غزّه مضارب العزّه

د. شفيق ربابعة

د. شفيق ربابعة

قسم العلاقات العامة والإعلان

كلية الإعلام / جامعة اليرموك

[email protected]

(1)

أنظر إلى أطفال غزّة يُقتلونْ

في كلّ صوب واتجاه

أنظر إليهم يُحْرقونْ

والردم فوق رؤوسهم

ماذا عساهم يفعلونْ

والطائرات كما الغمامْ

تلقي القنابل فوقهم

ولحتفهم هم سائرون

قُتِل المئات وشرّدوا

والبعض منهم مُسْعِفون

جُثث الكثير مع النساء تناثرت

حتّى الحوامل أنزلت ما في البطون

دخل اليهود خُزاعةً

بعد الدمار ودكّ ما فيها حصون

قَبْلُ(الشجاعيّهْ) غدت ممسوحةًً

أمست ركاما كلّ ما فيها منون     

وتصيّدوا درّاجة ودجاجة

كلّ الضعون

ما ميّزوا بين المدارس والمساجد

والسجون

والقصف طال زمانه

والعُرْب حقاً نائمون

فمن المحيط إلى الخليج بلا حِراكْ

قاداتهم متجهّمون

رفعوا الأنوف إلى السماءْ

هم في ضلال يعمهون

الحرْق والتدمير والتجويع أمرٌ واقعٌ

والعُرْب هذا يدركون

وعلى الدمار,على الدماءِ وما جرى

يتفرّجون

البعض منهم خائنٌ , متآمرٌ

والبعض مبسوطٌ على سيل الدماءِ

يسرّهم ما يفقدون

شعبٌ تحاصره اليهود وبعض عُرْبٍ من سنين

والآخرون يساهمون       

إنّ الألوف استشهدوا أو جُرّحوا

وجموعهم يتلذّذون

أين الكرامة والتآخي بيننا؟

أمْ أنّنا مستعربون

أم لا نمتُّ إلى العروبة مطلقا

أمْ أنّ بعضاً للهويّة خائنون ؟

-- ----------

في مصر داءٌ قد بدا مستفحلاً

فمع اليهود صراحة يتعاملون

أنظرْ زيارة من يديرُ مخابراتْ

زار اليهود منسّقاً للإعتداءْ

وعلى مضارب غزّةٍ أذكى العيون

وبدا يخون

لَحِقتْ به دولٌ يُقال كثيرة

درب العمالة يسلكون

ولخنق غزّة راغبون ويأملون

ولمحْوها ولهدم أسباب الصمودْ

تسارعوا يتآمرون 

--------

في بعض أقطار العروبة صحوة

خَرج الجموع :تعيش غزّة يهتفون

والعُرْب تحت الإحتلال

أنظرْ لهم يتململون

ولأهل غزّة في صدور عاريهْ

خرجوا لها يستنصرون

وبما علتْ أصواتهم هم يصرخون

سالت دماءٌ دون أمرٍ من رئيسْ

كالإنتفاضة في السجون

ولأهل غزّة أعلنوا

أرواحنا ودماءنا

ولكلّ غزيٍّ تهون

العرْب ماتوا من زمان

واليوم مات المسلمون

 (2)

