فلسطينية تحت الأنقاض
يحيى بشير حاج يحيى
عضو رابطة أدباء الشام
- 1 - لاتَتركوني للحِصارْ فًلكُلّ ِمخلوق ٍ على البَلوَى اقتِدارْ
قُتِلَ الرّجالْ
نُفيَ الكِبارْ
وأنا أ صَبّر صِبيتي
ياإخوتي ! قد طال وقت ُالإنتظارْ
أوليس فيكم مَنْْ يُلبّي صَرْخَتي
وانا أُ قلّبُ فوق نارْ
فالقصف ُ مجنونٌ يَجيءُ لنا بانواع الدّمارْ
لم نَرْتكِبْ جُرْماً
وماجِئْنا بإثم ٍ أو شَنارْ -
- 2 -
أنا هاهنا مِنْ تحت ِأنقاضي أُ ناديكم
وطفلي راحلٌ
تغشاهُ آلامُ احتضارْ
لم يبقَ في بيتي سَريرٌ أو جدارْ
لم تبقَََ آنية ٌ لإ نضاج الطعام ِ
أنا هنا
أقتاتُ بعض َ فُتاتِكم
وإذا وجدتُ الماءَ ، أين الماءُ؟
أصبح طعمُه طعم َ المَرارْ
أنا هاهنا في قبريَ المحصور ِ
لم أُ بصِرْ – وحقِّ اللهِ –وجهاً للنهارْ فعلامَ –ياأبناءَأمتنا – نُضارْ؟!
وعلامَ نبقى ميّتينَ فلانزور ُ ولانُزارْ ؟ !
فمتى ؟ ومَنْ منكم سيتّخِذُ القرارْ ؟ !
-3-
نحن انتظرناكم هنا مُتفائلينَ
وما رأيناكم ، ومَلّ الإ نتظار ْ
كُشفَ الستار ُ
وقد علا بعض َ الوجوهِ الإصفرارْ
لم يَستحِي أصحابُها لم يَصبُغِ الوجنات ِ لونُ الإحمرارْ
-4-
إنْ تُدركوني تُدركوا
بعضَ البقايا مِنْ ذِمارْ
وحَميّة ًتأبَى برغم ِالقصفِ
ذُلَّ الانكسارْ
لم أرفع ِالرايات ِبيضاءً
ولم أرْضَ الإسارْ
-5-
فإذا وصلتُمْ فابْحَثوا
بينَ الخَرائب ِ والدّمارْ
تَجدوننا جُثثا يُغَطّيها الغُبارْ
وأصابعاً رُفِعَتْ لِتشهِدَ
أنّنا – رغمَ المصائب ِ– لم نَزَلْ
في ظِلِّ دين ِالله ِ
نَرْتَقِب ُانتِصارْ
ووصِيّتي – يا إخوتي –
أنْ تَستروا جَسَدي
بثوبٍ أو إزارْ
فأنا أموتُ ولم يُدَنِّسْ
عِزّتي – يا إخوة َالإسلام ِ- عارْ