وَآبَتْ....

هيفاء علوان

وَآبَتْ....

شعر: هيفاء علوان

(مهداة إلى الفنانة القديرة المؤمنة (شهيرة)، حفظها الله تعالى وسدَّد خطاها)

طوبى لمنْ طاولَ الشيطانَ وابتدرا   طوبى لمنْ صاولَ الطّغيانَ وانتصرا

طوبى لغـادَةَ كانَ الفَنُّ شـِرعَتَها    فَجاوزَتْهُ ُ، وكان النَّصرُ قـد قُدِرا

طوبى لغـانيـةٍ بيضٌ خصـائِلُها    كانت تُنـوِّرُ دنـيا تَسحر النَّظرا

تُمجِّـدُ الفَـنَّ ، يا لَلفَـنِّ مُطَّلباً!!    الهمّ مجد ٌ..عسى أن تسكُنَ القمَرا

تمجُّدُ الفنَّ ، بلْ تَغذوهُ من دَمها !!   رَوحاً وراحاً وشهداً باتَ مُنهمِـرا

تمجُّدُ الفنَّ تَروي كلَّ ذي  فننٍ    في الروضِ تَسقيهِ من تِرياقِها الشَجرا

فغايةُ العُمرِ أن تحظى بمنزلـةٍ    تُفرِّجُ الهَمَّ .. أو تسـتأصِلُ  الكـَدَرا

تبغي وتـأملُ  تشريفـاً ومنزلةً     فوقَ الكواعِبِ  حتى تسـبِقُ الأُمَرا

كانت تصلّي وجُرحُ القلبِ  ملتهبٌ   النفسُ تشدو وقلبُ الأختِ قد عُصِرا

بيـنَ الضلالةِ والإيمانِ مُعتركٌ     يفوزُ فيـه أخـو الإيمـانِ  مُنتصِرا

صبراً على الغيِّ والأهواء ياعضُدي    بداية  الفجر خيـطٌ يبهرُ البصرا

صَبراً على النَّفسِ تُدمي كلَّ بارقةٍ     في غمرةِ الفَنِّ ضاعَ الخيرُ واندثرا

يا من تُريدُ رِضى الرحمن، يا أملاً     أعدّ ربّي لكِ الجـنّاتِ والنَّـهرا

مع النبيّيـن والأبـرارِ فـي عَدَنٍ    مع الأحبَّةِ ، والغُفـرانُ قد  قُـدرا

طوبـى لغانـيةٍ طـابتْ منابِتُها       ففي الحنايا سـؤالٌ كان مُبتـدِرا

يُعصى الإلهُ ويُدمى المؤمنونَ لظىً    ومن سِواهُ برى الأنواءَ والصورا؟!

نسعى لغيرِ طريـق الله ، بُغيتنا      دنيا ومالٌ نمـا، كالنهر حيثُ جرى

فما الدراري وما الأضواءُ يا أملي   إذا الظلامُ دَجى والقلبُ حيثُ كُسِرا؟

فؤادي تبصّرَ إنَّ في الوجهِ حُلكةً       دجاها بُعادٌ عن الإيمانِ ، يا قمرا

ولَّى الشبابُ طعيناً والرَّدى عَجِلٌ     ماتَ الرَّبيعُ وكـانَ الضّوعُ مزْدَهِرا

إلى الإلهِ مـآلي ، لم يَخِب أملي       إياهُ أدعو وأرجو العفـوَ والظَفَرا

كم ذا فرحتُ، وإنشادي يؤجّجُني     قُم خَضِّب الكفَّ، هاتِ القولَ مُبتدِرا

هذي الكتائِبُ تُعلي رايَ شِرعَتِنا     وها هوَ المجدُ مختالٌ ، وما قُهـرا

هذا الشعاعُ سَما من بعدِ  غُربتهِ       وجدّدَ العَهدَ والإيمانَ ، قد  طهُرا

حمداً إلهي تقولينَ لمنْ  طَـربٍ      وتبسُـمينَ رضـاً والقلبُ قد فَخَرا

أخيَّتي عُـدتِ بعدَ البَينِ وافَرحاً      إلى الهدايةِ وانُعـمى ، أيا قمـرا

أُخيَّتي الدَّمعُ قـد هلَّتْ بـوادرهُ       من الحُبورِ فكنتِ الصيّبَ المطرا