مهرٌ لعبلةَ
وليد صابر شرشير/مصر
أتهمتُ في وديانكمْ
أنجدتُ في أطلالكمْ
ومدحتكمْ
وعرفتكمْ
فهجوتكمْ
أنا لا أبارح أرضكمْ
علِّي وليس ليَ الشراعُ
ولي الغنائم واللقى
والزهر رصّعَ هامكمْ
أعرفتكمْ
يا ويلكمْ
أتهمتُ في كل البقاع ِ
وليلنا الدامي تحرّكَ
في غدٍ
حتى تسابقت اللحاظ ُ
للحظةٍ
فهتفتموا
ريحٌ بإصرارٍ تصرُّ
وتعصرُ الأحلامَ
والنبض الأشمْ
أتهمتُ لكني أرقُّ لحالكمْ
فتلوتكمْ
سوراً من النقش الحماسيِّ
يُعلّقُ بالنهى
وبحرّكم وحريركمْ
وببحركمْ وخليجكمْ
فوق الصواري والقلاع ِ
وومضة الشجعان ِ
من بدو الصفا
يا بادية ْ
أحرارك الغرُّ الميامينُ
تربّوا فوق متن النور ِ
نحن بالهوامشْ
مَن حقّقوا النظر الجليَّ
أقرظوهم سُؤلهمْ
لكنني أتهمتُ
ألتقطُ الحصاة من العيون ِ
الصافية ْ
وزرعتُ جدباً في الصحاري
مثلما يسعى الشحيح لقبرهِ
فالجدب سر لقائهِ
وحياته كمماتهِ
وأنا وراء عقابكمْ
وأنا أفتش عن نجوم البدو ِ
في كل الدروبِ
وبالروابي
كل وادٍ ألصق العمدانَ
سارية ًتؤمُّ الطيرَ
من روع السماءِ
وتخجل النخل العليلَ
من ائتمام الشمس ِ
بل يقعى على رفِّ الندى
ويظل قبراً من قبور البارحة ْ
أتهمتُ أمدح مستحيلْ
أنجدتُ أعصف بالرحيلْ
وأنا بعصري المستقيلْ
وأنا الدموع بعينكمْ
والليث مزهوّاً بعجف منامكمْ
وأنا الحلاوة في كؤوس النبر ِ
من تبر الحماسةِ
لا كروم ولا ثمرْ..!!
مثل الندى
مثل التقى
مثل الغنى
أنا مَن أنا
صبرٌ وعصيانٌ لموج الحتفِ
سدٌّ للبحورْ
أغصنت ساح البحر ِ
فاقتنع وماجَ
وليس ينعي مَن أبى
لكنه يغتاظ ليلا ًأبلدَا
قلباً مميتاً مرعدا
صبراً بصفر الصبرِ
مشتق الردى
أتهمتُ ترميني الفيافي
نحو تشريد الأهلة ْ
فكأنني عدت العنيتر ِ
أرتدي ثوبي المهلهل َ
باحثاً مهراً لعبلة ْ
شاهداً ليثاً يباري ساحة الولدان ِ
في ساح المحبة ْ
قاذفاً إياهُ
بالعلم الشموليِّ
الذي عُصرَ بأشجار ٍ
وحقبة ْ
الليل قاس ٍ يا بلاد الزهر ِ
يا كل الموانئ ِ
مرعشاتٍ في
لقى الغلمان ِ
يصطفونَ للتهليل ِ
خلف "الميكنة ْ"
"ماطورهم"صخبٌ
فيقتل فيهموا
أنس الرَّنَمْ
وبدأتُ
من كل المواكبِ
أنسحبْ
هلّتْ خطايَ لمبدأٍ
فوجدتُ آلاف القبائل ِ
ممسكين البوصلة ْ
قالوا:نهمُّ لكي ننقِّب عن سلاح المعضلة ْ
فصعقتكم بعد الذي أمدحتكمْ
ونزعتكم من أرضكمْ
أنا لاأبارح أرضكمْ
حتى أرى الشجعان للمهر الأهمّ ْ