مجاهد

سليم عبد القادر

مجاهد

شعر: سليم عبد القادر

ماضٍ، وأعرفُ ما دربي وما هدفي   والموت يرقص لي في كلِّ منـعطف

و ما أبالي به – حـتّى أُحـاذره -   فخشيةُ الموتِ عندي أبـردُ الطّـُرَف

و لا أبـالي بأشـواك و لا مِحـنٍ   على طريقي، وبي عزمي، ولي شغفي

أنا الحُسام، بريقُ الشمس في طرفٍ   منّي، وشفرة سيف الهند في طـرف

و رُبَّ سـيلِ سـالَ  من كَلِـمـي   ورُبَّ سيلِ جـحيمٍ سال من صُحُفي

أهفو إلى جنّة الفـردوس محتـرقاً    بنار شـوقي إلى  الأفياء و الغُرف

*    *    *

يا دهر ، ماذا من الأيام أطمـع في   سعودهنَّ ، وما فيهـنَّ يطمع في !؟

إني سئمتُ هوى الدنيا  وزهرَتـها   وملَّ قلـبي ذُرا روضاتها  الأُنُـف

و قد بلـوتُ ليـاليـها  وأنهُـرها    فتىً ، وحـزتُ لآليها  من الصَّدف

فلم أجد غير درب الله درب هـدىً    وغيـر ينـبوعـه نبعـاً لمُغترفِ

فطرت أسعى إلـيه أبتـغي تلـفي    بـه ، وربَّ خـلود كان في تلـف

والناس تصرخ: أحْجم، والوغى نشبتْ  والله يـهتـف بي: أقـدمْ ولا تخفِ

ماضٍ، فلو كنتُ وحدي والدُّنى صرخت بي: قفْ، لسرتُ فلم أبطئْ ولم أقفِ