حديث الذكريات
حديث الذكريات
ابن الفرات العراقي
[email protected]
عـتـابك جرح بصدري استقرْ
على شاطئ الصمت عند الضفاف
عـتـابك أوحى بروحي النزيف
أنـا صـرخة في انكسار النهار
ولا جـئـت أحلى أغاني الحياة
وصـوتك هذا الرخيم ...الجميل
فـيـنساب عبر ارتجاف الحقول
عـتـابـك أوجـع لي خاطري
وأدمـى خـيـالي فجيع الجراح
جـمـالـك أوحـى إليَّ الجمال
أغـنـيـك حتى استحال النشيد
أغـنـيـه يصرخ بين الضلوع
أذوب احـتـراقـا وأقتات موتي
مضى ما مضى يا زمان الجراح
فـأنـت مـداري بـهذا السكون
أداري احـتراقي بصوت الرجاء
أنـا صـرخة في مطاوي السماء
وأمـضـغ نـفسي بقايا الشباب
وأوقـدت حـرفي أداري الزمان
رجـعـت وحـيدا بدرب الحياة
وحـيـدا وانـي غـريب الوفاء
أفـتـش عـنك دروب السراب
أفـتـش حـتـى زوايا الزمان
أفـتـش عـني وعنك الطريق
ووجـهـك ذاك البريء الشفيف
أراه عـلـى الـحـب يـغتالني
وعـيـناك سمرا احتواها الفؤاد
فـأن أنـت يوما عزمت الرحيل
أراك مـتـى يـا نزيف الضمير
أراك عـسـانـي بـها لا أفيق
أراك ولـو لـحـظـة يا خيال
أحـبـك حـبـا أمـوت ويبقى
بـلائـي وأنـت إلـي الـبلاء
بـلـيـت بـحـبـك يا منتهاي
ألـح َّعـلـيـهـ نهاري ظلام
فـيـا ويـح قـلبي سقاه العذاب
ويـخـفـق عند الدجى ..موجعا
وقـد كـنـت أغـشاه في داره
وأقـرأ شـعـري بحس غريب
فـأنـت بعمري اخضلال النجوم
زهـدت بـحـبي سلامي عليك
* * *
عـتـابـك أوجـع قلبي الجريح
أتـيـتـك أشـكـوك نار البعاد
لـعـلي أرى من يواسي الوجيع
وألـقي برأسي بحضن الغروب
صـددت فـغـامت بكل الجراح
أتـانـي عـتـابك جم الشعور
فـهـا نـستطيع اختراق السنين
نـسـيـتـك قـط ووالله قـلبي
فـمـن قـال إنـي نسيت يوما
تـيـقـن بـانـي أحـبك حبا
وأهـواك حـتـى تجف العراق
سـأبـقـى أحـبك حتى الممات
وقـلـبـي كـما قد عهدت إليكوطـرفـي بـلـيلي وحيدا سهرْ
يـغـني على موت شعري وترْ
وألـقـى بـقـلـبي بوادي سقرْ
ولـولاك مـا كان صوتي انتشرْ
يـغـازل حـبـك همس القمرْ
خـريـر الـمـياه بظل الشجرْ
ودلَّ الـنـخـيل ورقص المطرْ
وأجـرى دمـائي كسيح الصورْ
أجـر ورائـي هـمـوم البشرْ
قـصـيـدا إلـيه استدام النظرْ
حـيـاة يـفـجر صمت الحجرْ
فـيـدمـي جراحي لهيب الشررْ
ويـبـقـى نـدائيَ .أين المفر؟ْ
مـتـى مـنك قلبي ينال الوطر؟ْ
بـرغـم الـذي قال عني الأشرْ
فـلا يـأخـذنـك مـنـي بطرْ
أصـيـح ومـوت هـنا منتظرْ
وأسـدل فـوق رفـيـف السترْ
إلـيـك شموعا .بصمت السحرْ
مـع الـعـاصـفات ومالي مقرْ
أفـتـش عـني بوادي الضجرْ
وأسـال عـنـك كـفيف البصرْ
وانـي عـلـى غربتي احتضرْ
يـشـيـل خـطـانا ولا مستقرْ
يـلـوح بـكـل ثـنـايا الزهرْ
وذنـبـي لـه طـاعة ..مغتفرْ
ظـمـيـا يـلـوب بليل السمرْ
فـقـولـي وداعـا قبيل السفرْ
بـجـنـبـي نداء فكأسي انكسرْ
خـيـالا . ويـمـنح حلو الفكرْ
ووحـدك كـنـت بـقلبي الأبرْ
يـسـجـل لـلـدهر كل العبرْ
هـشـيـما غدوت بحكم الخبرْ
وبـيـن الـضلوع زها وازدهرْ
وأوشـك بـالـداء أن يـنـفطرْ
ومـا انجاب حتى بروحي اشتجرْ
يـنـاجـي حـبيبا سلا أو هجرْ
فـيـسـمـعـني شعره المبتكرْ
فـيـدفـق مـنـه جمال النهرْ
وأنـت سـنـائـي جميل الحورْ
فـلا صـفو إلا بعد طول الكدرْ
* * *
وحـيـث الـفـؤاد كوته الغيرْ
وهـمـا بـقـلـبي طغى فانتثرْ
ويـصـغـي إليه ويبدي الشكرْ
وأنـفـث هـما بروحي اشتجر
جـراحـي .وعمري غدا معتكرْ
فـكـان على الروح سوطا أمرْ
وصـدرك بـالـغيظ عني أنكدرْ
بـذكـرك دام .. بـه قـد خطرْ
ومـن قـال لـلـعهد قلبي خفرْ
جـنـونـي بـه فاق كل البشرْ
وحـتـى أشـيـع دون الـحفرْ
لـو الموت بين الضلوع استحرْ
حـنـيـن وحـبـك فـيه وقرْ