أميرة الماء
03كانون22009
د. عبدالله الفَيْفي
د. عبدالله بن أحمد الفَيْفي
( إهداء إلى الشعب العربي المناضل في فلسطين والعراق )
مَـوْجٌ عـلـى مَـوْجِ الهَوَى والـبـحـرُ أيّامي ، تُخِبُّ خيولُها ، كُـلُّ الـذين رأوكَ في حَدَقِ الصُّوَى بَـصُـروا بـأنّ أمـيرةَ الماءِ التي الـمـغـربُ الأقـصى على أهدابها مـن صَـقْرَ فَوْدَيْها إلى عُشْبِ الفَلا وعـلـى نـوارس ركبتيها رَفْرَفَتْ ولـهـا عـلـى أُفُـقِ الزمانِ تَوَقُّدٌ يَـتَـبَـدَّدُ الـتـاريـخُ فـي بيدائها أيـنـعتُ من رغمِ الثَّرَى بمفازتي، لِـتَـلُـفَّـهُ مـن دفـئـها بمُطَهَّمٍ- تـسـهـو على وَلَهٍ مشاعلُ وَجْدِها عَـرَفَ انـهمارَ الدهْرِ من أعطافها * * * يـا أيـهـا الأنثى التي حملتْ "زما غـادرْتـنـي نَهْبَ القصائدِ والرُّؤى أهـمـي حنيناً في ثراكِ ، وأنثني ، تـلـك التي ظمئتْكَ قد أظمتْكَ، وال أ فَـهـكـذا عـشـقيكِ يبقَى جَذْوَةً * * * كـم قـلـتُ يوماً ، والهواءُ غلائلٌ يـا نـخـلـةَ الله الـتـي أثداؤها هُـزّي بـجـذعي ، إنني لكِ جائعٌ، أُهْـدِيْـكِ راياتي، شراعاً من دمي، يَـهْـنِـيـكِ مـنها خامةٌ من غيمها وخُـذي بـأعـنـاقِ الشعاراتِ التي هـذي فـلـسـطـينُ كأطولِ كِذْبَةٍ والـمـسـلـمـون مسابحٌ ومباخِرٌ بـغـدادُ فـي "فيلم العروبة" أُحْرِقَتْ وتَـجَـشَّـأَ الأعرابُ.. أمريكا على الـراضـعون بثديها .. هل فوجئوا؟ هـزّي إلـيكِ بجذعها ، يلدُ الضحى والآخـرُ الـطفلُ الذي في خاطري * * * يـا أنـتِ ، يا نحنُ ، وما يبقَى على أدري بـأنـكِ فـي مخاضكِ ، بينما أدري بـأنـك حُـرَّةٌ ، وأسـيرةٌ ، أدري بـإطْـراقِ الـجـوادِ إذا كَبَا * * * ولـقـد عـلـمـتِ بأنّ قلبكِ دانةٌ ، لـكـنّ عـنـوانَ الأنوثةِ مشْمسٌ ، عـنـوانُ لـحـظَيكِ مقاتلُ مهجتي، تـلـك الـتـي قتلتْ فؤادكَ أبْدعتْ فـتـحـرّري مـنّي، فمنكِ بدايتي ، لا يـقـرأ الـلغةَ الولودَ سوى الذي وأنـا هـنـا بـبـيـاضها متوسِّمٌ لا تـنـدمـي ، لا تحلمي، واستقبلي * * * تـدريـن مـا قـرأتْ أناملُ ساعتي بـيـتـين لفّهما الغموض بهامتي ، "إنْ لـم يكن لكَ منكَ طِبٌّ في الهوى لـولا دمـاء الـموتِ في مُهَجِ الحيا * * * يـا غـيـمةَ الفصلِ الأخيرِ، تمهّلي تـتـفـتّتُ الذكرى الحرونُ براحتي غَـزَلَـتْ بُـرادةَ ذكـريـاتي غادةً تـنـتـابـنـي ريّـانـةً بجموحها سـأظـلّ أرنـو ظـامـئاً لجَهَامِها، قَـدَري أحـبّـكِ أنـتِ، يا فتانتي، كـم-كالفَراش- نموتُ في أضدادنا! | يَتَكَسَّرُومـدًى يـسـافـرُ في مَدَاهُ أسَـفـاً يـروح ، وبـهجةً تتمطَّرُ! بَـصُروا بعشقكَ ، إنما لم يُبصروا! وهَـبَـتْـكَ نَـوْأَكَ أمْرُها لا يُقْهَرُ! شَـرْقٌ، يَـزُفُّ جـناهُ طَرْفٌ أَحْوَرُ! خِـشْـفـان ، حفَّهما الفُتونُ الأكبرُ أشـواقُ أيـامـي، ومَـارَ المَرْمرُ! ولـهـا عـلـى أُفُـقِ المكانِ تَعَثُّرُ وإذا أرادتْ ، فـهْـو عَـبْدٌ مُحْضَرُ! هَـتَـفَـتْ بهِ، فحواهُ فجرٌ أخْضَرُ! سَـعَـفُ الأصائلِ ساعِداهُ - وتَبْذُرُ الصُّوفيّ، أو يصحو الحضورُ المُزْهِرُ فـسـقتْهُ، لا يَصْحُو ولا هُوَ يَسْكَرُ! * * * نَ الـوصلِ"، طِفْلاً،أينَ منكِ تَنَكُّرُ؟! مـتـجـاذَبٌ، مـتـداوَلٌ، مـتبعثرُ مـن فـرط مـا بـي، هائماً يتفكَّرُ أبـدُ انـتهى ، والماءُ معنًى مُضْمرُ! فـي الروحِ ، تخبو تارةً أو تَظْهَرُ؟! * * * بـيْـضٌ ، وطـار بنا جناحٌ أشْقَرُ: رُطَـبُ الـحـياةِ وظِلُّها المُتَهَصِّرُ! وتـسـاقـطـي كـمَـجَرَّةٍ تَتَكَوَّرُ! وخـيـوطـهـا من مهجتي تَتَحَدَّرُ! لـيـعـيـثَ فيها ذا البهاءُ المُبْهِرُ! قَـضَـمَـتْ بـجسمي أُمَّةً لا تَشْعُرُ! تـاريـخُـهـا عَرَبٌ تقولُ وتَكْفرُ! أُمَـمٌ هـنـالـك كـمْ تَـنَامُ وتَجْأَرُ! والـمُـخـرجانِ "تَأَمْرُكٌ" و"تَدَوْلرُ"! أكـتـافـهـمْ بالتْ.. وبانَ المَخْبَرُ! ف"حـضـارةُ الأبـقارِ" منهمْ أَبْقَرُ! طـفـلـيـن : طفلاً بالأَرُوْمَةِ يجْدُرُ مـن ألـفِ عـامٍ فـكـرة لا تَكْبُرُ! * * * كَـفِّ الـزمـانِ بطقسنا ، يا بَيْدَرُ! أهـلـوكِ حولكِ ، هازئٌ، أو مُنْكِرُ! ولـكِ الـجـمـوعُ بأسرها تستأسِرُ! أو بـاخـتـلاج الـقلبِ إمّا يُكْسَرُ! * * * أغـلـى من الأغلى عَلَيَّ ، وأَنْضَرُ! أبـداً ، وعـنـوانَ الـذّكورة مُقْمرُ! لـو كـان بي غيري ، وبئس تَعَذُّرُ! قـتّـالـهـا، ولـكـلّ آتٍ مَصْدَرُ! ولـتـغـفـري حُبّي ، فمثلُكِ يَغْفِرُ! يـحـيـا الأمـومـةَ،كُلُّ أمٍّ تَصْبِرُ! وجْـهَ الـشُّروقِ ، بسِفْرِهِ مُسْتَبْصِرُ أمـسـي ، وبابُ الوَعْدِ صُبْحٌ مُثْمِرُ! * * * فـي وجـهكِ الذَّاوي، وبَرْدٌ يَصْفرُ؟ نَـعَـبَـا ، وهـذا الكونُ ليلٌ مُغْدِرُ: فـطـبـيبكَ الموتُ الذي لا تَحْذَرُ! مـا أَخْـصَبَ الماءُ المواتُ المقفرُ!" * * * فـشـفـاهُـنـا من حلمتيكِ الكَوْثَرُ! فـأشـمّ مـنـهـا أنـجماً تتحَرَّرُ! ضـوئـيـةً، تـنهارُ فيها الأعْصُرُ! لـتـروح مـنـي ثـورةً أو تُـبْكِرُ لا مـقـشـعاً عنّي ، ولا هُوَ يُمْطِرُ! مـن ذا عـلـى قَـدَرِ المَحَبةِ يَقْدِرُ! والـحُـبُّ بـعـدَ عداوةٍ هُوَ أَشْعَرُ! | ويُبْحِرُ!