هذا المارد

مريم كمال مكانسي

مريم كمال مكانسي

أوَ ينتفض ؟

ويحمل السلاح في يديه باحتضان ؟

ويحمل البارودة المعطرة ؟

والبعض من زهراته المتفجرة ؟

ويحزم الحزام . . . ويسدل العينين ؟

يمضي  رضيّاً ، عازماً قهر العدا ؟

يا رقة القلب . . .

انفضي جمراً يثير حمى الردى .

ما عاد في الدنيا سوى الآلام . . .

تقتل كل أحلام الهدى .

واستبدلي دمع الحنينْ . . . بزفرة الأسد الأبي . . .

فإنها . . . لا ترتضي وهم الصدى .

هذا التراب الحر . . . يأبى يرتقي . . .

إلا بمن شدّوا اللثام . . . ثم ضموا كل أحزمة الفدى .

أحببت أن أغدو دماً يغلي . . .

يغيظ أفئدة تعالت فوقنا طول المدى .

أحببت جمراً شدني . . .

فغدوت جمرات تمزق حقدهم . . .

ثم تلقى الموعدا .

يا لهفة سيقت إليّ ولا أرى من يبعث الإقدام . . .

 يهفو يمد لي اليدا .

طال انتظاري للشهادة . . .

زاد شوقي كي أرى ساح الفدا.

كي أصلي الفجر في الأقصى الأبيّ . . .

وأستقي من ساحِهِ . . .

لذات أهل القدس . . .

ترضى أن تموت . . . كي تعيد المسجدا .