في غزّة الشهداء نصرٌ واقع

رغم الأذى , رغم الجحود

لكنّهم يتحمّلون ,

للذل لا يستسلمون

إنّ التآمرَ واضحٌ

من عُرْبنا نفرٌ يخون

فمع العدوّ تآمروا

هم في الخيانة غارقون

كم أسرةٍ في غزّةٍ فُقدت بكاملها

من تحت ردم يشمخون

ذي خان يونس دمّروا

ديرْ البلحْ هم يقصفون

مع كلّ حيّ بعرفون

رَفح الصمود جريحة

وجراحها تدمي العيون

البْريج عانت من يهودْ

والقصف قد آذى الجفون

جُنّ اليهود وأرعبوا

من رد فعل الصامدين

في أرض غزّة مخلصون

ضحّوا بما ملكوا وبدءاً

البنون

والمال والأبناء والأرواح

هذا يصنعون

هم في الحياة ُمجاهدون

قد ساعد الأعداء  قصف الطائرات

ثم المدافع من بعيد

ثم الزوارق قربهم مرأى العيون

واستُنفِروا كلّ اليهود

فإلى الملاجيء يهرعون

قد أرْعِبوا من قصف صاروخ البراق

من قصف أبطال بغزّةَ, ذي فنون

ولقد أصيبوا بالجنون

وفي الثوام قصفٌ من جبان

قتلوا الطفولة والمباني والسكون

قتلوا البهائم والمزارع والدجاجْ

إنّ اليهود لمجرمون

أنظر ففي الزيتون والتفاح إجرام وقتل

وانتهاك للحقوق

أُسَرٌ بكاملها تموت

والعُرْب لا يتحركّون

وكأنهم متجمّدون

صمٌ وبكم عُرْبنا

أنظرْ لهم لا ينطقون

بمخيّم نصيرات آلاماً أرى

أما خزاعة والشجاعيه دمار

والعرْب عنها غائبون

مغيّبون

لست أدري ما يكون

في بيت لاهية يموت الميتون

بعد الدمار وقصف جوٍّ حاقد

هم بالمدافع يُقصفون

أنظر ولم يتوقفون

حتى المشافي دمّروا

قصفوا الجراح وكلّ من ماتوا هناك

ولكم يذوق المسعفون

ومدارس أطفالها هم يذبحون

من كاليهود بحقدهم

وبمكرهم وعدائهم

إلاّ عميلا ثم جاسوسا لهم

هم في الحقيقة سافلون

سيئون وخائنون

في أرض يعرب لم يعد متحفّزون

إلاّ رجال وسط غزّة صامدون

وبأرض يعرب من لغزّة ينصرون

او بالشهادة يحلمون

جيل تسمّم فكرهُ

هل للجهاد يفضلّون

أم لليهود يجرّمون

قد سجّل التاريخ في كلّ الصحاف

في أنّ يعْرب ما دروا

بحصار غزّة والدمار

لا بل تعاموا في ضلال يعمهون

واستمتعوا بالعيد في رمضان

وطوال ليل يسهرون

يطربون ويرقصون

وجراح غزّة نازفات

وقوافل الشهداء في ارض الشتات

وبحالهم لا يعرفون

هم بالدماء مضرّجون

والعرْب في كلّ البلاد

من دون اهل خزاعة

في عيدهم يستمتعون

الدين أمسى يُنتسى

وأخوّة الإسلام من إسلامنا

هم يحذفون

أمّا العروبة شأنها

ولّت وماتت دون رجعة أنظروا

العرْب قوم نائمون

الشعب في وادٍ فسيحْ

أحراره مثلي تصيحْ

هل يا ترى قاداتنا

بأنين غزّة يسمعون؟

السيل قد بلغ الزبى

والويل قد ملأ الربى

مات الشعور وقد أبى

حكامنا أن ينضوون

ولأهل غزّة يفزعون

وينصرون

وطبابة لو يرسلون

غير الذين تجسّسوا

وبما يرون يخبّرون

حتى الشحيح من السلاحْ

قد حاولوا كي ينزعون

بخضمّ حرب ها هموا

دول الخيانة والعمالة موقنون

ليجرّدوا أهل القطاع من السلاح

