عاشق القدس

د. عبد الرزاق حسين

عاشق القدس

د. عبد الرزاق حسين

[email protected]

يا قدسُ يا روضاً تعطَّرَ منْ عبيرِ الأنبياءْ

فانثالَ غيمُ المسكِ منْ أردانهِ نحوَ الفضاءْ

يا قدسُ يا بدْراً تجلَّلَ بالمهابةِ والبهاءْ

فعدا على شمسِ النَّهارِ فصارَ عنوانَ الضياءْ

يا قدسُ يا سرَّ الجمالِ وسرَّ أسرارِ السَّناءْ

عهدي إليكِ موثَّقٌ بيدِ النُّبوَّةِ والسَّماءْ

**

يا قدسُ إنّي عاشقٌ لرواءِ وجهِكْ

يا قدسُ إنّي مغرمٌ بعبيرِ وَرْدِكْ

يا قدسُ إنِّي هائمٌ بوميضِ عينِكْ

يا قدسُ إنّي لاثمٌ لترابِ نعلِكْ

فلْتَرْفُقي يا حُلْوتي بأسيرِ وَجْدِكْ

**

أَوَ تسمعينَ حبيبتي دقّاتِ قلبي ؟

ماذا تقول ؟ تقولُ يا لبيكِ حُبِّي

أَوَ ما تريْنَ دموعَ أشواقي كَغَرْبِ

أمضي لأجلكِ عابراً ونِداكِ دربي

لبِّيْكِ يا قدسي الحبيبة كلُّ وجداني يُلبّي

**

هلْ تذكرين لقاءَنا وعِناقَنا عندَ المساءْ

بابَ العمودِ وعندَ مُنْعطفٍ بزاويةِ الفِناءْ

نمضي لنـزرعَ حُبَّنا ونشدَّ أغصانَ اللقاءْ

قدْ قُلْتِ لي هيّا حبيبي أنتَ ستري والغطاءْ

هيّا ادْنُ منّي أنتَ منّي نحنُ في القُربى سواءْ

هيا ادْنُ منّي واعتنقْني يا أحبَّ الأصفياءْ

قدْ عادَ جهراً سِرُّنا ما عادَ حُبّاً في الخفاءْ

**

فهناكَ ألقيتُ العناءَ كأنَّ دهري قد وقـفْ

وهمتْ سحائبُ عشقنا مطرُ السعادةِ قدْ وَكَفْ

يـا قدسُ قلبي بالإله البَرِّ أقسمَ قـدْ حلـفْ

لا يرتضي أحداً سواكِ لغيرِ وجهكِ ما انعطفْ

لا يرتجي إلاّ رضاكِ فأنتِ وجدي والشَّغَفْ

مُستقبلي زمنُ الحضورِ وأنتِ لي ما قدْ سلفْ