تبّت يدا كل الطغاة
تبّت يدا كل الطغاة
رزاق عزيز مسلم الحسيني - السويد
[email protected]أقْـلِـعْ عـنِ الـشّكوى مُنيبا تائبا
قِـفْ مُـشْـرئـبّا شامخا متجبّرا
واثْـبتْ كنصلِ الرّمحِ راعَ مُسدّدا
فـلـقـدْ رأيْـتُـهُـمُ أشدَّ عداوةً
مِـثْـلَ الذُّبابِ على الموائدِ حائما
خُـذْ مـا تـرومُ مِنَ الطُّغاةِ مُجالِدا
لِـمَـنْ الـتـشكّي والحياةُ كغابةٍ
أُنـبـيكَ مَنْ أَضحى الذّليلُ بِدارٍهِ
ومَـنِ ارْتَدَى طِمْرَ الطّوى مُتهيّبا
مِـضـيـاعَ فُـرصَتِهِ وكُلَّ لذاذةٍ
أو مُـؤْثِـرا فـيهِ السّلامةَ ضارِعا
يَـتَـفَـيّـأُ الصّمتَ المُثبّطَ خِيفةً
أو مَـنْ تـآكَـلَ عُـمْـرُهُ مُترقِّبا
قَـلَـبَـتْ لـهُ الأيّامُ ظَهْرَ مِجنّها
مـا نـالَ بُـغـيـتَهُ فتىً مُتردِّدا
فـاخْلَعْ رداءَ الخوفِ عَنْ جَسَدٍ بَدَا
فالخوفُ عَوْنُ الظّالمينَ على الورى
وإذا تَـفَـشّـى فـي قُلُوبٍ هَشَّةٍ
ويَـلُـفُّـهـا لـيلُ الأسى بدُجُنّةٍ
وتـظـلُّ تزدحِمُ الخطوبُ سحائِبا
وَيَغَيبُ عنها الحقُّ في حَلَكِ الدُّجى
وسـتـائـرا وحـواجزا وموانِعا
ويَـنـالُ أربـابُ الخنى أطماعَهُمْ
حـتّى ترى والقلبُ يعصرُهُ الأسى
ومـن الـبليّةِ في حياتِكَ أنْ ترى
بِـئْـسَـتْ حـيـاةُ القانعينَ بذُلّهم
والـعـاكـفـينَ على عبادةِ أرنبٍ
والـنـاعـبـينَ مَعَ الغُرابِ تَمَلّقا
والـنـائـمـينَ على نُعومةِ أرْقَطٍ
والـضـارعـيـنَ لِمُستبدٍّ جاهلٍ
فَـارْبَـأْ بـنفسِكَ أَنْ تكونَ مُسخّرا
نَـزَحُـوا قَـلِـيبَكَ والدّلاءُ كثيرةٌ
عـارٌ عليكَ إذا تظلُّ على الطّوى
يـا فـارسـا غَـمَرَ القلوبَ محبّةً
كُـنْ طـامـحا يبغي النجومَ مثابةً
ومُـحَـلِّـقا كالنّسرِ يرمُقُ منْ عَلٍ
كـنْ سـيّـدا كـالنّخلِ في غاباتهِ
يـابـلـسمَ الوطنِ الجّريحِ وبرءَهُ
أنـتَ الـمُـرجّى في الشدائدِ كلِّها
أنـتَ الـمليكُ فكيفُ تضرعُ سائِلا
صُـنْ كـبـرياءكَ لا ترقْهُ تشكّيا
وَإِلامَ نـطوي الأرضَ نبغي مَأْمَنا؟
لِـمَـنِ السّلالُ الطافحاتُ أطايبا؟
لِـمَـنْ الجنانُ الفيحُ مُثقلةُ الجنى؟
لِـمَنْ الجداولُ فاضَ عذبُ نميرِها؟
لِمَنْ القصورُ السامقاتُ من الخنى؟
وطـنٌ يـفيضُ غنىً ويبقى شعبُهُ
فَـغِـنـاهُ طولَ الدّهرِ ليسَ لأهْلِهِ
أيـظلُّ هذا الخصبُ رهنَ عصابةٍ
فـالـلـصُّ يَـهْنأُ والعفيفُ بفاقةٍ
شـعـبٌ يـئِنُّ مِنَ الطّوى مُتململا
لاهـيـنَ عـنْ أَلَمِ الجّياعِ بأُنْسِهِمْ
تـبّـتْ يـدا كـلّْ الطغاةِ وظنِّهم
الـبـائـعينَ دمَ الشّعوبِ رخيصةً
والـمُـهـلـكـينَ شعوبَهم بمواقدٍ
والـمُـرتقينَ على جماجمِ خيرِهِمْ
فـاقْـحَـمْ فـديتُكَ بابَ كلِّ مُلمّةٍ
فـمـدائـنُ التأريخِ أودى مجدُها
مَـنْ هـادَنَ الأيّـامَ ذلّ لـخطبِها
قُـمْ واقْـتَحِمْ نقْعَ الخُطوبِ بعزمةٍ
والـحـرُّ إنْ رامَ الـحـياةَ بعزّةٍ
