَفسَـدَتْ    مَنَـاهجَهُـمْ  أهـواؤهـم  والتخاصُـمُ

بَـكَـيْـتُ لأَنِّـي قَـدْ رَأيْـتُ وَلاَءنـا    تَـداوَلـهُ  أَعْـدَاؤُنـا و السَّــوَائِـمُ

فهـذا مَعَ " الشَّـرْقِ "  الذي هُو كَافِـرٌ    وهـذا مَعَ " الغَرْبِ " الذي هـو  ظَالـمُ

وَهَـذا مَعَ الأهْـوَاءِ في كُـلِّ محْـفـلٍ    يُدَاري " زَعِيمـاً " أو يُدَارِيِـه حَـاكِـمُ

ولا يَصْـدُقُ النُّصْـحَ  الكريـمَ مُنـافقٌ    ذِئـابٌ  تُعـوِّي أَو تَفُـحُّ الأَراقِـمُ (1)

فـهـذا يُمَـارِي في جـلاء  قـضيَّـةٍ    وهـذا عَـلى حَـقِّ  الإِلـهِ  يـُسَـاوِمُ

بَكَيتُ ! وَيَا  هَـوْلَ البَـلاءِ ! أمَـامَنـا    إِذا مَا غَفَـوْنـا أسْـوَدُ اللَّيْـلِ  فَاحِـمُ

فَحَـقَّ لِمِثْلـي أَن يَـصُـبَّ دُمُـوعَـهُ    وحَـقَّ لأَهـل  الخـافِقَـين الـتَّـلاوُمُ

حنَـانَـكِ يـا أَرْضَ  الـحجَـارةِ إِنَّـه      حنيْنُ اللَّيَـالي لمْ تَـرُعْهـا الهَـزَائِـمُ

           

ويا شَجَـرَ الزَّيتُونِ أَينَ اخضـراره ؟ !    ويـا غَرْسَةَ اللَّيْمُون أَين  البَراعِـمُ ؟ !

وَيَـا نَفَحَـاتِ البُرتُقـالِ ! إِذا  سَـرَتْ    تـحَـدَّثَ تَـارِيـخٌ ودَارَتْ مَـلاحَــمُ

وَيَا زَهْـرَةَ اللّـوزِ التي كـان عِنـدَها    صباي فكمْ حَنَّـتْ إِلَيْكِ  الحَمَـائِـمُ ؟ !

ويَـا شَجَـرَ العنَّاب !  مِـلءُ عُروقِـه    دَمٌ سَكَبْتـهُ في  البطـاح اللَّهـاذِمُ (2)

وَنَـادَيْتُ أَيْنَ الرَّوضُ  والورْدُ والشَّـذَا    فَـهـبَّ مِـنَ الأنـجـاد لاحٍ ولائِــمُ

تلفَّـت زيتـونٌ ومـالَـتْ  غَـرائـسٌ    وأقْبَـلَ من كُـلِّ البِـطـاحِ سَـواهِـمُ

وقالوا ترَكْـنا كُـلَّ عـطْـر وخُضْـرةٍ    وجفّـتْ يَنَابيـعٌ  وجَفَّـتْ  بَـرَاعِــمُ

تَـرَكْنـاهُ حـتـى يَـسْتـعيـد رواءَه     شهيدٌ وتُروى مِنْ  دِمَاهُ الرَّمَـائِـمُ (3)

وتـنـزلَ للمَـيْـدانِ أُمّـةُ أَحْـمَــدٍ    لهَـا في الوَغَـى عَهْـدٌ مَـعَ الله لازِمُ

ـــــــــــــــــ

 *  جزء من كتاب " ملحمة فلسطين " للمؤلف .

(1) الأَرَقِم : جمع أرقم وهي نوع من الحيات وهي أخبثها .

(2) اللهاذم : جمع لهذم وهو القاطع من الألسنة .

(3) الرمائم : جمع رميمة وهي البالية من العظام . وهي إشارة إلى أنه تكثر الدماء حتى ترتوي العظام البالية في القبور .

           

الموقع بالإنترنت : www.alnahwi.com

البريد الإلكتروني :[email protected]