الخريف

نوري الوائلي

الحكيم نوري الوائلي

مؤسسه الوائلي للعلوم

[email protected]

خَـرِيفُ العُمْرِ  قَدْ نَحَرَ iiالشَّبَابَا
عـلـيـلـ جِسْمُهُ  وَالقَلْبُ بَالٍ
خَـرِيـفٌ قَدْ حَوَى عَجْزًا iiوَذُلاًّ
فَـبَاتَ  الجِسْمُ لِلأَمْرَاضِ iiطُعْمًا
تُـهَـاجِمُهُ دُجًى مِنْ كُلِّ صَوْبٍ
أَتَـانَـا  بِـالمَوَاجِعِ كَانَ iiجَذْوًا
أَتَـانَـا  مُـنْـذِرًا وَالمَوْتُ iiمَدٌّ
فَـبَـاتَ  مُخَاطِبًا هَلْ مِنْ حَكِيمٍ
وَلَـكِـنَّ الـشَّبَابَ رَهِينُ iiنَفْسٍ
تَـرَاهُـمْ  لِـلحَيَاةِ كَمَنْ iiأَنَاخُوا
فَـيَـبْـنُونَ  الحَيَاةَ بِكُلِّ iiحَدْبٍ
فَلَوْ عَرَفُوا خَرِيفَ  العُمْرِ iiصِدْقًا
وَلَـوْ عَـلِمُوا بِأَنَّ العُمْرَ وَمْضٌ
وَصَـارُوا  لِـلزَّمَانِ غَمَامَ iiخَيرٍ
وَلَـوْ سَـمِعَ الشَّبَابُ أَنِينَ iiكَهْلٍ
*             *             ii*
حَـمَـلْـتُ  حَقَائِبًا مُلِئَتْ iiدَوَاءً
فَـبَـاتَ اليَوْمُ تِلْوَ اليَوْمِ iiيَمْضِي
فَـلا  أَكْـلٌ بِـهِ ذَوْقٌ iiوَطَـعْمٌ
وَلا  أَهْـلٌ تُـكَفْكِفُ عَنْ iiدُمُوعٍ
فَـلَـمْ  يَنْفَعْ مَعَ الخِلاَّنِ iiعَطْفٌ
قَـلِـيـلٌ بَـاتَ مَنْ يَحْيَا بِعَزْمٍ
وَلَـكِـنَّ الـكَـثِيرَ يَعِيشُ iiيَأْسًا
وَإِنْ  زَادُوا عَـلَى السِّتِّينَ iiعَامًا
فَـقَدْ يَحْيَا الشَّبَابُ خَرِيفَ iiعُمْرٍ
وَيَـحْـيَـا  كَالشَّبَابِ كَبِيرُ iiسِنٍّ
فَـلا تَـجْعَلْ مِنَ السَّبْعِينَ iiعَامًا
وَعِشْ عُمْرَ الخَرِيفِ شَبَابَ قَلْبٍ
فَـيَـا لَيْتَ الشَّبَابَ يَعُودُ iiوَطْرًا
وَأُمْـسِـكَ بِـالأَظَـافِرِ وَالثَّنَايَا
وَلَـكِـنَّ  الـشَّبَابَ إِذَا iiتَوَارَى
*             *             ii*
فَـيَـا لَيْتَ الشَّبَابَ وَهُمْ iiشَبَابٌ
فَـخَـيْـرُ  النَّاسِ شُبَّانٌ تُصَلِّي
وَخَـيْـرُ الزَّادِ فِي الدُّنْيَا iiصَلاةٌ
فَـفِـي الـدُّنْـيَا شَيَاطِينٌ وَلَهْوٌ
فَـيَـنْسَى النَّائِمُونَ عَلَى iiحَرِيرٍ
وَأَنَّ  إِلَـى الـسَّعِيدِ عَظِيمَ iiحَظٍّ
وَأَفْـنَـى عُـمْـرَهُ عِلْمًا iiوَفِعْلاً
سَـيَـنْـجُـو وَالجِنَانُ لَهُ iiمَآبٌ
وَأَنْ يَمْضِي الشَّبَابُ بِنُورِ  iiهَدْيٍ
وَأْلَـجَـمَ  صَابِرًا بِالصَّبْرِ iiنَفْسًا
وَيَـخْـتِمُ مُحْسِنًا إِنْ عَاشَ كَهْلاً










































