ليلُ مكّةَ
شعر: محمد ضياء الدين الصابوني
يا ليلَ (مكةَ) أنتَ الـنـورُ مَنْبَعـهُ فطبتَ ليلاً وطابَ الخيرُ دفّـَاقا
غرّدتُ في (مكةٍ) أرضِ الهدى وهَوى كلِّ النفوسِ، وذابَ القلبُ أشواقا
سَقْياً ورَعْياً لأيـامٍ لـنـا سَلَفَـتْ بمكةٍ ما أحيلى العيشَ مِغـْداقـا
يا (شاعراً) وهبَ الهـادي مدائِحَهُ يفنى الزمانُ ويبقى الشعرُ رقراقا
الشـعرُ وحي وإلهـامٌ وعاطـفـةٌ والشعرُ ماحرَّكَ الوجدانَ إنْ ضَاقا
إنـّا عشـقـنا الهُدى ذقـنا مَحبَّتَهُ حتى دُعينا لدى الأحبابِ عُشَّاقا
لولا المحبـةُ ما راقـتْ عواطِفُنـا ولا سَعِدْنا، وعادَ العيشُ إرهاقـا
ما أبهجَ العيشَ في ذكرِ الحبيبِ وقَدْ صَفَا الزمانُ، وكان القلبُ مشتاقا
وكَمْ شربنا كؤوسَ الحُبِّ صافيةً وأورَقَ الحبُّ في الأضلاعِ إيراقا!
فَتَسْكُنُ النفسُ في نُعْمى وفي رَغَدٍ ولا تُفَكِّرُ في الأعبـاءِ إطلاقـا
يا (أهـلَ مكةَ) حيّـا اللهُ مَعْدِنَـكمْ لازلتـمُ مَوْئِلاً للـنفسِ أعْلاقـا
يا (أهـلَ مكةَ) إني قـر عَرَفتُكـمُ وقَدْ لَمَسْتُ بكم حُبّاً وإشفـاقـا
أنا المقيمُ على حِـفـظِ الـودادِ إذا تكدَّرَ العيشُ للأحبـابِ أو راقـا
يا ما أحيلى ليالي الأنسِ عامرةً في (مكةٍ) حيثُ جَوُّ الأنسِ قَدْ راقا
أخـي (محمدُ) قَدْ راقتْ شمائِلُـهُ وطابَ جَـوْهَـرُهُ للخيرِ سَبّاقـا
تَهـتزُّ للشعرِ والألحـانِ في جَذَلٍ لازلتَ للشعـرِ والآدابِ ذَوَّاقـا
أُخـوةٌ نَسَجَ الـرحمـنُ عُـرْوتَها وأشرقتْ في رياضِ الحُبِّ إشراقا
فنحنُ في (جَلْسَةٍ) بالأنسِ حَافلةٍ والعيشُ صَافٍ ونَجْني الودَّ تِرْياقا
فعشْ سَعيداً ( ببيتِ اللهِ ) مغتبِطاً تَصونُ عَهْداً ، وتَرْعَى الودَّ أخلاقا
حيّـوا معي ذِكْرَ أيامٍ لـنا سَلَفَتْ كالشّهدِ طيباً وكالآمالِ إشـراقـا
ما كـانَ أطيَبَها مَرَّتْ على عَجَلٍ فاعذرْ فؤاديَ مِنْ شكواهُ ما لاقا !
صلّى الإلهُ على الهـادي وعِتْرَتِهِ ما حَرَّكَتْ نَسَماتُ الرَوْضِ أورَاقا