بطاقة حب .. إلى القدس
28آذار2009
د. لطفي زغلول
بطاقة حب .. إلى القدس
القدس عاصمة الثقافة العربية
د. لطفي زغلول
| لـكِ فـي الـقـلوبِ منازلٌ ورحابُ لـي فـيـكِ أقـدارٌ ولـي دارٌ ولي لـي الـمـسجدُ الأقصى ولي ساحاتُهُ لـي سِـفـرُ تـاريخٍ أضاءَ سطورَهُ لـي ذكـريـاتٌ لـي أمانٍ لي رؤىً لـي فـيـكِ أحـلامٌ وبـعدَكِ تنتهي تـاريـخُ شـعـبي في حماكِ مسطّرٌ * * * يـا أمَّ كُـلِّ الـمـؤمـنـيـنَ تحيَّةً لـكِ فـي الـنـضالِ كتائبٌ وملاحمٌ لـم تَـخـضعي لم تركَعي يَوماً ولم يـا نـسـمـةَ الـمجدِ التي ريّاكِ ما تـاريـخُـنـا .. بـكِ أشرقت أيّامهُ يـا صـبـوة لـم تخب يوما نارها إنّـا عـلـى عـهـد الـفداء ووعده * * * ولـقـد ورثنا الحَقَّ فيكِ عن الجُدودِ والـغاصبونَ حِماكِ ما عرفوا الأمانَ * * * يـا قُـدسُ بَـعـدَكِ لم يَعدْ رشدٌ لذي إنّـا حـمـلـنـا جُرحَكِ الدّامي وما كـيـفَ الـسَّـبيلُ إلى سَلامٍ ساعةً بِـكِ نَـحـنُ نَـمـضي للسَّلامِ معاً الـبُـعـدُ عَنكِ خَطيئةٌ .. البُعدُ عَنكِ الـبُـعـدُ عَـنـكِ هَـزيمَةٌ ومَهانَةٌ وزَمـانُـنـا مَـحـزونَـةٌ أيَّـامُـهُ * * * يا قُدسُ مهلاً لا يَصحُّ سوى الصَّحيحِ حـاشـا لـشـعـبِـكِ أن تَلينَ قناتُهُ الـعَـهـدُ .. أنَّـكِ حـقُّنا لا تَقنطي والـوَعـدُ وعـدٌ أن يـكونَ لنا وإن فـرسـانُ مجدِكِ لم يزالوا في الحِمى ألـعـاشـقونَ ثراكِ .. ما زالوا على * * * يـا قُـدسُ أنـتِ لـنـا وإن تتغيَّرِ يـأبـى عـريـنُكِ أن تُضامَ أسودُهُ كـم غـاصـبٍ سـمَّـاكِ دارَ مقامِهِ خـابَ الـغـزاةُ فـما استقرَّ مُقامُهم نادى حُماةَ رِحابِهِ .. والمَسجدُ الأقصى والـلَّـيـلُ مـهـما طالَ آتٍ فجرُهُ | يـا قـدسُ أنـتِ الـحبُّ والأحبابُ أرضٌ ولـي أهـلٌ ولـي أنـسـابُ والـمـنـبـرُ الـمغدورُ والمحرابُ مـجـداً .. صـلاحُ الدّينِ والخطّابُ لـي فـيـكِ غاليتي .. صِباً وشبابُ الأحـلامُ .. بـعـدَكِ تُـقفرُ الألبابُ شـهـدتْ عـلـيـهِ .. مآذنٌ وقبابُ * * * لـولاكِ كُـلُّ الأمـنـيـاتِ سرابُ لـكِ فـي الـسّلامِ .. شريعةٌ وكتابُ تكسرْ شُموخَكِ في الصِّعابِ .. صِعابُ زالـت عـلـى أيّـامِـنـا تَـنسابُ مـهـما ادّعى الفرقاءُ .. والأحزابُ بـهـواك يـجـمـعـنا دم وترابُ شـهـدت لـنـا الازمان والاحقاب * * * فـنـحـنُ نَـحنُ الأهلُ والأصحابُ زمـانُـهـم فـيـه أسـىً وعَـذابُ * * * رشـدٍ .. ولا لذوي الصَّوابِ صوابُ زالـت تُـعـربِدُ في الصُّدورِ حِرابُ مـا دامَ فـوقَ تـرابِـكِ الأغـرابُ ودونَـكِ لـن يَسيرَ إلى السَّلامِ رِكابُ فَـجـيـعـةٌ .. الـبُعدُ عَنكِ مُصابُ والـعَـيـشُ دُونَـكِ لـعنَةٌ وعِقابُ وفـصـولُـهُ بـيـنَ الفُصولِ يَبابُ * * * ولا يَــدومُ الـبَـغـيُ والإرهـابُ شَـهـدَ الـزَّمـانُ بـأنَّـهُ غَـلاّبُ مــا دامَ حـقٌّ خـلـفَـهُ طَـلاّبُ طـالَ الـزَّمـانُ مـع الغُزاةِ حِسابُ لـم يـدبـروا يوماً .. ولا هم غابوا وعـدِ الإيـابِ ولـن يـطولَ غيابُ * * * الأسـمـاءُ والألـقـابُ والأثـوابُ وتَـسـودَ سـاحـاتِ الـعرينِ ذِئابُ وهـمـاً .. ودارُ الـغاصبينَ خَرابُ مـرّوا عـلـيـكِ كـما يمرُّ سَحابُ إذا نَــادى الــحُـمـاةَ يُـجـابُ ولـنـا لـحـضـنِـكِ عودةٌ وإيابُ |