وَعَـابَ الحُسْنَ iiوَابْتَدَاء الخَرَابَا
وَفِـكْـرٌ  ظَـامِئٌ نَطَرَ السَّرَابَا
وَأَيَّـامًـا  غَـدَتْ عَجَلاً ضَبَابَا
كَـكَـبْـشٍ لَحْمُهُ أَغْرَى iiالذِّئَابَا
وَقَـدْ غَـسَلَ اللُّعَابُ لَهَا الشِّعَابَا
يُـجَـرَّعُ  سَـاهِيًا عَنْهُ iiالعَذَابَا
عَـلا الأَجْـسَـادَ وَهْنًا iiوَالْتِهَابَا
لَـهُ  لُـبٌّ فَـيَـغْـتَنِمَ iiالشَّبَابَا
تُـقَـلِّـبُـهَا  الأَمَانِي لا iiعُجَابَا
رِقَـابَ الـذُّلِّ لَهْوًا iiوَاصْطِحَابَا
مِـنَ الأَحْـلامِ مَا يَعلو iiالسحَابَا
لأَجْـرُوا الـدَّمْعَ خَوْفًا iiوَارْتِقَابَا
لَـمَـا تَرَكُوا الفَرَائِضَ iiوَالثَّوَابَا
وَقَـامُـوا  بَـعْدَ كَبْوَتِهِمْ iiغِلابَا
لَـعَاشُوا فِي الشَّبَابِ كَمَنْ  أَشَابَا
*             *             ii*
لآلامٍ فَـأَعْـجَـزَتِ الـطِّـبَابَا
مَـوَاعِـيـدًا  لِـطِبٍّ قَدْ iiأَخَابَا
وَلا  نَـوْمٌ مَـعَ الأَهْلِ iiاسْتَطَابَا
وَلا رِحْــمٌ لآهَـاتٍ iiأَجَـابَـا
وَلا مَـالٌ وَإِنْ تُـكْـثِـرْ عِتَابَا
كَـمَـنْ  خَبَرَ الشَّدَائِدَ iiوَالحِسَابَا
وَيَـقْـطَعُ مِنْ مَزَارِعِهِ iiالشَّرَابَا
يَـعِـيـشُ جُـلَّـهُم فَزِعًا iiكِآبَا
إِذَا عَـجَزُوا  وَلَمْ يَعْلُوا الصِّعَابَا
إِذَا  رَكِـبَ الـعَـزَائِمَ iiوَالمَهَابَا
سُـيُـوفًـا تَرْتَوِي تَعْلُو iiالرِّقَابَا
وَكُـنْ  فِـيهِ كَمَنْ أَحْيَا الهِضَابَا
لأَجْـعَـلَ  مِـنْ ثَوَانِيهِ iiالعُجَابَا
جَـلابِـيبَ الشَّبَابِ إِذَا iiاسْتَجَابَا
فَـلَـنْ  يُـرْجَـى لَهُ يَوْمًا مَآبَا
*             *             ii*
يَـعِـيـشُونَ  التَّعَقُّلَ وَالصَّوَابَا
صَـلاةَ الـفَجْرِ شَوْقًا iiوَاحْتِسَابَا
لِـشُـبَّـانٍ  وَهُمْ رَهَبُوا iiالعِقَابَا
وَلَـذَّاتٌ حَـوَتْ شَـهْدًا iiوَصَابَا
بِـأَنَّ مَـصِـيرَهُمْ يَبْقَى iiالتُّرَابَا
إِذَا  حَـسُـنَ العِبَادَةَ iiوَالصِّحَابَا
وَإيـمَـانًـا  وَصَبْرًا iiوَاحْتِجَابَا
إِذَا جَـعَـلَ الـصَّلاحَ لَهُ رِكَابَا
وَأَنْ  يَـجْعَل مِنَ التَّقْوَى iiنِصَابَا
عَـنِ الـلَّـذَّاتِ أَوْ فِعْلِ iiالمُعَابا
وَقَـدْ أَعْـمَـى العُيُونَ بِهِ وَتَابَا