هذا يبلغنا المقيل

شريف قاسم

[email protected]

جاء في الإصابة لابن حجر ، عن هشام بن عروة عن أبيه قال : (قدم عمر بن الخطاب رضي الله عنه الشامَ ، فتلقاه أمراء الأجناد ، فقال عمر : أين أخي أبو عبيدة ؟ فقالوا : يأتي الآن . فجاء على ناقة مخطومة بحبل ، فسلم عليه ، وساءَله حتى أتى منزله ، فلم يـرَ  فيه شيئا إلا سيفه وترسه ورحله ، فقال له عمر : لو اتخذتَ متاعا !! فقال : يا أمير المؤمنين إنَّ هذا يبلغنا المقيل .

(( وبلوغ المقيل كناية عن نهاية الأجل )) .

جـهـادُك  فـيـه ماتاه iiالدليلُ
تـبـعـتَ  نبيَّكَ المختارَ iiحتى
وعـشـتَ أمـينَ أمتِه iiعظيما
ومـا أغـراكَ مـالٌ أو iiنـعيمٌ
وحـسـبُـك سيرة كانت iiمثالا
وعـشـتَ بـظلِّ دنياهم iiكفافًا
وأسـمـعـتَ  الخليفةَ إذ iiتأذَّى
وقـلـتَ وبـهجةُ التقوى رداءٌ
((  يـبـلغُنا المقيلُ )) فلا بقاء
ولـم يـخـلـدْ بمرتعِها iiملوكٌ
وهـل  أبصرتَ طاغيةً iiبعصرٍ
مـضتْ  أقدارُ ربِّك في iiالبرايا
*             *             ii*
ذكـرتُـكَ  أيُّها البطلُ iiالمسجَّى
ذكـرتُـك والزعاماتُ iiاسترقَّتْ
لـهـا  من شجوِهم أحلى iiثيابٍ
مـآثـرُ  مـجدِك الأسنى لديهم
فـمـا  عـاشوا لدين اللهِ iiجندًا
ومـا خـفُّوا لنصرتِه ، iiفخابوا
ولـم يـسـتعذبوا حبَّ المعالي
سـيـوف المتقين طووا iiسناها
ومـيـدان  البطولة بات iiعطلا
ومـاتَ  أبـو عبيدة في iiثراهم
وأقـبـلـت  القبائحُ iiوالملاهي
وعـاشـوا مـاتخطَّاهم iiضلالٌ
بـطـولاتُ الـصحابةِ iiنيِّراتٌ
تـمجِّدُ فخرَها الذكرى ، iiويكبو
وبـالتقوى  علتْ للعُربِ iiشمسٌ
وهـل  يـعـلو لحاضرِنا iiمقامٌ
لـقـد  باءتْ تجارتُهم  iiبخزيٍ
فـإن  رامـوا لأُمـتِهم iiنهوضًا
فـبـالإسـلامِ  تنبلجُ iiالدياجي
ويـربـو فـي مـغانيها iiربيعٌ
وفـي غيرِ المصاحفِ إنْ iiأردنا
وكـلُّ قـبـادةٍ مـن غيرِ iiدينٍ
يـعـيشُ  على نياشين iiالأماني
وبـالـطغيانِ  يخنقُ كلَّ iiحـُرٍّ
ويـمـضـي والبوارُ له iiرفيقٌ
ومَـن  لاقى العدا من غيرِ iiدينٍ
ولا  يـرضـى الإلهُ دما إذا iiلم
يـعـزُّ اللهُ بـالإسـلامِ iiقـومًا
بـنـورِ جـهـادِنا تأتي iiفتوحٌ
فـبـابُ الـفتحِ تضحيةٌ iiوبذلٌ
*             *             ii*
ذكـرْتُ  أبـا عبيدةَ يومَ iiماتت
وهـانَ الـدِّينُ في جيلٍ iiتعرَّى
شـبابٌ  سادرون مع iiالمعاصي
حـيـارى أو سكارى ويحَ iiقومٍ
ولـلـفـتـياتِ واأسفي iiسفورٌ
أطـعْـنَ الـمارقين فعشْنَ نهبًا
وأيـن الـيوم خولةُ في iiعجاجٍ
تـراهُـنَّ  استملْنَ هوى شبابٍ
لـقـد ولَّى الحياءُ فليس iiيُجدي
أكـلْـنَ  بـهـاءَ عفَّتِهنَّ iiجهلا
بـذلْـنَ صـفاءَ فطرتِهنَّ iiظلما
أكـفـر  يابناتَ الجيلِ iiيُرضَى
نـسـيـتُنَّ  السُّمُوَّ بوجهِ iiطُهرٍ
فـعـودي يابنة الإسلامِ iiعودي
عثرتِ  على الطريقِ وليس فيه
*             *             ii*
ذكـرتُ أبـا عـبـيدةَ واقتفينا
فـهـذا  الجيلُ تمضغُه iiكروبٌ
تـنـاسـى ديـنَه ، فارتدَّ iiبغيًا
فـمـا  لأبي عبيدة جاءَ iiيروي
وهـذا  الـجيلُ خوَّاضٌ iiبوحلٍ
يـعـيـش بـغيرِ سُنَّتِه iiخواءً
ألا يـا أيُّـهـا الـجيلُ iiالمعنَّى
تـنـبَّـه  واسـتجبْ للهِ iiترفلْ
ولا  تـكُ بـعـدُ إمَّعَةً iiفتجري
رويدك  ، فالرسولُ فدتْهُ iiروحي
فـقـم أسـرجْ بـهمَّتِك الحنايا
ولا  تـرضـى المهانةَ iiوالدنايا
وعـشْ  شـهمًا على نهجٍ قويمٍ
فـقـد  ضـاقت ببلوانا iiالليالي









































































