ربوع بلادي
رزاق عزيز مسلم الحسيني - السويد
[email protected]بـوعُـكَ أمْ جنائنُ ما أراها
يـطـوّقُـهـا النخيلُ بساعديهِ
ودجـلـةُ عـانقتْ بغدادَ عقدا
وطـافَ الحسنُ يرفلُ باختيال
ومـدّ نـخيلُها المصطفُّ ظلّا
تـرشُّ النورَ فوقَ النخلِ تبرا
نـسـائـمُها كأنفاسِ الغواني
فـمـا ريحُ الصَّبا أندى نسيما
تـرنّـمتِ الطيورُ بها انتشاءا
تـفـيّـأْتُ الظلالَ بها وحيدا
سـما فيها الجمالُ فما يُضاهى
مـسـافاتُ الجمال بها تناهتْ
فـأذكـتْ فـيّ جمرةَ ذكرياتٍ
* * *
فـيا وطنَ الجمالِ فدتْك نفسي
ربـوعُك مهدُ أحلامي وأُنسي
أمـانـيُّ الظماءُ غدتْ حيارى
وطـالتْ لوعتي والزهرُ يذوي
وروحـي مـن تشوّقها تلظّت
رأتْ عيني غرائبَ مضحكاتٍ
مهازلُ ذي الحياةِ طفتْ وسادتْ
رأتْ جـمّ الـتناقضِ في زمانٍ
* * *
بـلادي ليتَ شعري ما دهاها
فـتـلـك دسائسُ المحتلِّ فيها
سـعى المحتلُّ للتخريبِ دوما
فـجـاؤوا والـحقائبُ مُثقلاتٌ
تـمـنّـوا خـاسئينَ لها هوانا
فـطـاشتْ رميةُ الاوغادِ عنها
لـقـد نَضَحَتْ سرائرُهم ذعافا
فـمـلءُ صدورِهم مقتٌ وكبرٌ
وقـد زرعـوا بـواديها المنايا
بلادي جاشَ في صدري عتابٌ
قـد امتلأتْ رياضُك بالافاعي
فـهل كان التغاضي عن هوانٍ
لـتـلـك الثورة الكبرى دويٌ
بـلادي رغـمَ محنتها سيبقى
ويـبقى عرضُها الغالي مُصانا
إذا مـا مـسّـهـا أحدٌ بسوءٍ
* * *
لـسـانـي صادحٌ للحقِّ يشدو
يـنـافـحُ عن مظالمِها جهيرا
يـنـيرُ بدربها الداجي شموعا
بـلادي ضـيعةُ والشعبُ عبدٌ
تـفـيضُ حقولُها الغنّاءُ خيرا
أراهـا نـهبةُ السرّاقِ أضحتْ
تـئـنُّ جـموعُها بؤسا وسقما
قـصورُ الشعبِ للحكامِ مثوى
إلامـا أيُـهـا الشعبُ المعنّى
بـلادي ضـاهتِ الدنيا جميعا
فـلـولا عصبةُ الأشرار فيهايـفوحُ على المدى طِيبا هواها
ويـحتضنُ الفراتُ هوىً ثراها
بـأبـهـى حُـلةٍ ربّي كساها
على تلكَ المروجِ الخضرِ تاها
وثغر الشمسِ يبسمُ في ضحاها
كـأنَّ الـتبرَ يقطرُ منْ سناها
بـها الارواحُ تُجلى من صداها
إذا هـبّـتْ ولا أذكـى شذاها
وظلّ الافقُ يصدحُ من صداها
أُطـارحُـهـا الهوى آها فآها
جـنـانُ الخلدِ سُلّتْ من رُباها
وخـيـلُ الشعرِ لم تبلغْ مداها
مـعَ الأيّـام لايـخـبو لظاها
* * *
ولا أفـديـكَ بـالغالي سواها
وريُّ الـنفسِ إذْ تشكو ظماها
وقد طال السُّرى وشكتْ وجاها
مـتى تُلقي النوى يوما عصاها
وضـجّـت تشتكي مما عناها
فـلاذتْ بـالكرى كي لا تراها
فـأطـبقتِ الجفونَ على قذاها
كـأُسدِ الغابِ تستجدي الشياها
* * *
فـتـشربُ من ضحاياها دماها
ومـن كـأسِ التناحرِ قد سقاها
كـمـا الاشرار تمعنُ في أذاها
لـتـرويـعِ المدائنِ مَعْ قراها
ورامـوا ان يُـذلّوا بها الجباها
قـدِ ارتـدّتْ لمَنْ حقدا رماها
وغِـلّا فـي قـسـاوتهِ تناهى
وأطـمـاعٌ بـعـيـدٌ منتهاها
وكـلُّ الشعبِ يُطعمُ من جناها
وروحـي قد تلظّت من شجاها
وقـد فـغـرتْ لنا للنهش فاها
أمِ الآسـادُ تـرقبُ في شراها
يـزمـجرُ في مسامعِنا صداها
يـرفـرفُ عـالـيا أبدا لواها
ويـبقى الشعبُ في الجُلّى فتاها
تـفـجّـرَ مثلَ بركانٍ حِماها
* * *
ورغـمَ البطشِ ما ألجمْتُ فاها
إذا ما الخوفُ عشْعَشَ في دماها
ونـجـمٌ قـد تألّقَ في سماها
وكـلٌّ يـدّعـي منه اشتراها
ولـيس لشعبها الطاوي غناها
بـشـرِّ الـطامعينَ قد ابتلاها
ومـن خـيـراتِها صفرٌ يداها
وجـلُّ الشعبِ يسكنُ في فلاها
بـأرضِـكَ يُعبدُ الطاغي إلها؟
بـهـا التأريخُ فخرا قد تباهى
لـسـارَ الـكونُ أجمعُهُ وراها