ساعة حزن
ساعة حزن
ابن الفرات العراقي
[email protected]
أريـدُ الـغـنـاءَ وصـوتـي عـليلُ
ومـاذا عـسـانـي وعـمـري انكسارٌ
أريـد ونـفـسـي احـتـراقُ الـزمان ِ
لأبـكـي عـلـى لـوحـةِ الـذكـريات
أريـد الـبـكـاءَ فـجـرحي عـميـقٌ
أنـا جـرحُ هـذا الـشـقـاءِ البغيض ِ
وأنـّى أقــولُ لــكــلّ الـجـراح ِ
لـقـد داهـمـتـنـي سـيـولُ الفناءِ ِ
أريـد الـبـكـاءَ عـلـى الـراحـلين
فـعـالـمـنـا الـعـربـيُّ ارتـجـافٌ
نـمـوتُ جـمـيـعـا بـكـفِّ الزناة ِ
أبـو لـهـب ٍعـاد فـيـنـا يـنـادي
وعـادوا جـمـيـعـا مـن الـلاوجـود
وعـادت بـنـا الـلات فـي جـلـدنـا
ودارَ الـزمـانُ ومـاتَ الـصـهـيـلُ
وودّع َ درعـي احـتـضـانَ الصدور ِ
وتـبـكـي عـلـى موت نفسي الرماحُ
وعـادت( سـجـاحُ )مـدارَ الـنـفاق ِ
وكـنـتُ رثـيـتُ أنـا مـوتَ أهـلي
وعـاثـت بـنـا فـي الـمدى العاتياتُ
فـيـا يـا حـلـوتـي يا مساءَ الجراح ِ
أبـغـداد أنـت ألـغـِنـا والـغـنـاء
فــيـالـك مـن مـهـرة ٍلا تـُطـالُ
فـأنـت أمـيـرة ُ قـصـر ِ الـرثـاء ِ
تـطـيـرُ الـنـوارسُ مـن حـزنـِها
وشـَعـْرُك لـيـلٌ حـزيـنُ الشعـور ِ
ونـام َعـلـى شـرفـة ِالأمـنـيـات ِ
تـُعـَانـقُ فـخـرا ً عـَنـانَ الـسماء ِ
ويـحـضـنُ دجـلـة َ ثوبُ الغروب ِ
أنـا جـرحُ شـَعـْب ٍبـوقـد ِ الـبلاء ِ
تـفـشـّى بـنـا الـموتُ، أين العلاجُ ؟
وصــارَ وزيـراً دنـيءُ الـطـبـاع ِ
وصـارَ الـنـفـاقُ شـعـارَ الـبـلاد ِ
ولـعـبُ الـقـمـار ِ وشـربُ الـعقار
وهــزُّ الـخـصـور ِ ومـيلُ النحور ِ
ونـُحـْسـِنُ رَصَّ الـفـخـوذ ِ امتهانا ً
هــنــا فـي بـلادي وكـل الـبـلاد
أتـتـنـا عـَمـايـاتُ نـار الـشـرورِ
تـفـشـّى الـوبـاءُ ونـاءت بـِحـمل ٍ
وجـيـشُ الـعـروبـةِ أضـحـى عياءً
وحـكـَّامـنـا مـثـل بـاقـي الـنساءِ
وخـِصْـرٌ تـلـوّى يـُجـيـدُ الـفنونَ
وصـاروا عـجـولاً كـبـاقـي العجولِ
وأهـلُ الـعـبـاءآتِ فـي لـهـوهـم
لـمـاذا عـلـى الـعـار يرضى الجميعُ
لـمـاذا الـمـزابـلُ تـخـمـى بأهلي
لـمـاذا الـخـيـولُ تـمـوتُ ارتعاشا َ
هـنـا الـشـعرُ يبكي انحسارَ الحروف ِ
هـنـا عـنـتـرٌ بـاع لـَمـْعَ السيوفِ
هـنـا الـمـتـنـبـي يـستدرُّ الصهيلَ
ويـَمْـسـحُ زيـفَ الـمـقاعـدِ جـوعاً
هـنـا يـا بـقـايـا زمـان ِ الـحصارِ
وداعـاً زمـانَ الـرجـال ِ الـرجـال ِ
وداعـا ً(فـعـولـن) لـقـد ودّعـتـنا
سـأحـرقُ كـلّ قـصـائـدِ حـزنـي
فـَلـُمـّي نـفـاياتِ بعـض ِ الحروف ِ
سَـتـُطـوى كـتـائـبُ هوج ِ الرعودِ
وأنـّي شـظـايـا الـدم ِ الـمـستباح ِ