ولـم تـكُ عـن معارجِه iiتميلُ
تواصلت الخطى وبدا iiالوصولُ
وأنـت  بـدربِ دعوتِه iiالخليلُ
جـرت  لـلفاتحين به الفصولُ
لـعـزمٍ لـيس يدركُه iiالخمولُ
يـقـيـلُ بـها الأنامُ ولا iiتقيلُ
لـحـالِكَ حيثُ يغشاك iiالنُّحولُ
عـليك  ، ورِدنُ رفعتِها iiطويلُ
مـع  الدنيا ، وقد أزفَ الرحيلُ
وزهـوُ  الـحكمِ صولتُه iiتزولُ
يصولُ  ، ولا يكوِّره الأُفولُ ii!!
فـما  يبقى الصحيحُ ولا iiالعليلُ
*             *             ii*
بـروضِ  الخلدِ يكرمُكَ iiالجليلُ
قـلوبَ الناسِ إذْ غامَ السبيلُ ii!!
ومـن  أوجاعِهم وجهٌ جميلُ ii!!
لـها  عن وجهِ خيبتِهم قفولُ ii!!
فـسـاعدُ عـزِّهم واهٍ كليلُ ii!!
وضاعَ المجدُ ، وانحسرَ الذُّحولُ
ولـم  يـطربْهُمُ اليومَ iiالصَّهيلُ
فـمـا  دانـى لساحتِهم iiصليلُ
ومـا  ندري لديهم ما البديلُ ii!!
ولـم  يـبـقَ المثنَّى أو iiعقيلُ
وفـيـهـا اللهوُ بالأدنى iiيجولُ
ومـمـشى  ذُلِّهم فيها ظليلُ ii!!
وسِـفـرُ  خـلودِها عنها يقولُ
عـلـى  أذيـالِ بارقِها الدخيلُ
ضـيـاهـا  عن ربانا لايزولُ
إذا  لـم يحكم الشرعُ الجليلُ ii!!
وسـوقُ  كـسادِها البادي iiدليلُ
ورايـةُ  فخرها الماضي iiتؤولُ
وتـحتضنُ الفروعَ به iiالأُصولُ
ويـرحـل  عن بواديها iiالذُّبولُ
فـخـارًا ، إنَّ ذاك iiلـمستحيلُ
لأمـتـنـا فـقـائـدُها iiهزيلُ
ويطربُ  إنْ عوتْ تلك iiالطبولُ
وبـالـتـزويـرِ ليس له iiمثيلُ
ويـهـلـكُ والـشقاءُ به iiكفيلُ
فـمـنـهزمٌ  يضيقُ به iiالسَّبيلُ
يـكـنْ لـلـهِ طـاهرُه iiيسيلُ
ومَـنْ هَـجَرَ الهدى فهو الذليلُ
ويـعـبـدُ ربُّنا الهادي iiالوكيلُ
وفـي  الميدانِ تُنتَصفُ iiالحلولُ
*             *             ii*
عـزائـمُنا  ، وأدبرت iiالخيولُ
وأخـوى فـيـه طارفُه iiالنَّبيلُ
فـلا  أمـلٌ يـلـوحُ ولا iiدليلُ
شـبـابُـهُـمُ  التَّقيُّ هو القليلُ
ولـيـس  لـهنَّ في خيرٍ مقيلُ
فـأيـن  اليومَ منهنَّ البتولُ ii!!
يزمجرُ دون قبضتِها الصَّقيلُ ii!!
تُـضـيِّـعُه الخلاعةُ iiفاستُميلوا
بنات  العصرِ من نصح iiفُضولُ
وهـذا لـو عـلمْنَ هو iiالغلولُ
لأنـفـسِـهنَّ  فاستعدى iiالقبيلُ
عليه النفسُ تُحملُ أم عُدولُ ii!!
عـلـيه من الحجابِ سنىً أثيلُ
فـفي  نهجِ الهدى شرفٌ iiجزيلُ
سـوى الإسـلامِ من زللٍ iiيقيلُ
*             *             ii*
طـريـقَ اللهِ لـيـس له iiبديلُ
وفـي أحـنـائِـه داءٌ iiوبـيلٌ
وتـاه  شـبابُه ، وذوى الكهولُ
وبـالـسِّـيـرِ الأثيرةِ iiيستميلُ
وفـي  عـزمـاته كثرَ iiالفلولُ
كـمـثلِ  القشِّ يجرفه iiالمسيلُ
وأنـتَ  بـذيـلِ مرجفِهم iiذليلُ
أبـيًّـا  لـيس تجرفُك iiالسُّيولُ
إذا نادى الصُّويحبُ والزميلُ ii!!
يـنـاديـنا ، وقد ولَّى iiالخمولُ
تـجـبْكَ بوقْدِ فيصلِها iiالنُّصولُ
ولا  يُـقـعدْكَ عن فضلٍ iiملولُ
تُـمـزَّقْ عـندَ وثبتِك iiالسُّدولُ
وتـاقـت لـلهدى مهجٌ iiمحولُ