يا سيد الخلق

عبد الحق حمادي الهوّاس

يا سيد الخلق

في ذكرى الإسراء والمعراج

د. عبد الحق حمادي الهوّاس

وأسـعد العيـش بالإيمـان يحتفـلُ
وأرخص المرء بالعصيـان ينشغـلُ
وبـالرسـول  نبيـاً دونمـا زلـلُ
ونـوّروا الكـون بالقرآن وابتهلـوا
زَيْفَ الغرائـز إنْ مالت بهم عـدلوا
فوق الصغائـر  إن قالوا وإن فعلوا
كأنَّما وفـق ما شاؤوا لهـا جُبلـوا
وكنتَ أعظـمَ ما سنّوا وما حملـوا
ونـورُ معجـزةٍ بالحـقِّ تمتثـلُ
وأفضل الناس إذ ما يضربُ المثلُ
إن قيل ظفرك ألقى روحه  الرجلُ
ومـا تزعزع إيمـانٌ وما وجـلوا
والمـرء تعـربه الأفعال لا الجُمَلُ
سماعَ  ما حمل المأمـول والأمـلُ
وطأطأ الشرك والأصنـام والدجلُ
ثباتُ من صدَّقـوا لمّا بها سئلـوا
ونحني عند مَنْ  ضحوا وما بخلوا
والباذليـن نفيسَ الروح  إنْ بذلوا
والعامليـن إذا ما يُتقـنُ العمـلُ
والحاملين لها أضعافَ ما احتملوا
والثابتيـن إذا ما زُلـزل الجبـلُ
يعلو بها الحقُّ والقرآنُ والرسـلُ

ما أجمل الأرض بالإسـلام تكتمـلُ
وأسوأ  العمـر بالإلحـاد منقضيـاً
طوبـى لمن آمنوا بالله واحتسبـوا
وأسـلموا النفسَ للبـاري توحّـده
وطوّعوا رغبةَ الإنسان واحتقـروا
وعظّموا نعمةَ الأخلاق وارتفعـوا
وهذَّبوا النفس ما أغـراهمُ عـدمٌ
وكنـتَ يا سيـدي تجلو لهم ظُلُماً
محمدٌ صفـوة البـاري ورحمتـه
يا سيد الخلق من عُرْبٍ ومن عجمٍ
نفسي فداك وهل في النفس مفتخرٌ؟
لله من حضروا الإسراء وابتهجوا
رجال  أحمد والإيمـان يعربهـم
كأنمـا شاهدوا الإسراء وانتظروا
فزُلـزل الكفر والأوثان  والخللُ
إن نحتفِ اليوم بالذكرى فشاهدها
ونذرفُ الدمع للأقصى وصخرته
الصالحين  وآياتُ العظيم هـدى
والسائرين وهدي المصطفى عَلَمٌ
والصابرين على البلوى بلا وهنٍ
والواثقيـن بنصـر الله إنْ ثقلتْ
أبشرْ فتى القدس فالراياتُ  قادمةٌ