غداً تشرقُ الشمس

رأفت رجب عبيد

رأفت رجب عبيد

[email protected]

مِن نافذةِ الشرْق ِألاقي...

غيْما ً فوقَ سماء ِالنورْ...

إني أنظرُ في الآفاق ِ...

يسُدّ شعاعَ الشمْس ِسحابْ...

أرضي فيها نبَتَ الشوكُ....

شاخ نخيلٌ والأعنابْ...

أمَّا طيورُ النورس ِغابتْ...

حلَّ محلّ حُبارَى غرابْ....*

ماتت في الأشجان عنادل..*

غابت عن دنيانا  بلابلْ...

ريحٌ هبَّتْ كالإعصارْ...

ريحٌ تقتلعُ الأشجارْ....

غاض الماءُ...

حمَلَ السمَّ إليه هواءُ..

رعْدٌ في كنفِ الأنواءْ...

مات الحادي في الأسفار...

طالَ الليلُ...

وطالَ الهاجسُ والأحلامْ....

سكنَ الخفاشُ الأبراجْ....

وحماماتُ الحائط ماتت..

فجَّـــرَ عاديها الألغامْ...

ليل داج ٍ..ليلٌ داجْ...

فيه تمر الساعة دهْرا....

فيه يذوق الحرُ القهرَ.....

يوسفُ بعد الجدْب تمنـَّى....

عاما ًفيه يُغاثُ الناسْ...

أين سنابلُ قمْح النيل ِ....

أين الفرحة والأعراسْ ؟!

ليلٌ داج.... ليلٌ داجْ....

فيه أسودُ العُرْب نعامْ...

أين سنابل قمْح النيل ِ؟

أين بشاراتُ الأحلامْ ؟

يوسفُ أقبلْ بيْن زحامْ....

يوسفُ هاتِ المجدَ الماضي...

هل صارالأحرار ركامْ ؟....

هل عادَ الأبرارُ  حُطامْ ؟

*****

قالوا إليكمْ مِن علماء ٍبالأرصادْ....

ليلٌ داج ٍ..غيمٌ ساج ٍ في الآفاقْ....

مطرُ الحزن يسيلُ عليكمْ بالمرصادْ...

حرُُ الذل عليكم نارٌ دون رمادْ...

برْدُ الموتِ وثلاجاتٌ للأجسادْ...

سيفُ العزِّ نراهُ جميعا ًفي الأغمادْ....

قلتُ :وماذا؟

قالوا :جفافٌ في الأقطارْ...

قلتُ :وماذا ؟

قالوا : ريحُ فسادٍ فيكمْ كالإعصارْ....

قلتُ : أبعْدَ سوادِ الليل هناك نهارْ؟

قالوا : لا..

قلتُ : وإني أكذ ِّبُ نشْـراتِ الأخبارْ..

إنَّ بُعَيْدَ الليل نهارْ...

شمسُ الحقِّ هناك تضيءُ مع الأقمارْ..

شمسٌ في الفـَلـَكِ الدوَّارْ...

تشرقُ شرقا ً....

تشرقُ غربا ً...

رغـْمَ استكبار ِالأشرارْ..

إنّ بُعَـيْدَ الليل ِنهارْ...

إنّ بُعَـيْدَ الليل ِنهارْ...

              

هوامش :

* حُبَارَى: طائرٌ أكبر من الدجاج .

* عنادل : جمع عندليب ، وهو طائر صغير الجسم سريع الحركة ، كثير الأل