تحدي شارون وسكوت المسلمين

صلاح الدين عزيز

تحدي شارون 

وسكوت المسلمين

شعر: صلاح الدين عزيز

قال شارون على هام  الدنـا     وجـميع الخلق فيها يسمعونْ

إنني شـارون غولٌ مجـرم     أتحـدّى بفسادي  العالميـنْ

أتحدى كل أعـراف  الورى     والقوانيـن لكلّ ِ الشـارعين

غير تلمـودي وقانوني أنـا     وقـوانين القسـاة الظالمـين

أتحـدى عُربُهم أوطانَـهـم     إنّـهم عند التلاقي  يكذبـون

إن همّي كلّه  قتـلُ الألــى     عندنا  يُدعون باسم المسلمين

لا أبقّـي منـهمُ مـن أحـدٍ     مـن شبابٍ أو وليدٍ أو جنين

هـذه اليومَ رسـالاتي لهـم     ولها قومي دهـوراً يعملون

         

فليقولوا اليـوم عنّي : ظالمٌ     أنا في التلمود أزكى العادليـن!

وليقولوا الآن عنـي: مجرم    أنا في التوراة أتقـى العابـدين

وليقولوا الحين عني : فاسق    أنا في صهيون أرقى الصالحين

وليقولوا : ماكرٌ مسـتهتـر    أنا في ديـني إمـام  المتقيـن

إنمـا التقوى لدى توراتنـا     قتل كل المسـلمين المؤمنـين

         

كلّـما جنـدلتُ منهم  مـلأً    كان أجري ضعف أجرِالمحسنين

لا تلوموني على صنعي بهم    إنـما العربُ بـه قـد شجعون

شجعـوني بسكوتٍ  تـارةً     واحـتجاجٍ بـاردٍ غضّ العيون

أتحـدّاهـم بـديـني  أبداً     يتـحدونـي بـمبدا المـلحدين

إنّ عـرباً ذبّـحتْ  أبناؤهم    تحـت أنظار لـهم لا يغضبون

يبصرون الذبحَ  والهدمَ الذي    لـم يخـلّف لهمو  ما يسكنون

لحـريّـون بـأن  نصفعهم    صفـعة المستكبر المستضعفين

وحـريّون بـأن نعـثو بهم    عثـوَ فـرعون بـأهلينا سنينْ

أيُّ عربٍ ياترى نصغي لهم     وهـمو أمـرَهـم لا يملكون

أيّ قـومٍ في الوغى نرهبهم    وهـمُ فيـها جمـادٌ  ينظرون

قد أمـرناهم بـأن لا يفعلوا    غـير  شكوى وصراخٍ وطنين

فـأجـابوا كلـهم واستمعوا    وجـروا  في أمرنا مستسلمين

مجـلسُ الأمـنِ بأيدينا صبي   يتـقن التوجيه حيناً بعـد حين

قـد صنعنـاه بـأيدينا  دمىً   ولهـا نـحن القضاةُ المالكون

والمبـادي كلـها  أنـواعها    قـد وضعنـاها لكل الجاهلين

إنـما النـاس لنـا  أجمعهم    كحـمير بـشكولِ الآدمــين

         

أيُّ عربٍ ينبغي أن  نرعوي    لاهـتماماتٍ بها لا  يؤمنون

فدعوهم يصرخوا يستغضبوا    طـالما رشاشـتي لا يُسكتون

ودعـوهم فليسبّوا عـرضنا    طالما في منجلي  يُستحصدون

ودعـوهـم يقـذفونا حجراً    ذاك  تـبريـرٌ لنسفِ القاذفين

ودعـوهـم يـفجروا سيارةً    ودعـونا نفجرِ  القدس الثمين

         

إنني شارون لا أخشى الورى    مجلس الأمـن بكفي كالعجين

أيـنما وجهتـه طـاوعنـي    وجميع الغرب في رجلي اليمين

وسـلاحي كل ما قد صنّعوا    بنقـود العُرْبِ أشقى العاجزين

لسنـا نخشـاهم وهذي حالهم    إنـنا نـخشاهـمُ لو يصدقون

         

أتحـداكـم شعـوباً أمـماً    هـل تطيقون لظلمي ترفضون

منطـق القـوة قانوني  أنا    فامـلكوها وافعلوا مـا تفعلون

إنـني لا آلـو جهـداً أبداً    أن أبيد العُرْبَ  في لمحِ العيون

أن أبـيد النـاس إلا ملأي    من بني صهيون "خير العالمين"

هكذا فكري  وعقلي وهوى    كـل جزء من كياني والظنون

هكـذا التلمود يُملي واجبي    وكـذا التوراة تقضي أن أكون

         

أفيـرضى العرب ما قرّره     ذلك الشارون ذو البغي اللعينْ

من تُرى شارون إن قايستَه     بـرجـال المسلمين الأوليـن

إنـه ضفـدعـة أو  دودة     تحت رجلٍ من جنود المسلمينْ

تحـت جنـد الفذِّ قدماً خالدٍ    كـان في الدنيا عظيم الفاتحينْ

تحت من أرسوا بُنى أمجادنا    كصلاح  الدين أسمى القاهرين

إنـه لـو كـان حيّاً  أمرُهُ    لا ختفى شارون في جُحر دفينْ

لـكنِ الرعديد يبدو بـطلاً    إن خـلا الميدان من شهم متينْ

إنـكم لـن تدحروه  أبـداً    بسوى الإسلام والـذكر المبينْ

         

إن  أبطالاً خـلَوا من ديـننا    أفـرغـوا الساح لكل المفسدين

إنـه لـو كـان فـينا  مثلهم    لاختفت إسريل في ريب المنون

واختـفى كـل فسّاد في الدنا     شـرقها أو غربها في العالمين

من يهودي أو  صليبيِّ الهوى     أو مجوسي الرأي معدومِ اليقين

وبـدا القـدس المفدى مشعلاً     عـزةُ الإسـلام فـيه تستبين

يمـلأ الـدنيا شعاعاً وهـدىً     وابـتهاجاً بـاندحار المعتدين