لاَ أُفْقَ لِيْ
القصيدة الفائزة أمس في مسابقة أمير الشعراء
أحمد بخيت
لاَ أُفْقَ لِيْ إنَّنِي الراؤونَ... والأفُقُ
صَمْتُ الْجِبَالِ الَّتِي فِي ظِلِّهَا صُعِقُوا
لَمَّا أَضَاءُوا نُجُومًا، فِي غُضُونِ دُجًى
أَجَّلْتُ مَوْعِدَ إِشْرَاقِي، لِيَأْتَلِقُوا
إِنِّي لِفَرْطِ حَنَانِي، كُلَّمَا كَذِبُوا..
أَشْفَقْتُ مِنْهُمْ، عَلَيهِم، قَائِلاً: صَدَقُوا
أَنَّى... يُطِيقُونَ نَارَيْ فتنةٍ، وهدًى
مَنْ لَو رَأَوا جَنَّةَ العِرْفَانِ لاَحْتَرَقُوا
آتٍ لِكَيْ آخُذَ الصَّحْرَاءَ مِنْ يَدِهَا
مَشْيًا عَلَى الْمَاءِ وَالصَّحْراءُ لاَ تَثِقُ
مَعِي عَصَايَ، وَأَلْوَاحُ الْعُصُورِ مَعِي
بِي -لاَ بِغَيْرِيَ- هَذَا الْبَحْرُ يَنْفَلِقُ
أَجُرُّ دُنْيَايَ خَلْفِي مِنْ ضَفَائِرِهَا
إلى طريقي وقد هاءتْ لِيَ الطُّرُقُ
لا َ يَزْهُوَنَّ بَلِيْد ٌ مَا بِعِفَّتِهِ
حَتَّى يَكُونَ بِقَدْرِ الْعِفَّةِ الشَّبَقُ
رَهْطٌ مِنَ الغَيْبِ، فِي الْلاَغَيْبِ ضَيْفُ دَمِي
لَمَّا نَطَقْتُ، بَكَوْا، لَمَّا بَكَوْا، نَطَقُوا
مَا ثَمَّ إلاَّ حُرُوفٌ صَفَّهَا قَلَمٌ
فِي صَفْحَةِ الْمَاءِ، وَالْقُرَّاءُ قَدْ سَبَقُوا
هَا قِصَّةُ الأَرْضِ: مَقْتُولٌ... وَقََاتِلُهُ
وَأُمُّ سِتِّ دُمُوعٍ، قَبْلَنَا خُلِقُوا
وَحْدِي عَلَى صَخْرَةِ الأَعْرَافِ أُشْهِدُكُمْ
أَنَّ الْعُصُورَ جَمِيعًا ذَلِكَ الرَّمَقُ...
مَا زَالَ فِي "الْكَهْفِ" سِرٌّ، وَ"الرَّقِيمُ" مَعِي
طُوبَى لِمَنْ قَالَ: رُوْحُ الْوَردَةِ العَبَقُ
أُمِّيَّـتِي... تَقْرَأُ الدُّنْيَا، وَتَكْتُبُهَا
كَأَنَّهَا، وَكَأَنِّي: اللَّيْلُ، وَالْفَلَقُ
كُفْءٌ لِحَنْجَرَةِ الأَجْيَالِ أُغْنِيَتِي
وَكُفْءُ كُلِّ غِنَاءٍ صَمْتِيَ اللَّبِقُ
أحمد بخيت
قصيدة المعارضة
قل للمليحة
بَيْضَاءُ يَا وَجَعَ الْخِمَارِ الأَسْوَدِ
سَمَّرتِ أَقْدَامِي بِبَابِ الْمَسْجِدِ
كم فتنة فِي الأَرْضِ؟كَيْفَ تَنَزَّلَتْ
حُورُ الْجِنَانِ لِنَاسِكٍ مُتَعَبِّدِ
لِي مَوْعِدٌ فِي اللهِ كِدْتُ أُضيْعُهُ
لِيُقَدَّ مِن قُبُلٍ قميصُ المهتدي
مَاسَتْ خُطَاكِ فَمَسَّنِي مَا مَسَّنِي
لَوْلاَ تُقَايَ لَقُلْتُ: جِئْتِ، لِتُعْبَدِي
سَكِرَ الْهَوَا حَوْلِي وَأَسْكَرَنِي الْهَوَى
فَوَقَفْتُ لاَ قَدَمِي عَرَفْتُ وَلاَ يَدِي
جُرِّي الْعَبَاءَةَ فَالْقُلُوبُ أَسَاوِرٌ
وَعُيُونُنَا فِي الْجِيدِ عِقْدُ زُمُرُّدِ
وَالنَّاسُ إِمَّا مُلْهَمٌ أَوْ حَاسِدٌ
وَلَقَدْ خُلِقْتِ لِتُلْهِمِي وَلِتُحْسَدِي
رِفْقًا بِأَهْلِ الأَرْض رِفْقًا بِالسَّمَا
بِتَنَهُّدِ النَّجْمَاتِ إِنْ تَتَنَهَّدِي
رِفْقًا بِنَفْسِكِ بِالْجَمَالِ مُتَوَّجًا
بِأُنُوثَةٍ فِيهَا نَضِلُّ وَنَهْتَدِي
مُسْتَعْصِمٌ قَلْبِي بِحُبِّ مُحَمَّدٍ
لاَ تَفْتِنِيهِ بِحَقِّ رَبِّ مُحَمَّدِ