لآلئ العذاب
لآلئ العذاب
خضر محمد أبو جحجوح
مخيم النصيرات/ غزة
عضو اتحاد الكتاب الفلسطينيين
عضو رابطة أدباء الشام
إلى الزهرة دلال أبو عيشة التي دمرت أبشع آلة إجرام شهدتها البشرية منزلهم فوق رؤوسهم بالصواريخ والقذائف ففتتَّ عائلتها: أبويها وأخويها (سيد ومحمد) وأختها (غيداء) ولم يبق لها من ذكرياتهم إلا قط كان يبكي على الأطلال
لمن أهدي دموعَك يا دَلالُ؟!
وفي هُدبيك فسفورٌ
وأشلاءُ
وفي كفَّيك طلقاتُ
ورعبٌ في شظايا الموت ينثالُ
وغيداءُ
خيال في ثنايا ثوبها الملهوف تختالُ
فيا تفاحَ خَدَّيْها استرح في روضة اللَّيلك
وخبئها بجفن حمامةٍ بيضاء نائحةٍ
ترفرف بين أطلالٍ تواريها
وسيِّدُ في دم الشُّرُفاتِ أمنيةٌ
تسجِّيه الفراشاتُ
على أهداب قنبلةٍ
تشظَّت في محمَّدِ حين ناداه
ليحضنَ أمَّه وأباه ملهوفا
فندَّت صرخة ذابتْ
بلا شفتينْ...
لمن أهدي دموعكِ يا دلالُ؟!
و في عينيك أطلالُ
وشوك الحزن موَّالُ
وهذا القطُّ في كفيك عنوانٌ
وسلوانُ
...
سأهديها لقبَّرةٍ
تفحَّم عشُّها ليلا
لسوسنةٍ تقطَّر لحمها سيلا
لأهداب السُّنونو
في فضاء الموت مذهولا
لنورس رحلتي، وحطام أنسجتي
ونرجسِ قصَّتي، ورخام أغنيتي
لنسرينٍ تلوَّى في هشيم الدَّمعة الثكلى...
لهذا الوحش مزهوا...
تسربلَ في دمِ الأزهارِ أهديها...
وجفنٍ في ركام الغيم يبكيها..
وذئب في حقول اللوز يرثيها..
فإنَّا يا دلالُ على مدى الصحراء غِزْلانُ
وكلبُ الرومِ حاديها...
لمنْ أهدي دموعك يا دلالُ؟!
وهذا الشاطيء المذبوحُ شريانُ
تحاصره الأغاني والقناديلُ
وتشعله المواويلُ...
وتهديه الأساطيلُ
زنابق من دم الشطآن تنسابُ!!

