عَذَلتُ خَلِيلَ عُمْرِي
18تشرين12008
د. محمد ياسين العشاب
عَذَلتُ خَلِيلَ عُمْرِي
د. محمد ياسين العشاب - طنجة/المغرب
achab79@yahoo.fr
عَـذَلْـتُ خَليلَ عُمري أيَّ ألا يـا مُـهـجَتي لا تَعْذِريني ومـا مـثـلي فَتًى أَضْنَاهُ قلبٌ ولـو عَـرَفَ الفؤادُ لَمَا سَبَاني فَـأََسْـلَـمَـني لظنٍّ واعتراني عَـذَلْـتُكَ فاحتَمَلْتَ وضَاعَ قَلْبِي بَـذَلْتُ لأجل وصلكَ كلَّ روحي * * * مَـضـت أيَّـامُنا ومضت ليالٍ أنـا الـسَّاهي الذي أغْوََتْهُ نَفْسٌ وصـدري ضَـيِّقٌ حَرِجٌ تَسَلت فإنْ يَكُ ما مضى أَضْنَاكَ فاصفح فـإنِّـي رغـمَ ذاك سليمُ قَلبٍ ولو تَدري شُعوريَ ما استقرَّت فـكـيـف تُكَابِدُ الضَّيمَ احتمالاً ولـو تـدري شجُونِيَ ما تَجلَّت تـرانـي بـاسِماً وحَشَايَ نارٌ أسـاكِنَ مُهجَتي لو كُنتَ تَدري بـما صدري يَمُورُ به وروحي وإن الـنـفـسَ تَخْلُقُ من سَقَامٍ * * * سَـلَوْتُ شَبِيبَتي ورَبيعَ عُمري وكـان الـلـيلُ جامعَهم وإني وبَـيْـنَ جَـوَانِحِي منهم نصيب فـكـيف الغَمْضَ تَنْشُدُهُ جُفُوني حَـمَـلْتُ أَسَى قُرٌونٍ قد أَنَاخَتْ بِـلادي ! أُمَّتي! ما طاب عَيْشٌ بَـكَـيْـتُ بخَافِقي أَلمًا ووَجدًا وأَسْـتُـرُ عَبْرَتِي خَجَلاً وأُخفي لأنِّـيَ كُـلَّـمَا أَفْصَحتُ رَاعَتْ وأَنَّ الـنـورَ لم تعرف صدورٌ وأَنَّ الـعـلـمَ لم تدرك عقولٌ فـلا كـانـت حـياةٌ عَزَّ فيها شَـدَدْتُـمْ بالظلامِ عُرًى وجُرْتُمْ فـمـا رَاقـبـتُـمُ إِلاًّ لَـدَيـنا وَرَدْتُـمْ مـاءَ شَـانِـئِكُم فأَبْقَى كـأنَّـا مـا سـقـينا قبلُ عَذْبًا ولـم أر كـالـتوكُّلِ خيرَ عِزٍّ * * * كَـأَنَّ اللهَ لـم يَـبْـعَثْ حبيبًا ضـيـاءً في الصدور وأيَّ نور بـشـيـرًا هادِيًا لِمَنِ استجابوا فـإنْ يُـشـرِقْ بـدعوته فؤادٌ وإن تُـسـرِعْ لـشِـرعته بلادٌ وإنْ تَـرْغَـبْ لأمـن أو سلام ألـم تَرَ كيف فاض الماء فَيْضًا لـيـالـيَ مـا لها مَثَلٌ فأحيى فـلَـمَّـا مـلَّ أَهْلُوهَا وجاءوا وجَـادَ عـلى القلوبِ بكل خيرٍ وروَّاهـا بـذكـر الله حُـبـا وأرشـدهـا بـآيِ الذِّكر تهدي فـمـا عـن نـوره أَبَدًا تَوَلَّتْ وأدركـتِ السَّعَادَةَ ليتَ شِعري دعـا الهادي لما يُحيي فسيروا فـإن مـحـمـدا يا قومِ حَيٌّ ! وقـلـتم: قد قَضَى، وهُدَاهُ نورٌ تَـقـوَّلـتـمْ عظيمًا لو دَرَيْتُمْ وروحُ الـنـور لا تَـبْلَى وأنتم حـيـارى ما استقام لكم سبيلٌ * * * أيـا جـيـلَ الهداية خيرَ جيلٍ تًَـخِـذْتُـكُمُ صِحَابًا فاغمُرُوني ومَنْ صَحِبَ الخِيَارَ عَدَوْهُ حتى لـعـلَّ الله أن يـهدي صِحَاِبي | عَذلِوجُـرْتُ عـلى هَوَاهُ بغير ظَـلَمتُ وليس يرجو العفوَ مثلي خـئـونٌ لا يـقـيم على مَحَلِّ خَـيَـالٌ زارنـي في جنحِ ليل بـوَهْـمٍ، فـاستَجَبتُ بغَيْرِ عَقْلِ فـمَـنْ لكَ يا مُعذِّبهُ وَمَنْ لِي ؟ فـهـلَّا قـد مـنـنتَ به لَأجْلِي * * * عـلـى أيَّـامنا من غيرِ وَصل أبـت رَشَـدا ً ومـالَت أيَّ مَيلِ بــه دُنـيـاهُ مـن ذُلٍّ لـذل ولا تَـعـمَـدْ بلا سبب لقتلي ! وصـادق نـيـتـي يُبديه فعلي بـقلبكَ لوعة من بعض قولي وقـلـبـي قد صفا يا خيرَ خِل ِّ لـك الـدنيا سوى شَجَنٍ مُمِلِّ وروحـي لَوْعَةٌ ودمي وكُلِّي ! بـمـا في داخِلي يَغلي ويغلي ! تَـغَـصُّ بـه لَمَا أغراكَ شَكلي وإن الـحُـزن لـلأرواح يُبْلِي * * * ورُمْـتُ سـبيلَ من قد كان قَبلي لَـبِـسـتُ الليلَ مُمتثِلاً لأصلي بـرَى جَـسَـدِي وصـفدَهُ بغُلِّ وفـيْـضُ الـوَجْدِ مُنْهَمِرٌ كوَبل عَـلَـيَّ، وصَيَّرَتْ جَسَدِي كطَلِّ لـعَـانٍ فـي حِمَاكِ بكى و ضِلِّ عـلـيكِ، وما بُكاء المرء مُسْلِ شُـعُـورِيَ من حَيَاءٍ تحت ظِلِّي فُـؤَادِيَ أُمَّـةٌ رَكـنـتْ لهزْل ! تَـوَلَّـتْ عـنه من حَذَرٍ وبُخل تَـخَـلَّـتْ عنه من ظَنٍّ وجهل مــلاَذٌ آمِـنٌ فـي كـلِّ حـلِّ عـلى الصُّبح المُضيء المُسْتَهَلِّ ولا مـن ذِمـةٍ يـا شـرَّ أَهْـلِ عـلـى صَـفْوٍ، وأغراكُم بوَحْل ولـم نَـسْـأَلْ غـريبا أيَّ سُؤْلِ ولـم أر كـالـتَّـواكُلِ شرَّ ذُلِّ * * * رسـولاً فـيكمُ من خيرِ رُسْلِ ! كـمـا الـقَمَرُ التَّمَامُ وأيَّ فضل وسـاروا بـالهدى في خيرِ سُبْلِ يَـفِـضْ غَيْثًا و يَرْبُو بعد مَحْلِ تَـنَـلِ بـهُـداهُ عدلاً أيَّ عَدْلِ فـلـيـس كهَديِه السَّمحِ الأَجَلِّ بـدعـوتـه على جبلٍ و سَهل بـهـا الـدنـيا على رَغَدٍ ونَفْل إلـيـه دعـا لـهم من بعد مَلِّ وكُـلِّ نَـدًى مِنَ الرحمانِ جَزْلِ لـجـبـاَّر الـسـماوات المُذِلِّ بـه الـدنـيـا لإحـسان وعدل وهـل بـعد الهداية من تَوَلِّي ؟ وهـل بـعـد السعادة من تَسَلّي إلـى الـهـادي بقلبٍ قبلَ عقل وأنـتـم عـنـه غُفْلٌ أيُّ غُفْلِ تـخـلَّـد لو عرفتم ما التَّجَلِّي ؟ بـوِزرٍ مـن جَـنَـاهُ ثَقِيلِ حِمل عـن الـمـختار في هَمٍّ وشُغل فـأنـتـم لـلـبـرية شرُّ ثِقْل * * * لأنـتم في الورى أصلي وفَصلِي بـهَـدْيٍ يَـنْـجـمِعْ لله شَملي جَـرَى بـخَـلاَقِـهِم دَمُهُ ونُبْلِ بـكـم دنـيا رَنَتْ لصَبَاحِ عَدْلِ | عدل