غـداً سـوف تـبـزغ ُشـمـسُ النهار ِوأبـغـي الـوصـولَ ودربـي طـويلُ
وغـربـة ُ قـلـب ٍ بـمـوتـي أقولُ؟
عـلـى أيّ درب ٍ يـكـون الـدخـولُ؟
فـكـيـف يـكـونُ لـبيتي الوصولُ ؟
وشـلـّت يـداي وروحـي الـفـُصولُ
مـتـى لـلـشـجـا سـيكون الأفولُ ؟
وداعـا ً،وأنـّي جـفـانـي الـخـليـلُ
وعـادت عـُجـالـى لـقـتلي الـمغولُ
وكـيـف لـقـبـري يـكـونُ السبيلُ ؟
وخـيـلُ الـغـزاة لـهـُنّ صـهـيـلُ
ويـقـتـلُ لـيـلـي بـليلي الـعـويلُ
لـِحـَلّ بـهـ تـُسـْتـَدامُ الـحـلولُ
وجـودا، وشـعـبـي بـشـعـبي قتيلُ
وتـُعـْـبـدُ حـتـى صـلاتي شـُكولُ
وسـيـفـي اصـطفاهُ بيأسي الـفـُلولُ
وتـبـكـي عـلى السرج لهفى الخيولُ
وفـيـنـا الـجـبـالُ هـَوَتْ والسهولُ
وطـالَ الـمـنـاصـبَ فـيـنـا الذليلُ
بـهـم راحَ يـنـهـشُ غـولٌ وغـولُ
ولـلـموت ِفي شاطـِئـَيـْنا هـُطـولُ
نــهـارُك حـزن ٌ ووعـدي خـجـولُ
وأنـتِ لـروح ِ دمـي الـسـلسبـيـلُ
شـمـوخـا، ًودون سُـراهـا الـوعولُ
بـكـتـْهُ عـلـى عـُريـهـنَّ الطلولُ
وتـشـكـو جـفـاهـا لـنهري السيولُ
تـَنـَاثـَرَ تـِيـهـا ً كروحي يـَمـيـلُ
لـِيـَرْقـُصَ في وهـجـها المستحـيـلُ
وتـَشـْمـَخُ رغـم الـفـؤوس ِ النخيلُ
وجـسـرُ آلـمـها فـيه أنَّ الـزمـيـلُ
وفـيـض ِ الـوبـاء ،مـتى يا طبولُ ؟
وفـوضـى الـصـراعات فينا تـطولُ
وقـامـَتْ عـلـى الـدست ِتنهى الذيولُ
وبـيـعُ الـضـمـيـر بنا يـستطيـلُ
ولـلـنـرد شكــرٌ تـعـالى جـزيـلُ
طـريـقُ الـثـراء بـنا والـقـَـبـولُ
ونَـثـْرُ الـشـعـور بـهـا نـسـتميلُ
يـمـوتُ مـن الجوع مـَنْ لا يـمـيـلُ
وفـاضـت بـنـا بـالـدماء الحـقـولُ
سـيـوفُ الـتـفـرّق ِ فينا تــَغـُولُ
عـلـى أهـلـهِ واستـَعـَرّت عـقـولُ
ســريـرٌ مـوشـّى وكـأس شـَمـُولُ
وفـوق الــسـريـرِ غـرامٌ قـتـيـلُ
إلـى الـسـلـخ تـمشي لواها الذهـولُ
لـذبـح الـفـضـيـلـة فيهم مـيـولُ
ويـغـفـو على الـذل مـِنـّا الحؤول؟
وفـيـنـا اسـتـطـالَ وطال الغـُلولُ؟
وفـيـنـا الـذمـيـم ُ لـه ما يـقـولُ؟
وأوزانـُه لــيـس فـيـهـا فـَعـُولُ
ومـاتَ مـن الـجـوع ِفينا (( جميلُ ))
بـه فـوق مـآبـي وألـوتْ صُـلـولُ
وأحـذيـة ً يـرتـديـهـا العـمـيـلُ
أسـودٌ عـلى الـمـوت راحتْ تـَصولُ
هـنـا بـالـتـحـدي لـنـا ما يَـؤولُ
روابـي عُـكـاظ ٍ ومـاتَ (الـخـليلُ)
ولـيـس بُـكـائـي عـلـيـهـا يطولُ
فـأنـّي الـرمـادُ وجـرحي خـَضيـلُ
فـبـرقُ الـلـيـالـي سُـراها قـُبولُ
عــلـى كـلّ درب ًوقـلـبٌ ثـَكـُولُ
وتـُكـْشـَفُ عـن ليل ِ شعبي السـّد ولُ