واثْـبـتْ لِـمَـدِّ العادياتِ كجلمدٍ
واتـركْ فـديـتُك كلَّ وكْرٍ طافحٍواصـرخْ لحقِّكَ في الطّغاةِ مُطالِبا
إنْ كـنـتَ يـوما للطغاةِ مُخاطبا
واصـرخْ كليثِ الغابِ فيهمْ غاضِبا
وأخَـسَّ مـنـزلةً وأخْنى صاحِبا
أو كـالـبعوضِ على الدّماءِ تَكَالَبا
وَاسْـحَـقْ بِنَعْلِكَ ما رأيْتَ عقارِبا
قـدْ سـادَ فـيـها مَنْ أحدَّ مخالِبا
مَـنْ ظلَّ يخشى في الأُمورِ عواقِبا
أوْمَـنْ بِدَيْرِ الصّمتِ أضحى راهِبا
يَـشـقـى ويلعَنُ ذي الحياةَ مُعاتِبا
مـا دامَ فـوقَ الجّسمِ رأسُهُ راكِبا
وَلَـكَـمْ أضـاعَ العاجزونَ مَطَالِبا
عـهـدا جـديـدا واعِدا ومُواكِبا
وَسَـخَـتْ على مَنْ كانَ خبّا كاذِبا
وَمَـنِ اسْتخفَّ الخطْبَ باتَ الغالِبا
مِـنْ كَـثْرَةِ الأوْصابِ شِلوا شاحِبا
سَـيْـفٌ يُـحـقّـقُ للطّغاةِ مآرِبا
أَجْـدَى عـلـيها الدّهرَ همّا ناصِبا
وتـظـلُّ تـشتملُ السماءُ غياهِبا
تـهـمـي عليهمْ كلَّ حينٍ حاصِبا
يُـرْخِـي عـليهِ الارذلونَ سحائِبا
لِـيـبـيـنَ فيها الحقُّ جَهْما قاطبا
وتَـضِيقُ في وجْهِ الشّريفِ مذاهِبا
جَـمَّ الـمـعايبِ في الدّنيءِ مناقِبا
غُـرَّ الـمـحاسِنِ في الكريمِ مَثالِبا
الـحـاصدينَ منَ السُّكوتِ مصائِبا
خـبٍّ ورعـديـدٍ يَـنِـزُّ مَـعايبا
والـصـانعينَ منَ النفاقِ عَصَائِبا
أخـفـى عَـنِ الانظارِ سُمّا عاطِبا
مَـلَأَ الـبـلادَ أرامِـلا ونـوادِبا
تَـشـقَى ويَجْني السّارقونَ رغائِبا
حـتّـى اسْتحالَ اليومَ غورا ناضِبا
مـسـتـسـمحا لصّا لمالِكَ ناهِبا
وكـذا الـعـيـونَ مهابةً وعجائِبا
أو سـاعـيـا نـحو السعادةِ جالبا
لابـاكـيـا يُـشْقي المسامِعَ ناعِبا
والـسيفِ في الهيجاءِ راعَ مَضَارِبا
لاعِـشْـتَ يوما في ربوعِهِ غائِبا
أنـت الـمظفّرُ كيفَ ترجعُ خائِبا
أنـتَـ الـغنيُّ فهلْ ستبقى حاطِبا
لـمـن الحقولُ تفيضُ تِبْرا ذائِبا؟
ومـشـرّديـنَ مـشارقا ومغارِبا
والـشّـعبُ سِيءَ مطاعِما ومشارِبا
لـلـسـارقينَ وأنتَ تشكو ساغبا
وتـظـلُّ مـن ظـمإٍ تلظّى لاهبا
وتـعـيـشُ مُنفردا بكوخِكَ عازِبا
يُـلـفـي بـه بؤسا وكَدْحا لاغِبا
بـلْ لـلـطغاةِ ومنْ يكونُ مواربا
وتـلـوذُ بـالصّمتِ المُكبِّلِ هائِبا
طـاوٍ يـصارعُ في الحياةِ مصاعِبا
ورجـالُـهُ لـمّـا يـؤدّوا الواجِبا
وبـمـا تـكـدّسَ يملؤونَ حقائِبا
فـاقـوا الـشّعوبَ مواهِبا ومراتِبا
والـمُـشترينَ بها هوىً ومناصِبا
حـالتْ بها خضرُ المروجِ سباسِبا
جـانـيـنَ من ألمِ الشّعوبِ مكاسِبا
واتـركْ دويّـا إثـرَ برقِكَ صاخِبا
ولِـكَـثْـرَةِ الغازينَ صرْنَ خرائِبا
والـحـرُّ مـن يـبقى يقارعُ دائِبا
فـالـفـذُّ مَـنْ قَتَلَ الحياةَ تجارِبا
لابـدَّ أنْ يـلقى الخطوبَ مُحارِبا
تـتـكـسّـرُ الامواجُ فوقَهُ ضارِبا
سُـحْـتـا عليهِ البارحاتُ نواعِبا