كافٌ ونونٌ

ريم الصويلحي

ريم الصويلحي

 قال تعالى:( بديع السموات والأرض وإذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون ) البقرة / 117 .

قال الحافظ ابن كثير في تفسير هذه الآية الكريمة : ( يبين بذلك كمال قدرته ، وعظيم سلطانه ، وأنه إذا قدر أمراً وأراد كونه فإنما يقول له كن _ أي : مرة واحدة _ فيكون أي فيوجد على وفق ما أراد كما قال تعالى : ( إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون ) يس / 82 ) أ.هـ.  ،

**

تلكَ الآيات السابقة تستثيرُ مشاعرَ المخلوق لاستعظامِ قُدرةِ اللهِ جلَّ جلاله وتستنطقُ الحروفَ لتبتهل إكباراً للربِّ القدير..!

كما أنَّ هذه الآيات تأخُذُ الفِكرَ لمُنعطفٍ آخر،فتستوقفهُ نشأةُ الإنسانُ من بين الأشياء الأخرى المخلوقة  بإرادة الله بفعل كلمة واحدةٍ (كُنْ)..!

هذا الإنسانُ الذي دَرجَ على هذهِ الأرضِ بعظمهِ ولحمهِ وشحمهِ إنما خُلِقَ بعد إرادة الله بفعل حرفين..!

هذا الإعجاز الرباني يقودُنا لحقيقةِ تأثُّر الإنسان بالحروف والكلماتِ عليه سواءاً كانت سلباً أوإيجابا،سواءاً كانت ذمّا أومديحا،فالإنسانُ كُتلةٌ من المشاعر خُلِقَ بعد إرادة الله بالكافٍ والنون...!

كـافٌ ونـونٌ من أجلِّ iiالأحرُفِ
كـافٌ ونـونٌ منهما كانَ iiالورى
بـالـكافِ ثم النونِ صِرنا iiنُطفةً
بـالـكافِ  ثُمَّ النونِ قلُبكَ نابِضٌ
بـالكافِ  ثم النونِ عَقلُكَ iiمُشرِقٌ
عـجـباً  لخلقِ اللهِ في iiتصويرهِ





صـيـغا  كفعلٍ للخليقةِ iiفاعرفي
أولمْ  يقُلْ مولايَ iiكُنْ..للأزيفِ..!
روحٌ أقـرّتْ فـي عظامٍ iiتختفي
والـروحُ تجري بالوتينِ iiالأهيفِ
والـدمُّ  يجري بالعروقِ iiالضُلّفِّ
حارَ العوالمُ من بديعِ المُنصفِ..!