شوقٌ وحُرقة
شعر: د. محمد وليد
المسـك ملءُ رُبـاكَ والعَبـَقُ والـنورُ ملءُ ثراك والألقُ
شَطَّ المـزارُ إلـيكَ وانقطعت بالسـالكين لحبِّكَ الطّـُرقُ
فمتى أعـود إلـيك يا وطنـي وتعودُ لي روحـي فأنطلقُ
إنـي لأذكـرُ موطـني وَلَهـاً في غربتي فـأكادُ أختـنقُ
أهواك يا وطنـي وكـلُّ هوىً مـن قـلبكَ المِعطاءِ ينبثـقُ
أهواكَ فـي الواحات ناضـرة أهـواكَ في الأمواه تَصطفقُ
فـي الشَّـط مفـتونـاً بموجته تـأتي إليـه وكلُّـها نـزقُ
في الرمل.. في دمع الغمام.. وفي بوح الروابي هزّها الغدقُ
أهـواكَ فـي الأنسام عاطـرةً يـهفو إليها النورُ والغَسـَقُ
في الفجر.. في صوت الأذان وفي الليل البهـيم يشقه الفَـلَقُ
في المسـجدِ المعمـور مؤتزراً بالطهر والأنوار.. يـأتلـقُ
فـي زحمـة الأسواق عامـرة بالطـيبين لـرزقهم سبقـوا
فـي المشربيات التي سـكرتْ فيها العيونُ الحورُ والحَدَقُ
في فسـحة الدار التـي عشقتْ أضيـافَها ..وضيوفُها عَشِقوا
فـي بـركـة للماء.. صافيـة يلهو بـها.. نيلوفـرٌ عَبِـقُ
وزنـابـقٌ بـالحُسن تـائهـة يرنو لها المنثورُ والـحَبَـقُ
وطنَ الهَوى .. ما زلتَ تذكرني أم ضاعت الأشواق والحـُرَقُ
أوتذكرُ الطـفل الـذي دَرَجتْ أحلامُـه بربـاكَ تـنطـلقُ
سعـِدتْ بـه دُنـيا طفولتـهِ فجرى مع الأصحاب يسـتبقُ
ما فـيه مـن هـمِّ الحياة سوى طـيارةٍ أردانُــها .. وَرَقُ
وسـفينة فـي اليـمِّ من قصبٍ يلهو بـها.. وقُـلوعُها مِزَقُ
إن كـنتَ تـنساه فـقد علقـتْ في قـلبهِ ذكـراكَ تـلتصقُ
أهـواكَ يا وطـني وكلُّ هوىً من قلـبكَ المعطـاءِ ينـبثقُ
يـا واهـبَ الأيـام بَهـجتَهـا إنْ غَالها التسـهيدُ والرهـقُ
فـي كـل ركنٍ من ثراكَ هوىً في خافقي ما زالَ.. يحترقُ..
قـد مـرّت الأيـام تُسرعُ بـي والسّـُهدُ في عـينيَّ والأرقُ
وانـصبّـَت الأحزان مترعـةً فـي القلب فهو بدمعه شَرِقُ
فمتى أعودُ إليـكَ يـا وطنـي وتعـودُ لي روحي.. فأنطلقُ