ظَلَمُوكَ يا مَسْرَى الحَبيب
23آب2008
محمد ياسين العشاب
محمد ياسين العشاب - طنجة/المغرب
[email protected]
سَـطَـعَ الـهُدى و انْجَابَتِ فَـزِعَـتْ بِهِ مُهَجٌ تَعَامَتْ و اخْتَفَتْ رَاعَ الـدُّنَـى لَـمَّـا تَـلَأْلَأَ فانْزَوَتْ أَلِـفُـوا الـظلامَ فما اسْتَفَاقُوا بُرْهَةً و إِذَا بِـصَـحْـوَتِـهِ تَـلُوحُ كَأَنَّمَا و الـفجر أَوْشَكَ و السَّنَا و الخَيْرُ أَقْ و أَشَـدُّ أَمْـرٍ أن يُـفَـارِقَ ظـالمًا و يَـسِـيـرَ في رَكْبِ الهُدَاةِ كَوَاكِبٌ حَمَلُوا المَشَاعِلَ في الدُّجَى فاستبشرَت لـولا الـخـيـانةُ ما تَجَاسَرَ مُجْرِمٌ أَدْجَـى بِـهَـا ليلُ النفوسِ و طَالَمَا إِنْ كـان يُـهْـتَـكُ نورُها فبِسَاحِهَا * * * نـورٌ به الأقصى تَشَرَّفَ و ازْدَهَى واللهُ يـفـعـل ما يشاءُ ، إذا قضى سـبـحـانَ مـن أسرى به ليلًا،كما فـي بُـرْهَـةٍ كالطَّيْفِ مِنْ حَرَمٍ إلى فـزَهَـتْ بـه الدنيا و بُورِكَ حَوْلَهَا و عـلى البُرَاقِ قَدِ اسْتَوَى في رِحْلَةٍ حَـقٌّ لَـهُ عَـنَتِ الوجوهُ وأَشْرَقَتْ رُوحٌ مِـنَ الـفـرقـان تَـهْدِي أُمَّةً أَمَّ الـنَّـبِـيـئِـيـنَ الذينَ تَنَعَّمُوا أَعْـظِـمْ بِـهِـمْ حَمَلُوا أمانةَ ربهم و الـخـيُـر فـي لَـبَنٍ فبُشْرَانَا به شَـرَفٌ تـعـالـى قَـدْرُهُ و مَزيَّةٌ عَـجِـبَـتْ لـه الألباب كُلَّ تَعَجُّبٍ فـي لـيـلةٍ غَشِيَ السماواتِ العُلا و الـروح نَـاضِـرَةٌ ترى من ربها و الـحـقُّ مُْـؤْتَلِقٌ و فيض جلالِه وسَـمَـا فـآيـاتُ الإلـهِ تـتابعَت لا أُفْـقَ يـعـلـو أُفْـقَهُ أو منزلٌ فـإذا تَـسَـنَّـمَ فـوقـه مُـتَـسَنَّمٌ جـبـريـل يـفتحُ و الملائكُ حولَه فـكـأنـمـا الآفاقُ عُرْسٌ و المَدَى و تَـلَأْلَأَتْ أرجـاؤهـا حـتى غَدَتْ و لـقـد رآهُ بـمُـنْـتَهَى مِعْرَاجِهِ هـل بـعـد ذلـك نِـعْمَةٌ و مَكَانَةٌ هـو سَـيِّـدُ الأَرْسَـالِ حَاشَا غيرُهُ * * * عَـيْـنَ الـكمالِ و تاجَه و سِرَاجَهُ أنـتَ الـعلاجُ لمعشرٍ عَصَفَتْ بهم و نَـعَـى النُّعَاةُ إلى الحياةِ حياتَهم مُـتَـفَـرِّقُـونَ فـجُـلُّهُمْ لنُفُوسِهِمْ سـارت بـهَـدْيِـكَ أُمَّةٌ و تَنَضَّرَتْ وسَـمَـتْ بـهـا فالمجدُ من آياتها أنـتَ الـرجـاءُ و أنت للدنيا هُدًى هـل مِـثْـلُ أَحْمَدَ في العُلَا أو مِثْلُهُ شَـرُفَـتْ بـه الـدنيا و كان لِنَهْجِهِ حـتـى إذا نَـضَـتِ البَرِيَّةُ نورَه ظَلَمُوكَ يا مَسْرَى الحبيبِ و أَضْرَمُوا هَـتَكُوا ضِيَاءَكَ و اسْتَبَاحُوا عِرْضَهُ! سَـرَقُوا سَلاَمَكَ و الأَمَانَ و أَحْكَمُوا و اسْـتَـوْطَـنُوكَ فبَاتَ أَهْلُكَ شُرَّدًا ظَـلَـمُـوكَ و الدنيا هَوَانٌ و الأسى نَـادَيْـتَ إِذْ نَـادَيْـتَ و الغَاشِي يَدٌ نَـادَيْـتَـهُـمْ إِذْ أَنْـظَـرُوكَ وقَلَّمَا لَـهْـفِي عَلَيْكَ ! و ما يُفِيدُ تَلَهُّفِي ؟ غَـدَرَتْ بِـكَ الـدنيا و كُلُّ شِعَارِهَا فـإذا انْـبَرَى الأبطالُ قالوا: أَرْهَبُوا أيـن الـضِّيَاءُ إذا الخُطُوبُ تَتَابَعَتْ و إذا تَـرَكْـنَـا القُدْسَ في يَدِ جَائِرٍ "صُـهْـيُونُ" جُرْتُمْ مَرَّتَيْنِ، فأَبْشِرُوا! * * * مَسْرَى الرسولِ لَسَوْفَ تُشْرِقُ شمسُنَا حـتـى إذا رَفَـعَ الـصباحُ لِوَاءَنَا | الظَّلْمَاءُو الـنـورُ بَـادٍ مـا لَـهُ مـن وَقْـعِـهِ أصـواتُـها الهَوْجَاءُ مِـنْ خَـشْـيَةٍ ، و تَخَفَّتِ الأَصْدَاءُ حـتـى سَـرَى في العالمينَ ضِيَاءُ فَـرَّتْ فُـلُـولُ الـلـيلِ و الإِمْسَاءُ بَـلَ و الـمُـنَـى و غَدٌ لَهُ بُشَرَاءُ أَمْـسُ الـظـلامِ و تُـبْصِرَ الأشياء و يَـنَـالَ مـن سُقْيَا الضياءِ ظِمَاءُ أَكْـنَـافُ بَـيْـتِ الـمَقْدِسِ الغَرَّاءُ فـي رَبْـعِـهَـا ، أو رُوِّعَ الأُمَنَاءُ غَـدَرَتْ بِـهَـا فـاشْـتَدَّتِ البَأْسَاءُ تَـبْـنِـي الـعُـلاَ بدِمَائِهَا الشُّهَدَاءُ * * * و أَعَـزَّهُ بـالـمـصطفى الإسراءُ أَمْـرًا فـمـا لِـقَـضَـائِـهِ إِرْجَاءُ يـسـري الـضياءُ و حُسْنُهُ وَضَّاءُ حَـرَمٍ، و تـلـك الـرِّفْـعَةُ العَلْيَاءُ كَـرَمًـا، و قُـدْسُ اللهِ و الأَنْـحَاءُ رُوِيَـتْ فـأَكْـبَـرَ شَـأْنَهَا العُقَلَاءُ بِـسَـنَـاهُ أَفْـئِـدَةُ الأُلَـى قد فَاءُوا أَزْرَتْ بِـهَـا الأهـوالُ و الأَهْوَاءُ بـالـخُـلْـدِ مُـرْتَـفَقًا وهُمْ أَحْيَاءُ و أَتَـوْا بـفَـوْزٍ في المَعَادِ و جَاءُوا و لَـنَـا بـفَـضْـلِ صفائهِ النَّعْمَاءُ خَـجِـلَـتْ لِفَيْضِ ضِيَائِهَا الأضواءُ و احْـتَـارَ فـي أسـراره الفُهَمَاء قـمـر الـهُـدَاةِ و وَجْـهُـهُ لَأْلَاءُ أَجْـلَـى الـعـجائبِ، والفؤادُ نَقَاءُ بـشـرى تُـزَفُّ و عِـزَّةٌ و عَلَاء تَـتْـرَى ، و فـي آيِ الإلـهِ غَنَاء يَـعْـلُـوهُ أو شـمسٌ و لا جَوْزَاءُ و إذا سـمـا فـوق الـسماءِ سَمَاءُ و الـصـدق يرقى و الغُيُوبُ جَلَاءُ نـورٌ بـدا بـمـحـمـدٍ و سـنَاء نُـزُلًا لـطـه و الـبـهَـاءُ بـهَاء واسْـتَـقْـبَـلَـتْهُ السِّدْرَةُ العَصْمَاء أو عـزَّةُ يَـرْنُـو لـهـا الـعظماءُ فـي الـديـن و الـدنيا له استعلاء * * * رَوْضَ الْـجـمـالِ هُدَاكَ منكَ دواء فـي الـعـالـمينَ عواصف هوجاء و قَـضَـى الأُسَاةُ، و عَمَّتِ الأَرْزَاءُ أَسْـرَى، و فـي كُلِّ الثَّرَى أعداء! بـسَـنَـاكَ شِـرْعَـةُ رَبِّهَا الغَرَّاء شَـرَفًـا، و أبـنـاءٌ لَـهَـا سُعَدَاءُ و هُـدَاكَ حِـصْـنٌ لـلوَرَى ووِقَاءُ فـي قِـيـمَـةٍ دَانَتْ لها الأشياء ؟ صَـرْحٌ بـهـا قـد شَـادَهُ العُلماء سـادت بـكُـلِّ ربـوعِـها الظَّلْمَاءُ نـارًا بـسَـاحـكَ مـا لـها إِطْفَاءُ و مَـقَـامُـكَ الـسَّامِي رَوَتْهُ دِمَاءُ ذُلَّ الـحِـصَـارِ و عَـمَّكَ الإِدْجَاءُ لا أرضَ تُـؤْوِيـهِـمْ، فـهُمْ غُرَبَاءُ فـي كـل أرضٍ و الـحـياةُ شَقَاءُ تـسـعـى بـكـل رَزِيَّةٍ، و بَلَاءُ ! سَـمِـعُـوا نِـدَاءَكَ و القلوبُ جَفَاءُ و حُـمَـاةُ عِرْضِكَ دَأْبُهُمْ إِغْضَاءُ ! إِفْـكٌ، و أَدْجَـتْ أُفْـقَـكَ الأَهْوَاءُ بـجـهـادهـم نـاسًا هُمُ بُرَآءُ ! ! و الـلـيـلُ دَاجٍ و الـصباحُ مَساءُ تَـجْـنِـي الخَرَابَ فنَحْنُ نَحْنُ الدَّاءُ بِـحُـلُـولِ وَعْـدٍ لـيسَ فيه مِرَاءُ * * * تَـجْـلُـو الدُّجَى، و تُحَرَّرُ الأَنْحَاءُ سَـطَـعَ الـهُدَى و انْجَابَتِ الظَّلْمَاءُ | إِطْـفَاءُ