الله أكبر كاليهود يطالبون

فسلاح غزّة للعدوّ مصوبٌ

وكما ترون

يا مصر عار قولكم

هل مات قوم يخجلون

بقي الذين مع العدوّ ينسّقون

هم بالمصاب يتاجرون

عار عليكم يا عرب

هل يا تُرى تتفرّجون

العار يخجل منكمُ

الويل يا أهل المجون

إنّ الدماء بغزّةٍ

سالت وتلعن من يخون

لن يغفر التاريخ للمتآمرين

أرواح من ماتوا بغزّة لعنة

ستصيب قوما صاغرين

ومن اليهودَ يناصرون

أسفي , ويا أسفاه مات ضميرهم

البيرو تستدعي السفير

والحال في الأرجنتين

دولٌ تناصر غزّة

والعرْب أنظر غافلون

يا ويحنا يا ذلّنا لمواقف

بالعار توصف, بالمزابل يركنون

من سوء مافعلوا وغزّة تحترق

فمع اليهود سيحشرون

الله أكبر يا عروبة مابكم

وضح النهار وللعدو تناصرون

يا كثرة مثل الجرادْ

بل ألف مليون وزاد

بالفعل وزن فراشة

وعدوّنا لا ترهبون

في الحقيقة صاغرون

وللعدوّ تساعدون

يا ويحكم هذا جنون

أم في الحقيقة ميّتون

أم بالمذلّة ترفلون

أم كاليهود تفكّرون ’ تخطّطون

لست أدري يا بقايا خسّةٍ

مات الكلام , حلّ الظلام

أم أنّكم متواطئون , متواطئون

وبلا ظنون

(3)

 

غزّه ومضارب العزّه /3

خَجِلٌ أنا فعروبتي مخدوشة

يا ويحهم ممّا جرى لا يخجلون

مدّوا الأيادي لليهود وصافحوا

النتن ياهو طالبوا

كي يمحو غزّة كلّها

ثمّ الخسائر يدفعون

فلقاء باريس الذي قالوا جرى

فيه استعد الخائنون

ليعوّضوا كلّ الخسائر دفعة

بعد القضاء على حماسْ

وسيدفعون

والغير أسواُ منهمُ

عرَب تناشد باليهود

ليقصفون  ويدمّرون

بضراوة وبشاعة

من في الفلا يتحركون

عرَب وتطلب قصف غزّة من يهود

وتسابق العربان في وضح النهار

يشجّعون

خجل أنا, هل ماتت الأحرار في أوطاننا

ماذا ترون؟

عرَبٌ وتطلب من يهودْ

قصف النساء وكلّ مولود ولود

هم خائنون , هم خائنون

خجلٌ أنا فحصار غزّة مؤلمٌ

في مصر يكمن داؤه

هم للحصار المكملون

وكأنّهم لا يخجلون

عرَبٌ أشدّ عداوة للمسلمين

ولصفوة الإسلام في طول السنين

وخيار قوم مؤمنين

وتراكضوا نحو اليهود

لخنق غزّة يضمرون

يتجمهرون , يشجّعون

قد كيّفوا الإسلام مع أهوائهم

حكموا بظلم واستبدوا بالشعوب

ومع اليهود تعاونوا

ولقصف غزّة يرغبون

بل ضد وقف الإعتداء

بل ضد وقف النار, انظر ممعنون

ووراء قصفٍ زائد

يتخندقون

هم يطلبون من اليهودْ

تدمير غزّة كلّها

ليموت قوم مسلمون

وبدينهم متمسكون

قالوا هناك مقاومه

لم تعترف بالإحتلال

في ليلهم ونهارهم يتدربون

لا يخمرون

هم في حصار خانقٍ

ولفكّّه سيحاربون

ستكون أكبر قوّة

بعد انتصار وانتصار

وجموعنا مستسلمون

وشعوبنا سخرت بنا

إنّا ضعاف خانعون

ولذا تراهم سارعوا

نحو اليهود يطالبون

ويد اليهود يقبّلون

ولقصف غزّة يرتجون

خجل أنا فعروبتي مخدوشة

لو تسمعون

خانوا بغزّة والجراح النازفه

لتآمر وتخابر وتحاقر

يا للجنون