من دروس الحذاء
د. محمد عبد المطلب جاد
أستاذ سيكولوجيا الإبداع
جامعة طنطا-جمهورية مصر العربية
1
فى اتصالٍ لأوباما سائلاً عبرَ الأثير
سَيِّدِى : كُنْتَ نبيهاً كُنْتَ مُحْتَرِفَاً خَطِيرْ
كيفَ لمْ يَصْدُفْ لقاءُ الوَجْهِ بالكَعْبِ الكبيرْ ؟
طاشَتْ الأولى فكيفَ احْتَطْتَ للأخرى سريعا ؟
قال: هذا الفَضْلُ يرجعُ لأبى (بوش الكبير)
كانَ طُوْلَ اليومِ يَقْذِفُنِى بِمَا طالتْ يَدَاهُ
فتَعَلَّمْتُ أَغِيظُ وأَتَّقِى رَدَّ النَّظِيرْ
**
قال أوباما :أَجَلْ زِدْنِى فَمِشْوَارِى أَلَمْ
وأنا خَلْفُكَ أمْضِى فوقَ جَمْرٍ وحِمَمْ
قال: إيَّاك مِنْ التَّوْبِ وإبداءِ النَّدَمْ
إنَّ درسى قد أتانى من (صِيَاعَاتِ) القِدَمْ
بينما كُنْتُ صغيراً كُنْتُ فى اللهْوِ عَلَمْ
كنتُ طُوْلَ الوقتِ أهْرُبُ من كتابٍ وقَلَمْ
كانَ لى صَحْبٌ كِرَامٌ فى أفانينِ التَّلَهِّى
أبدعوا لُعْبَةَ: " كيف تَتَّقى صَفْعَ القَلَمْ" .
**
قالَ: زِدْنِى ، قالَ :كُنْ فى كُلِّ واقعةٍ كَذُوبْ
بينما كُنْتُ صغيراً كُنْتُ تلميذاً لَعُوبْ
أُنْفِقُ الوقتَ سَخِيَّاً فى الحوارى والدُّرُوبْ
يَنْفرُ الجيرانُ مِنِّى ، أبْلَغُوا الشُّرْطَةَ عَنِّى
كَلَّفُوا النِّسْوَةَ قَذْفِى من شبابيكِ البيوت
فَتَعَلَّمْتُ التَّخَفِّى وتَجَنُّبَ أَىَّ طُوبْ
**
إنَّ إسرائيلَ مِنَّا يا أخِى أُخْتَاً وَجَارَهْ
كانتْ الدرسَ الذى أكْسَبَنِى كُلَّ الجَدَارَهْ
عَلَّمَتْنِى كيفَ أقْتُلُ ،كيفَ أسْرِقُ فى مَهَارَهْ
ثُمَّ أُعْلِنُ أنَّنِى ظُلْمَاً تَكَبَّدْتُ الخَسَارَهْ
ولهذا لا ولنْ يُفْلِحَ أطفالُ الحِجَارَهْ
**
يا صديقى كُنْ كَذُوبَاً وتَمَرَّسْ بالخَدِيعَهْ
وتَسَلَّحْ بافتراءاتٍ وإحداثِ الوَقِيعَهْ
عَلِّمُوا القادةَ فَنَّ الزِّيْغِ إنْ كَلَّتْ شُعُوبٌ
وانْجَلَتْ غَضْبَتُهَا فى قَذْفِ أحْذِيَةٍ سَرِيعَهْ
إنَّهُ درسُ حذاءٌ يا أوباما فَتَعَلَّمْ
دائماً يَحْسِمُ صوتُ الشَّعْبِ بالحُجَجِ البَدِيعَهْ
**
ودائما لدروسِ الحذاءِ بقية
2
رأى الناسُ زوجَ الحذاءِ يطير
ووجهَ الحقيرِ شَحُوبَاً صغير
وصفَّقَ بين صدورِ الشعوبِ
فؤادٌ رأى ما يداوِى الصُّدور
فقرَّرَ قادةُ هذى الشعوبِ
تَدَبُّرَ أمْرَ الشعوبِ المُثِيرْ
وفى الاجتماعِ يقول زعيمٌ:
عَجِبْتُ لِفِعْلَةِ شابٍ صغيرْ
يقولُ الذى ما جَرُؤنَا بيومٍ
على قَولِهِ وبِفِعْلٍ خطيرْ
فماذا إذا ما تكرَّرَ هذا
بِوَجْهِى وحَطَّ بوجهى النَّذِيرْ ؟
وماذا إذا ما غَدَا الفعلُ هذا
بكلِّ اجتماعٍ بِوَجْهِ وزيرْ؟
وماذا إذا ما الحذاءُ تَجَلَّى
شعاراً بِكُلِّ القرى والكفور؟
وجاءَ التَّظَاهُرُ فى كُلِّ شِبْرٍ
بزوجِ الحذاءِ بِصَمْتٍ يَسِيرْ؟
أجاب زعيمٌ : لِنَجْعَلَ كُلَّ
اجتماعٍ حَفَاءَاً لِكُلِّ الحُضُورْ
وقَرَّرَ ثالثهم أنْ تُجَمَّعَ
بالبابِ يُبْقِى عليها غَفِيرْ
وقرر رابعهم انْ تُوَثَّقَ
فى أرجُلِ النَّاسِ مثلَ الحَمِيرْ
وقال الزعيمُ: ختاماً سَنَصْنَعُ
أحذيةً من أَرَقِّ الحريرْ
وعندَ الدُّخُولِ يُبَدَّلُ هذا
بذاك ولا نَسْتَشِيطُ الشُّعُورْ
فقال الحكيمُ : وما نَفْعُ هذا
جِرَابُ الشُّعُوبِ لدَيْهِ الكثيرْ
إذا ما تَرَكْتَ الشعوبَ بِغَيظٍ
وفى نارِكُمْ قلبُهَا يَسْتَجِيرْ
ستُخْرِجُ فى كُلِّ يومٍ جديداً
وللشعبِ يَبْقَى الكلامُ الأخيرِ