يا نَصْرُ

صالح محمد جرار

صالح محمد جرار/جنين فلسطين

[email protected]

بعد صلاة الجمعة 11 صفر 1422ه 4/5/2001م أصيب ابن شقيقتي (نصْر خالد جرّار، أبو صُهيب) أصيب بعبوة ناسفة مع ثلاثة آخرين على طريق مستوطنة شمال شرق جنين (حي السويطات) ولم أعلم حتى الآن كيف تم الحادث، والشّائع بين الناس أنهم أعدّوا العُبوة، ووضعوها في طريق المستوطنة، ثم انفجرت بهم وهم يعالجون أمرها.

فأحرقت يد نصر اليمنى ورجله اليسرى وأجزاء أخرى من جسمه (إنّا لله وإنّا إليه راجعون) وألهمه الله وذويه الصبر.

يـا  نـصْـرُ، قُـل للعزم أن iiيتكلّما
مـاذا  عـلـيـك لو ابتعثتَ وميضَهُ
مـاذا  عـلـيـك إذا تـأرّج iiمِسْكه؟
عـجـبـاً  لـعـزم أبي صُهيبٍ iiإنّه
عـزمٌ تـوقّـد فـي الـعروق سجيَّةً
فـإذا  بـعـزمـك رافضٌ هذا iiالخَنا
لم يرض نصرٌ أن يرى نجسَ iiالورى
كـيـف الـرّضـا بحياة ذلٍّ iiصاغرٍ
كيف الرّضا بضياع مسرى المصطفى
فـاعـجـب لِـنصرٍ حين لبّى iiدعوةً
فـتـراهُ  حـقّـاً كـالجبال iiرسوخِها
لـم  يـثـنهِ شُحُّ السّلاح عن iiالوغى
لـكـنّـمـا هـو جـهـد فرْدٍ iiواحدٍ
لا لـن تـزعـزعـه العواصفُ iiإنّه
أو  عـودةَ الـنّـصـر المبينِ مردّداً
لـكـنَّ  هـذا الـنّـسرَ خرَّ iiمحطَّما
فـبـذا قـضـى ربّ الـعبادِ، فمالَنا
يـا نـصـرُ، إنك في العرين iiمجاهدٌ
كـم وقـعـةٍ قـد كنتَ فارس ساحِها
عـمـلٌ بـلا قـوْلٍ، فـتلك iiشريعةٌ
صـبـراً أُخَـيّ، فـإنّ أجـرَك iiدائمٌ
أولـيـسـت  الـجناتُ غايةَ iiسعينا؟
فـلـقـد  ظفرتَ أبا صُهيبٍ iiبالرّضا
رِضـوان  ربّـكَ غـايـةٌ نسعى لها
فـاصبر كصبر السّائرين على iiالهُدى
























عَـيـيَ  الـلـسـانُ فلا يُجيدُ iiتكلّما
فـعـسـى  الظّلامُ بومضِه أن iiيبسما
دعْـهُ  يـهـبّ، فـإنّ فـيه iiالبلسما
قـد  ضاق عنه الجسمُ فاحتسب iiالدّما
فـأبَـيْـتَ  إلا أن تـظـلَّ الضّيغما
فـهـبـبـتَ صاروخاً يَدُكُّ iiالمجرما
فـي  قُـدْسـنـا مُـتغطْرِساً iiمُتحكّما
فـي ظِـلّ مـحـتـلٍّ أذاق iiالعلقما؟
كـيـف الرّضا ويهودُ دنّست الحِمى؟
لـجـهـادِ  مـحـتـلٍّ تعدّد iiوانتمى
لا  يـتّـقـي إلاّ الإلـه iiالأعـظـما
فـمـضـى "يُصنّع" حارقاً أو iiراجما
يـلـقـى الـعـدوّ وقد أعدّ iiعرمرما
مُـتـربـصٌ حُسْنَ الشّهادةِ في iiالسّما
"الله أكـبـر" مـا أجـلّ وأعـظـما
مـنـه  الـجـناحُ، فمن يردّ iiالمُبْرَما
غـيـرُ  القبولِ، أليس هذا iiالعاصما؟
فـلِـواكَ يـبـقـى في الجهادِ iiمقدّما
كـم  خِـطَّـةٍ قـد كنت فيها iiالمُلْهَما
نـزلـت بـها الآياتُ من ربّ iiالسّما
صـبـراً  أُخَـيَّ، فأنتَ نلتَ iiالمغْنما
أولـيـس رضـوان الإلـه iiالمعلَما؟
بـجـهـادِك  الـمحتلّ ذاك iiالمجرما
مـهـمـا ألـمّ بـنـا ومـهما iiأُبْرما
مِـن قـبـلـنـا كـيما تظلّ الأحزم