حنين

محمد وليد

حنين

شعر: د. محمد وليد

حـنَّ الغريب وحـنّت  البلدُ     إلفان بينهما الـهوى.. كبدُ..

من كـان دارَ الخـلد مفتقدا     إنـي جنـانَ الشـام أفـتقدُ

في النفس فيض من لواعجها     والـقـلب بالأشواق  يتـقد

وتـهدني الأيام فـي.. جلدي    مالي على طـول النوى جلد

إن نـام قومٌ عن هوى  وطنٍ    وطـني هـوى بالقلب يتحد

*  *  *

كم كان يلقاني بها .. بـردى     إذ  رحـت بين الدُوح أبْتردُ

فيـبثني الشكوى .. يعاتـبني     وأبـثه حـزني وما أجـد

يا ويـحَ قـلبي في صـبابته     النـفسُ في بـلواه  والجسد

ذَكَـرَ الحمي في الليل منفردا     فجرتْ دموع العين تضطرد

*  *  *

يا زهر.. يا أنـسام.. يا بـلدُ     يا حب.. ياأشواق.. يا كمدُ

هـل تُـرجع الأيـامُ فرحتَنا     والـدهر يُوفينا الذي يعد؟!

فـي الـلاذقية فـي مرابعها     حيث الحمي والأهل والولد

كـنا أحـبتُـها وكـان لـنا     دهـرٌ أغـرُّ  وعيشه رغد

نصطاف في سلمى .. وجنتها     روض أغـنُّ  وطائر غرد

وإذا النـفوس هفـتْ  لمبتردٍ     رحـنا إلى الشطئان  نتبرد

*  *  *

يـا لاذقـيةُ أين .. مدرستي    أيـن الطفولةُ مالها أمـدُ؟!

أيـن الرفاق بـها وما لعبوا     أيـن الأناشيد التي نَشدوا!؟

أيـن الطباشير  التي كسروا    أين التلاوين التي.. فقدوا!؟

أيـن  الحكايات الـتي نقلوا    أين المواعيد التي.. وعدوا!؟

يـتلاكمون  إذا همُ  غضبوا    وتـعود  وحدتُهم إذا سعدوا

يا طـيبَ عـهدِهمُ  وطيبهم     سكنوا  الفؤاد وإن هُمُ بعدوا

عـهد أراه يـمر في خلدي     مـرَّ الغمام فـيزهر الخلد

يـا لاذقـية .. يا مُـعذبتي     تـهفو إليكِ الروح والـكبد

*  *  *

ما كـنت  أحسبني مـفارقها     أو أن إسـلامي سيضطهد

قـد دارت الأيـام دورتـها     يا ويـح أيـامي .. وما تلد

أدى أحـبائـي   شهادتـهم     فمـضوا ولم يحفل بهم أحد

لكـنني والـهمّ.. يـحزبني     ما خـانني  الإيمان والرشد

ما خاب دون الخلق معتمدي     فأنـا على الخلاق .. أعتمد