سادنُ الروضة مات
سادنُ الروضة مات
يحيى السَّماوي
سادنُ الرَّوضة ِ ماتْ !
شَقت ِ الأزهارُ زِيقا ً ..(*)
والفراشات ُ ارتدَتْ ثوبَ حِداد ٍ
وأقامتْ مجلسَ الصَّمت ِ الرَّبابات ُ
وألقتْ بالحروف ِ الكلمات ْ ..
والمَرايا فقأتْ أحداقها ..
والشرُفات ْ :
أطبَقتْ أجفانها
خشيَة َ أنْ تبصرَ جثمان َ الهوى ..
والرَّبَوات ْ :
رثت ِ العُشبَ ..
فما عادَ الندى يلثمُ خدَّ الزهر ِ !
حَلَّ القحْط ُ في الواحات ِ
فالنهرُ عليل ٌ
والينابيع ُ مَواتْ .. !
أطعِمي للنار ِ ميراث َ مُغنيك ِ
فما نفع ُ الرَّبابات ِ إذا العشق ُ قتيل ٌ
والمواويل ُ سُبات ْ ؟
اللقاءاتُ التي
نحفظها عن ظهر ِ شوق ٍ
كمواعيد ِ الصَّلاة ْ ..
والمساءاتُ التي
نشربُ فيها بكؤوس ِ اللثم ِ
خمرَ القبُلاتْ
والصّباحاتُ التي
تسكرُ فيها من خطانا الطرُقاتْ :
لم تعُد غيرَ سراب ٍ
في فلاةْ !!
فاكفري بيْ ..
لم أكنْ أوَّل َ ربٍّ في الهوى
تجْحَدُهُ " عُزّى " و " لاتْ " !!
(*) الزيق : فتحة الثوب عند الصدر .