نفسي التي احترقت
نفسي التي احترقت
ابن الفرات العراقي
[email protected]
بـنـفسي صرخة ٌ لَهفى
ويَـحـرقُ جمرُها مابي
ومـا غـيرالصدى جنبي
( بـوادٍ غير ذي زرع ٍ)
بـلادي هـدّهـا الطوفان
عـمـائـم تحمِلُ الأدهى
تـعـيـش بـظلمة الأيام
بـلادي أصـبـحت قفرا
فـقـدنـاهـا على حبٍّ
يـعـانقها لظى الويلاتِ
فـمـن مـستعمرٍ طاغ ٍ
ومـن غـزوٍ الـى غزوٍ
نـصـارع مـوتنا العاتي
الـى عـادٍ بـهـا أطغى
لــحـكـامٍ مـؤمـرة ٍ
تـبـيـع الـعار طائعة
بـهـا مـنْ بـاع عزّته
سـمـاسـرة وسـمسرة
* * *
بـلادي أصـبحت سجنا
غـريـبـا صار منْ فيها
حـمـلنا ها مع الأنفاس
ويـعـجزني اذا ما رمْتُ
أعـبّ غـرامـها . عبّا
بـلادي مـوطن الفرسان
بـلـيـل أظـلم العتمات
بـهـا الـعملاء أصناف ٌ
غـدت سـجنا بلا سجن
أبـاح تـرابـهـا غـازٍ
وحـوش ٌ لـلردى تسعى
فـدرّتْ كـلّ مـا فـيها
خـناجرُ في دمي غاصت
* * *
بـلادي رغـم مـا فيها
لـهـا أسعى على وجدي
وقـلـبـي حـزنه حزن
تـعـيـش بعالم الذكرى
وتسكنُ في كهوف الصمت
تـريـد حـيـاتها التعبى
وتـبحث في قبور اليأس
وعـن مـيلادها الميمون
تـوالت قاصمات الموت
مـواكـب كـالبها ساروا
بـلادي يـا رعـاها الله
وتـبحث عن نزيف النبع
وعـن حـب وعـن حلم
ووعـد مـن مـدلـهـة
أفـتشُ في زوايا الصمت
وعـن أطـيـاف ماضينا
بـلادي جـرحـها جرح
عـلى غبش المنى ساروا
سـقـاهـا حـادبـا حبا
ف_ـدارت دورة الاي_ـام
دجـى يـرعـى نواحيها
بـلادي تـعـشق الموتى
تـحـنّ لـلـحظة تاتي
غـدت ماوى الى الباغي
تـحـنّ ديـارها جوعى
ديـاري يسكن الطاغوت
أراضـيـهـا بـنا عانت
وقـاست رغمها الأرهاب
هـي الـمـنفى لمنْ فيها
جـراحـي مـالـها عدّ
فـقـدت بـفـقدها أمني
فـقـدت حـنانها الدافي
فـقـدت لـقـاء أحبابي
فـقدت الشيء واللاشيء
بـلادي فـي يـد الباغي
فـلـن أنسى هواها العمر
سـقـتـني نبعها الصافي
بـلادي يـا رعـاها اللهيـزلـزلُ عصْفها الجوْفا
ويـخصِفُ أضلعي خصْفا
يـسـاقيني الشجا صْرفا
أصـيـح ويرتمي ضَعفا
صـارت كـلـهـا منفى
سـقـتـنا الجوْرَ والعسْفا
يـعـشـقُ كـهفها الكهفا
وفـيـهـا صبحُها يغفى
ورغـم َمـوتـهـا الأنفا
يـحـمـلُ جرحُها السيفا
سـقـاهـا الويل والحيفا
ومـا زالـت ولن تشفى
يـودّع ألـفـنـا الألـفا
عـلـيـهـا أمره أضفى
تـداجـي أمـرهـا كشفا
وتـشـربُ نخبها الضيفا
وعـنـهـا صدّ أو أجفى
بـها نجني الندى الأوفى
* * *
رهـيـبـا فـيه يستكفى
بـلا دارٍ ولا مـلـفـى
حـرفـا يـعشق الحرْفا
فـيـهـا القول والوصْفا
وتـسـقيني الهوى رشفا
مـا سـدلـت لـها سجفا
بـيـعـت واستوت وَقفا
فـمـنْ حـابى ومنْ وفى
وأدهـى مـا بها الأخفى
وصـيـرَ عـمرَها نزْفا
يـسـابـق حـلفها الحلفا
ورُغـمـا أصبحت عجفا
وتـنـفـثُ سـمها خطفا
* * *
لـها روحي ارتمت مرْفا
ولـيـس لـهيبها يطفى
لـمـن ذاق الردى قصْفا
تـولاّهـا الـشـجا ندْفا
يـفـضحُ سترُها الصيفا
تـعـود لـحـبها الأوفى
عـن أحـلى وعن أصْفى
بـيـعَ لـغـاصبٍ ضِعفا
فـي أبـنـائـنـا نـسفا
وصـفـا يـتـبعُ الصّفا
فـيـهـا مـوتـها أغفى
نـثّ بـظـلـهـا عَرْفا
ربـيـعـيّ الهوى أدفى
تـجـئ لـوعـدها لهفى
عـن أملي الذي استخفى
بـها الماضي التظى لطفا
يـجـدّد ُ نـزفـها النزْفا
يـزاحـم كـتـفها الكتفا
يُـحـبـرُ روحَـه زُلفى
جـرّت بـؤسـهـا كيفا
فـأوغـل بـالجنى قطفا
هـواهـا نـحـوهم خفا
تـمـدّ بـأفـقـه الطرْفا
عـلـيـهـا جـوره زفا
ومـنـهـا الـماء قد جفا
فـي أنـحـائـها ..رفا
وفـاضـت مـن دمٍ وكفا
يـطـحـن أهـلها عسفا
وفـيـهـا يسكن المنفى
تـسـفّ عـذابـها سفا
فـقـدت الأنـس واللطفا
فـقـدت الطيب والظرْفا
نـجـرجر نحونا العطفا
عـشـنـا العلّ والسوْفا
تـولـى ريـشـهـا نتفا
مـا جـفـنٌ لـنـا رفا
ودمـع عـيـونها صرْفا
أنـى نـخـلـهـا يغفى